عرض مشاركة واحدة
قديم 26/10/2006   #133
شب و شيخ الشباب الإصلاحي
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ الإصلاحي
الإصلاحي is offline
 
نورنا ب:
Sep 2006
المطرح:
السجن الكبير
مشاركات:
307

Thumbs up سؤال للمجتمع السوري


عندما كنا يوم الجمعة الماضي ، في مقر المفوضية الأوربية في دمشق ، نناقش مع الوفد البرلماني الأوربي الحالة الحقوقية والسياسية في سوريا ، أمطروني بعدد كبير من الأسئلة حول العنف والتعصب والإرهاب والنتائج الافتراضية لعملية الاقتراع لو حصلت ، وعن الاحتمالات الخطرة لرحيل النظام حتى لو كان هذا الرحيل سلمياً و من الداخل , وو .. و ماذا تتوقع وماذا تعتقد ؟؟؟ .. المسألة على ما يبدو لي لا تتعلق بوجود الحدس بقرب حدوث ( شيء ما ) بل تتعلق أكثر بنتائجه وانعكاساته .
الموضوع أنني ومنذ فترة لم التق مع أي مسؤول ولا صحفي ولا دبلوماسي أجنبي زار سورية ، إلا وكرر نفس الأسئلة وأبدى نفس المخاوف .. ( استلام المتعصبين الإسلاميين للسلطة ، و اندلاع العنف والحرب الأهلية ، فيما لو رحل النظام الحالي ) .
ببساطة أنا اعلم منذ البداية أن هذه هي دعاية النظام ، والتي كانت قد بدأت بالحديث عمن يرغبون في ( جزأرة / من جزائر ) سوريا قبل سحق ربيع دمشق واعتقالنا في عام 2001 , ... لكن أن تستمر إلى الآن وبهذه الوتيرة العالية ، فذلك يعني أن كل مسؤول سوري يفاوض ويلتقي الأجانب ، ليس له مهمة سوى نعت شعبه بالتعصب والتخلف والجهل والعنف والإرهاب ، ثم يفتخر بأن نظامه استطاع أن يضع الحديد في يد هؤلاء( القتلة ) الذين يضرب المثل على سلوكهم في ( عراق الفللوجة ، بعد تحريرها من النظام الوحيد المناسب لها ، ويا لها من غلطة يجب أ لا تتكرر )
نعم النظام يراهن على ( صحوة أمريكية ) ، ويحاول دوماً أن يقول للأمريكيين أنكم ( حمقى ) لأنكم بمطالبكم الديمقراطية تريدون استبدالنا بمن هو أكثر عداء لكم منا ، انظروا إلى هذه المعارضة التي سوف تكون البديل عنا .. ثم لا ينسوا أن يومئوا لبعض الشخصيات ( المعارضة علناً و المنسقة ضمناً ) كي تطلق التصريحات النارية المضادة لأمريكا والمؤيدة ( للمقاومة البطولية في العراق )، خاصة بعد كل حادث مروع هناك يطال المدنيين ودور العبادة ،/ تقرباً من وغزلاً مع النظام في الواقع ، ونكاية بالعدو الأمريكي - الصهيوني الذي يريد التدخل والهيمنة على المنطقة بالظاهر /ضاربين عرض الحائط بمأساة ومعاناة ذوي الضحايا من أبناء العراق الفقراء الذين طال استعبادهم وهان قتلهم (على مذبح القضية ؟؟ ).
أما من يرحب بالضغوط الخارجية على النظام ، والتي هي بكل أسف العامل الأهم في إجباره على تقديم تنازلات لمواطنيه ، في مجال حقوقهم الطبيعية في التعبير والاجتماع والمشاركة في الحياة السياسية ، فبسرعة يستطيع النظام توجيه تهم العمالة له ، ليس لأنه يطالب بحقوق شعبه, بل لأن تلك المطالب جاءت على لائحة المطالب الخارجية ، وتحت تأثير تغيرات عالمية كبرى ، وبإلحاح كل وطني مخلص في الخارج والداخل ، يعلم أن هذه الأنظمة ذات يوم لم تكن لتأتي أو تستمر بدون رعاية الأجانب لها .
