عرض مشاركة واحدة
قديم 12/07/2006   #46
post[field7] dot
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ dot
dot is offline
 
نورنا ب:
May 2006
مشاركات:
3,276

افتراضي


احتكار الحق
يعتقد المسلمون أنهم هم وحدهم الذين يملكون الحقيقة ولا أحد غيرهم يعرف عن الله شيئاً. وهم وحدهم الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وعليه يكون المسلمون هم خير أمةٍ أخرجت للناس. ويتجاهل الشارحون للقرآن أن الآية تستعمل الفعل الماضي حين تقول: " وكنتم خير أمة أخرجت للناس". والمقصود هنا أمة النبي إبراهيم الذي قال عنه الرسول إنه أب الأمة العربية عن طريق ابنه إسماعيل. ولما كان الرسول يقول إن دينه الإسلام هو ملة إبراهيم حنيفاً، وإن العرب كانوا أمةً واحدة في الإيمان بدين إبراهيم والتوحيد بالله، ثم تفرقوا وارتدوا لعبادة الأصنام، لم يعودوا خير أمة أخرجت للناس. ولذلك قال القرآن: " كنتم خير أمة". أما لما تحدث القرآن عن الوضع المعاصر للعرب، قال: " الأعراب أشد كفراً ونفاقاً وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله والله عليم حكيم "[16] . فالعرب أجهل الناس بحدود ما أنزل الله على نبيه، ولذلك جعلوا هذه الحدود مطاطية لتسمح لهم بقتل واضطهاد من يخالفهم الرأي.
وأول اضطهاد الغير بدأ في زمن الرسول حين فرض الجزية على غير المسلمين في دولته الجديدة، حين نزلت عليه سورة التوبة، الآية 29: " قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون".
وقال عكرمة في شرح هذه الآية: " يدفعها وهو قائم والمسلم جالس "، فلما بيّن بعض المسلمين أن الرسول قال: " اليد العليا خيرٌ من اليد السفلى"، واليد العليا هي التي تعطي واليد السفلى هي التي تأخذ، قال: " هذا ينطبق على الصدقة، ولكن في الجزية يكون العكس فتصبح اليد الآخدة هي العليا واليد المعطية هي السفلى لأن الله هو الخافض الرافع، يرفع من يشاء ويخفض من يشاء، ولذلك جعل يد المسلم هي العليا وإن كانت آخذة "[17].
وذهب الإمام مالك أبعد من ذلك في تفسير هذه الآية، فقال: " قوله عن يدٍ وهم صاغرون تعني عن قهرٍ لهم وهم ذليلون حقيرون مهانون. فلهذا لا يجوز إعزاز أهل الذمة ولا رفعهم على المسلمين، بل هم أذلاء صغرة أشقياء." وجاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة، أن النبي (ص) قال: " لا تبدءوا اليهود ولا النصارى بالسلام وإذا لقيتم أحدهم في الطريق فاضطروه إلى أضيقه "[18].
فما دام الله، الرافع الخافض، قد رفع المسلم فوق أهل الكتاب، لا بد أن يكون المسلم هو الأقرب إلى الله وهو وحده على حق وغيره على باطل. وعليه فالمسلم هو الوحيد الذي يمتلك الحقيقة. وما دمنا نحن مُلاك الحقيقة دون غيرنا، فأي شخص لا يقول بقولنا ولا يفعل فعلنا يكون قد فارق جادة الطريق، ولذلك وجب علينا أن نضطرهم إلى أضيق الطرق ونضطهدهم حتى يعودوا لرشدهم ويقولوا بقولنا.
وهذا ما فعله الخليفة عمر بن الخطاب في اتفاقيته المشهورة مع نصارى الشام، حين فرض عليهم ألا يلبسوا لبس المسلمين، وأن يجزوا نواصي رؤوسهم ولا يلبسوا عليها عمامة أو أي غطاء حتى يعرفهم المسلمون من على البعد، وعليهم أن يترجلوا عن دوابهم إذا مروا بمسلم، وعيهم كذلك القيام من مجالسهم وإعطائها للمسلم إذا رغب في الجلوس، وعليهم ألا يدقوا نواقيس كنائسهم ولا يرفعوا أصواتهم بصلواتهم .
