هذا الموضوع من تقديم الزميل محمود الأسود
الأصوليات، بحوث في معوقات النهوض العربي
تأليف: محمد علي مقلد
دار الفارابي ط 1 /2000
هذا الكتاب
ليس هذا الكتاب بحثاً في الشأن الديني، فهو بعيد عن أن يكون مختصاً في الفقه والاجتهاد وعلم التأويل، ولا يدّعي إلماماً كافياً بهذا الحقل لمعرفي الثقافي غير أنه بحث في الإيمان، في كيفية تجسّد الدين في عقول الأفراد، كما في عقل الجماعة.وهو ليس-كما قد يوحي عنوانه-نقداً للأصوليات الدينية وحدها، بل لكل الأصوليات الماركسية منها والقومية والليبرالية. وحصة الدينية منها قليلة، وأقل منها حصة الأصوليات القومية والليبرالية. وينطلق هذا النص (النصوص) من الاعتقاد بأن الأصوليات واحدة وإن عددت الأدوات المفهومية، فهي كلها تغليب للايديولوجي على المعرفي، للسياسي لى الثقافي، للإيمان على الدين، وهي بالدرجة الأولى تغليب للمصالح على المبادئ.
وبمعنى آخر فإن هذا الكتاب هو، في جانب منه، نقد للمارسة النظرية كما تجلت لدى مفكرين كبار أثروا الفكر العربي الحديث والمعاصر بمساهماتهم
الغنية بانخراطهم العملي في حقل النضال الايديولوجي بحثاً عن إجابات صحيحة ومرضية عن أسئلة النهوض العربي، وهو، من جانب آخر، نقد ذاتي، لأن الفكر العربي الذي ينتمي إليه لم يترك أحداً في منأى عن فخ الشحنة الايديولوجية في أسنّة القنا. وهذا نابع من كون الإجابات التي قدمها العقل العربي على أسئلة النهوض المستعصية سقطت أمام التجربة والامتحان، الواحدة تلو الأخرى، وليس أفضل من الحياة نفسها معياراً لصحة الأفكار ينطلق المؤلف في هذا المناخ في هدف البحث عن أسباب أزمة النهوض العربي، تلك الأزمة التي بدأت منذ أن طرحت الحداثة على العالم
العربي أسئلة الدخول في الحضارة الحديثة.