يقوم النظام بتفريغ مجتمعه من قوى التسامح والديمقراطية ، ثم يهيئ الأرضية للجهل والتعصب ، ثم يدعي أنه ضحيته ، و يسارع لتوصيف كل حادث أمني يحدث ، على أنه عمل إرهابي مدبر ، ولا ينس بين وقت ووقت أن يفبرك اكتشاف المجموعات ، وتفكيك الخلايا النائمة والمستيقظة ، والتي لو كان هناك شفافية في التحقيقات والمحاكمات ، لاكتشفنا أنها أقل كثيراً مما يحاول النظام الإيحاء به ، فنحن نعلم أنه هناك ( تيارات تدين إسلامي ) لكنها في معظمها ليست سياسية ، و كلها لا تتبنى العنف ، وحتى تلك التي قيل أنها تبنته ذات يوم ، أنكرت ذلك ، ودعت إلى تحقيق محايد لكشف الحقائق ، أيضاً نعلم أن هناك مجموعات تعيشت طويلاً على تهريب السلاح (وعلى عينك يا تاجر ) في المرحلة الماضية ، وربما وجدت اليوم من يدفع لها أكثر ، لحاجة البعض الماسة للسلاح في (مكان ما ) ولوجود من يبيعه بسهولة في ( مكان آخر ) وعندما تحتك بالسلطات تفسر تلك الاحتكاكات على أنها أعمال إرهابية بسبب وجود القرآن الكريم أو المسواك بحوزة الشباب اليافعين !!! ، فيفتخر ضباط الأمن ببطولاتهم ، وتعطي السلطة للغرب المرعوب من ظاهرة الإرهاب الإسلامي جرعة مسكنة جديدة تؤجل ضغوطه فترة أخرى .
السؤال الموجه للمجتمع السوري، هل حقاً نحن إرهابيون ومجرمون ومتعصبون وطائفيون ؟ ، وأننا نعيش بسلام وأمن فقط لأن الشرطي الحازم المسلح بحالة الطوارئ يقف على رأسنا ؟، وأننا سوف نقتتل مباشرة بعد أن يدير الشرطي ظهره إلينا ؟
هل الأمن الذي ننعم به سببه طيبة شعبنا وأخلاقه وقيمه ، أم براعة أجهزة الأمن ، وهل جرب أحدكم أن يستدعي دوريات الأمن ليصف لنا طريقة استجابتهم ؟!!!!!؟ من الذي يسرق وينهب ويختلس ويرتشي ويعتدي على المال العام ويخرق القانون و يسلب حقوق المواطنين ، ومن يشجعه ويحميه ويتغاضى عنه ، وهل كنا يوماً مقصرين في كشف الفساد الرهيب الذي نعاني منه والذي تقف السلطة مسؤولة وحيدة عنه . ( إذ لا ينقص شعبنا سوى أن تتهمه السلطة بأنه هو سبب فسادها لأنها جاءت منه . وتنسى أنها احتكرت الحكم بعكس إرادته ).
ماذا نقول لسلطة تريد الدفاع عن فسادها باتهام شعبها بأنه مجرم وحاقد ، لكي تبقى هي فاسدة ومستبدة ... أي بؤس ..
فبدل أن تصغي السلطة لشعبها وتصلح نفسها وتكبر باحترامها لحقوق مواطنيها ، ولقانونها ، ثم لإرادة شعبها الحر الأبي الكريم المتسامح النبيل المتحضر ، نراها تتلوى تحت الضغط الخارجي وتستعد للتنازل عن كل شيء إلا الكرسي ، و تستعد لتقديم كل شيء للأجنبي ، وتمتنع عن تقديم أي شيء لشعبها ... أيضا أي بؤس ؟!!؟
والسؤال الموجه للسادة الأجانب أو الأسياد المحليين : هل العنف الذي اندلع في العراق سببه الشعب العراقي ، أم سلوك النظام السابق وتحضيره ، ثم سلوك الجيوش المحتلة بغطرستها واستسهالها إزهاق الأرواح ، ثم تدميرها المتعمد لكل أجهزة الدولة ، ثم التدخل المعلن والمستور من كل جار قريب وبعيد ومن كل حدب وصوب ( طبعاً ضمن إستراتيجية أمريكية - دولية ضمنية تريد فتح ساحة صراع على الأرض العربية مع التيارات الإسلامية الجهادية لاستنزافها )
لاحظوا معي أنه بالرغم من كل الجرائم المروعة التي طالت كل مكونات الشعب العراقي والتي تحمل التوقيع الطائفي الحاقد ، فقد فشلت في استثارة ردود أفعال انتقامية طائفية ذات أهمية ، بالرغم من كل أنواع التحريض والاستفزاز .
لا حظوا معي أيضا أن كل من راهن على اندلاع الفوضى في لبنان بعد رحيل الجيوش الحارسة للضمائر ، قد خسر الرهان بالرغم من محاولات استحداثها ، نحن نعلم أن الشعب اللبناني ومباشرة بعد توقف الجهات الخارجية عن الصراع داخله وعلى أرضه ، لم يجد غضاضة في العودة للتعايش دون عوائق تذكر رغم مئات آلاف الضحايا ، والكثير منه لم يعلم لماذا حارب 15 سنة ، ثم لماذا توقفت تلك الحرب ، وقواد الحرب الأهلية هم ذاتهم الذين شكلوا حكومة الوفاق ؟؟ .