وقد خطب عمر بن الخطاب في المسلمين فقال: " ألا بعون الله مع الإيمان بالله ورسوله، فأنتم مستخلفون في الأرض، قاهرون لأهلها، نصر الله دينكم، فلم تصبح أمة مخالفة لدينكم إلا أمتان، أمة مستعبدة للإسلام وأهله، يجزون لكم، يُستصفون معايشهم وكدائحهم ورشح جباهم، عليهم المؤونة ولكم المنفعة، وأمة تنتظر وقائع الله وسطواته في كل يوم وليلة، قد ملأ الله قلوبهم رعبا، فليس لهم معقل يلجؤون إليه، ولا مهرب يتقون به[19]
فلا يكفي أن نضطهدهم بل يجب أن نستغلهم اقتصادياً ونجعلهم يكدحون حتى ترشح جباههم عرقاً ونأخذ نحن ما يكسبون من جهدهم. وهذا ما فعلته الدولة الإسلامية التي كانت تفرض على التجار الذميين عشرة بالمائة ضريبةً على تجارتهم إضافة على الجزية، ولكن حُرموا من أي نصيب في الزكاة لأنها تُدفع فقط للمسلمين.
ومنذ أن دخل عمرو بن العاص مصر التي كانت مسيحية في ذلك الوقت، أصبح اضطهاد ما بقى من أقباطها على دينه، السياسة الرسمية للدولة المصرية، قديمةً وحديثة. فقد أفتى أبو الأعلى المودودى والذى يعد مرجعاً هاماً للتيار المتشدد يقول فى كتابه حقوق أهل الذمه "لا يحق لهم، أى أهل الذمة، ان يتولوا عضوية مجلس الشورى أو أن يشتركوا فى إنتخاب الرجال لهذه المناصب "، ويقول أيضاً بناء على هذا المبدأ وفى نفس الكتاب: "قد أُستُثنيّ أهل الذمة من الخدمة العسكرية، وجُعل الدفاع عن الوطن الإسلامى من واجب المسلمين وحدهم، وذلك لأن الدولة التى تقوم على مبدأ، لا يقاتل من ورائها ولا ينبغى أن يقاتل، إلا الذين يؤمنون بصدق ذلك المبدأ" [20]
فالأقباط في مصر لا يحق لهم تولي المناصب الرئاسية في المؤسسات الحكومية حتى لا يكوموا في موقف يجعلهم أعلى من الموظفين المسلمين -والمادة الثانية من الدستور المصري تنص على أن رئيس الجمهورية يجب أن يكون مسلماً، وهناك عشرة شروط ( الشروط العشرة للعزبي باشا وكيل وزارة الداخلية سابقاً ) لبناء الكنائس بمصر، والأقباط ممنوعون من دخول جامعة الأزهر (الدراسات العلمية) الممولة من ميزانية الدولة في الوقت الذي تعطى فيه المنح المجانية لأي مسلم من أي دولة في العالم، وهناك الجماعات الإسلامية التي استحلت أموال الأقباط حسب فتوى الشيخ عبد الرحمن ( المسجون حالياً في أمريكا)[21]..
وهناك عدة حوادث اعتداء على الأقباط وكنائسهم بمصر، نذكر منها على سبيل المثال:
/11/72 منطقة الخانكة –القاهرة حرق كنيسة وإتلاف عدة محلات تجارية مملوكة للأقباط
مارس 79 القاهرة حرق كنيسة قصرية الريحان الأثرية بمصر القديمة
يناير 80 الإسكندرية الهجوم على بعض الكنائس
يونيو 81 القاهرة هجوم مسلح على الأقباط بمنطقة الزاوية الحمراء يسفر عن مقتل أحد القساوسة وحرق 22 عائلة مسيحية وتدمير عشرات الصيدليات والمحلات المملوكة لأقباط
سبتمبر 88 القاهرة- روض الفرج حرق كنيسة وتدمير محتوياتها
نوفمبر 88 كنيسة العذراء شبرا – القاهرة إلقاء عبوة متفجرة أثناء حفل زفاف
12/5/90 عين شمس –القاهرة إلقاء عبوة ناسفة على كنيسة السيدة العذراء
سبتمبر 93 ديروط –أسيوط مهاجمة ثلاثة متطرفين للكنيسة الإنجيلية
مارس 94 دير المحرق إطلاق النار على زوار وآباء الدير أدى إلى مقتل خمسة أقباط
مارس 96 كفر دميان –الشرقية الهجوم على مساكن ومحلات الأقباط والكنيسة
فبراير 97 قرية الفكرية المنيا هجوم على كنيسة قبطية أدى إلى مقتل عشرة مصلين داخلها
[22]

