عرض مشاركة واحدة
قديم 23/04/2009   #5
شب و شيخ الشباب مـــــداد
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ مـــــداد
مـــــداد is offline
 
نورنا ب:
Sep 2007
المطرح:
القاووش التحتاني..
مشاركات:
59

إرسال خطاب MSN إلى مـــــداد
افتراضي


اليوم الثالث

في الصباح الباكِر، دخلَ أحدهم وقام بترديد أسماء بعض السجناء – المتهمين -، اقتادهم خارج السجن، وبعدَ انتظار دامَ أكثر من ساعتين جاءَ أحدهم واقتادني مع مجموعة من السجناء إلى الخارج، تمَّ تقييدنا مرّة أخرى في قيود ثنائية (كل اثنان في قيد)، وساقونا إلى سيارة في الخارج، وضعونا فيما يسمونه (القفص) الخلفي، وأخذونا إلى شعبة التجنيد.
لوْ أردتُ أن أجلِسَ معَ كبار المختصين النفسيين على هذه الكرة الأرضية، ليمنحني القدرة على شرح الحالة، وأنا أنزل من ذلك القفص المقيت أمام أنظار العالم مقيداً بيدي الاثنتين، غارقاً في الإذلال، يمسكني اثنان ويجرّاني بسرعة، وشعبة تجنيد تلك المدينة تقع وسط سوق شعبية لمن لا يعرف.. من الممكن أن يراني أكثر من مائة شخص أثناء نزولي ثم صعودي إلى مقرّ الشعبة كأنني سجين مُدان ارتكب جريمة ما بحقّ المجتمع. أستغربُ من بلاد تصنع من أبناءها مجرمين كرهاً وتضعهم في خانة مع كبار العتاة ثم يُطلب منهم أن يخدموا الوطن..؟!! لا أعرف إن كنتُ سأخدم وطني أم سأخدم من يملكونه..؟!!! سؤال أشعل هواجسي من جديد وشرّع الأسئلة عن جدوائية هذه المعمعة كلها..
اضطررتُ حينها لرفع رأسي عالياً عندما تذكرتُ منظرَ المقتادين إلى السجون حين ينزلون وسط الناس وهم مطأطئي الرؤوس، فأنا لستُ مجرماً ولن يلبسوني روح المجرم حتى ولو بالقوّة..، ولَن أدفعَ فاتورة كوني في بلدٍ لا يحترم مثقفيه فضلاً عن أن يحترم مواطنه العادي..

بقيودي وهمِّي وهواجسي وأفكاري صعدتُ، دخلتُ إلى غرفة رئيس الشعبة، أخبرني أن أوراق تأجيلي تمَّ رفضها في دمشق، وأنني سأسُاق إلى الخدمة الإلزامية، خرجتُ من الغرفة ودخلتُ غرفة أخرى تم إملاء يياناتي فيها وتسجيل بدء مهمة على دفتر الخدمة الإلزامية، قادني عسكري من الشعبة إلى الشرطة العسكرية، ثمة أشخاص تكلّموا لأجلي هناك معَ أحدهم (مساعِد على ما أعتقد).. فطلَب عدم تفتيشي هذه المرة، وأدخلوني في زنزانة أخرى مكتوب عليها (مهجع الشرطة).
بقيت لوحدي فترة ما ثم دخلَ شاب آخر كان على وشك إنهاء خدمته في مركز الشرطة العسكرية قبل أن يتعرّض لحادث دراجة نارية جعلته يدخل في دوامة استمرت لأكثر من أسبوع، بعد حوالي الساعتين أو أكثر، دخلَ مجموعة رجال تبدو عليهم علائم الوقار، ويصعبُ تصديق أن أمثالهم يمكن لهم أن يتواجدوا في مكان كهذا يوماً، كانوا متهمين بالتعاون مع عسكري السجن المدني في تلك المدينة من أجل صفقات تجارية أو ما شابه، هذا ما فهمته.
تسليتُ (بغصة) وأنا أستمعُ إلى أسلوب التحقيق الذي استخدموه معَ أحدهم (تجاوزَ الأربعين وربما اقترب من الخمسين)..، ادخلوهُ في دولاب. وآخر تجاوز الخمسين فعلاً .. ( ……………… ) ، لَن أبكي الآن ، العسكري المسكين، ضُربَ بقسوة شديدة من أجل الاعتراف بأسماء أشخاص، وهوَ لا يملك هذه الأسماء، لَم أستطع الاستمرار في الإصغاء إلى قصص هؤلاء، أخذت زاوية من ذلك السجن القاتم ، ……. ولليوم الثالث على التوالي ….
نمتُ ؟! .

زُرني هــنــــــــــــا
http://NJ180degree.com
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03104 seconds with 11 queries