ما أقوله ببساطة أن المثالين المضروبين عن همجية شعبنا ، والتي يبنى عليهما توقع همجية ثالثة تضاف إليهما يقوم بها الشعب السوري ، هما مثالين على عكس ذلك لو دققنا في الأمور بطريقة أخرى ،
لكن هناك من يتعمد تدمير مؤسسات المجتمع المدني ( NGO: non governmental organizations ) وتدمير الثقافة والحوار والتسامح ، وزرع التعصب والجهل والحقد والطائفية ، ويحاول إفشال كل جهد سياسي لبناء منظمات علمانية ديمقراطية ليبرالية ( عدل ) تشكل الوعاء الحقيقي للوطنية والسلم وتداول السلطة ، ويحيك المؤامرات ويشغل أجهزته وعملاءه للتشويش عليها وعرقلتها والإساءة إليها ، وفي نفس الوقت يفشل في اكتشاف منظمات عصبوية غير حكومية ( NGG : non governmental gangs ) تؤدي أغراض سياسية تخدم أطراف وأنظمة ، رغم أنها منتشرة في كل مكان في المنطقة ، و تعيث فساداً وتقتيلاً فيها .
نحن نصرخ ( كفا ) قبل وزيرة الخارجية الأمريكية رايس بزمن طويل ، ونناشد ضمائر كل مواطن في السلطة أو خارجها أن يعلن موقفه بوضوح مما يجري ، ثم يأخذ دوره في مراقبة وفضح كل سلوك إجرامي عصبوي تشبيحي أو إرهابي من أي طرف أو جهة كان ، لأن ذلك خطير وخطير جداً علينا جميعاً ، بل أكثر خطراً من الغزو الخارجي ..
ونحن نصرخ كفا للعنف والإجرام والتعذيب والاضطهاد والاختطاف والإخفاء في غياهب السجون السرية، وكفا للقتل غير القانوني ، وكفى للتغاضي عن العصابات والعصبويات ، وكفا لقمع حرية الرأي وتخريب الحوار ، وكفا للفقر الذي تسبب به النهب المتوحش ، وكفا للجهل والأمية الذي تسببت به سياسة التجهيل والإذلال .
نعم نريد أن تنطلق مسيرة الإصلاح من هنا ، من ضمير كل مواطن حر نحن نثق بتحضره ووعيه ، ولنتخلص من تلك التحزبات والانتماءات الضيقة ، ولندخل حديقة الوطن التي تتسع للجميع بحرية وكرامة ، فهذه حضارتنا وهذه قيمنا التي عشنا وسنعيش عليها .. وتعسا للمجريمن والقتلة الذين يندسون بيننا ليخربوا مجتمعنا ، والرحمة لأرواح شهدائنا الذين نحتسب مصابنا بهم عند الله العزيز المنتقم .
أخيراً نقول للجميع كما قلنا للأوربيين , لا تخافوا لو رحلت هذه السلطة فالمجتمع موجود ، والسلم الأهلي مصون ، والحرب الأهلية لن تقع إلا إذا عمل من أجلها غيرنا ، أو فجرها المتعنتون الذين لا يريدون الاحتكام لصندوق الاقتراع ، وأننا كمجتمع قادرين على تجاوز محنتنا بسلام وآمان ومن دون عنف ولا دماء ولا انتقام ، ونحن نعمل معاً بروح واحدة مع كل المخلصين والشرفاء والغيورين في كل مكان وموقع ، وسوف نستمر على هذه الروح ، ولن يحدث أي فراغ مزعوم ، وتغيير السلطة أمر طبيعي وبديهي ، وعودة المسؤولين لصفوف الشعب أمر حتمي ، كان يجب عليهم ألا ينسوه في يوم من الأيام ، وإن كنا نفضله أن يكون سلمياً وتدريجياً ومن الداخل ، ونوضح أن تغيير السلطة في أي بلد لا يعني أبداً دمار المؤسسات وتفكيك الأجهزة ، فالسلطة غير المؤسسات ، والحكومة غير المجتمع ، والسلطة السياسية ليست الدولة، السلطة تولد وتموت فتلك سنة الحياة السياسية ، أما الوطن فيبقى ...
والسلام على من اتبع الهدى .

الدكتور كمال اللبواني.

لا صراع حضارات بل صراع كيانات سياسية فالثقافات
لا تتناحر وإنما تتفاعل.....والحضارات لا تتصادم وانما تتلاقح.
......understood seek first to understand then to be
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04626 seconds with 11 queries