وبعد كل هذا يطلع علينا، من وقت لآخر، من يدعي أن النبي قال: " استوصوا بالقبط خيرا فإن لكم فيهم نسبا وصهرا ". وكذلك قولهم إن النبي أوصى بكل أهل الذمة والمعاهدين فقال: ( من ظلم معاهدا أو كلفه فوق طاقته فأنا خصمه يوم القيامة ).
ومعاملة الأقباط في مصر تنطبق على معاملة الأقليات الغير مسلمة في كل البلاد الإسلامية. يحكى أنه في أيام الخلافة العثمانية جهز والي الموصل حملة عسكرية ضد الأيزديين الساكنين في شمال العراق. ذهبت تلك الحملة إلى القرى الأيزدية فقتلت أطفالها واستباحت نساءها وجاءت بالأحياء من رجالها إلى الموصل ليخيّروا بين حد السيف أو شهادة لا إله إلا الله. وقد فرح الوالي بهذا النصر الذي أتمه الله على يده. والذي أغضب هذا الوالي على الأيزدية أنهم كانوا يعبدون الشيطان من دون الله ونسى أنه لو كان نشأ في قرية أيزدية من أبويين أيزديين لكان مثلهم يعبد الشيطان [23].
وفي السعودية والكويت لا يُسمح للمسيحيين القادمين للعمل بهاتين الدولتين بإحضار الإنجيل معهم. وإذا أحضر أحدهم إنجيلاً يصادر منه في المطار، ولا يُسمح لهم ببناء كنائس ولا حتى بإقامة شعائرهم في بيوت خاصة، اعتقاداً من المسؤولين أن الرسول قال: " لا يجتمع دينان في جزيرة العرب ".
والأقلية المسيحية في تيمور الشرقية التي احتلتها أندونيسيا بعد أن استقلت تيمور الشرقية من الاستعمار البرتقالي، لاقوا الأمرين من الجيش الإندونيسي وبتواطؤ كبار الضباط. فحرقوا كنائسهم واغتصبوا نساءهم وقتلوا رجالهم بأعداد كبيرة. وقد أدين قائد القوة الإندونيسية في تيمور الشرقية حديثاً بجرائم ضد الإنسانية في محكمة أشرفت عليها الأمم المتحدة بعد أن أجبرت إندونيسيا على منح تيمور الشرقية استقلالها.
والهولوكست الذي ارتكبته تركيا ضد الأرمن في أيام الحرب العالمية الأولى عام 1915 لا يخفي على أحد رغم محاولة تركيا نكران ما حدث. ومعاملة الأكراد والشيعة من قِبل عراق صدام حسين وتركيا لا تشرف العرب ولا الإسلام.

13-05-2007

مدونتــي :

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.07136 seconds with 11 queries