عرض مشاركة واحدة
قديم 12/07/2006   #39
post[field7] dot
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ dot
dot is offline
 
نورنا ب:
May 2006
مشاركات:
3,276

افتراضي


التبني في الإسلام

أي مجتمع، قديم أو حديث، به أطفال مات عائلهم، أو كانوا أطفال سفاح أرادت الأمهات التخلص منهم منعاً للفضيحة، خاصة في المجتمعات القديمة المحافظة. وحتى لا يموت هولاء الأطفال من الجوع، اخترعت المجتمعات القديمة نظام التبني، حيث يتبنى شخص الطفل الصغير ويربيه على أساس أنه طفله البيولوجي. وكان هذا النظام معروفاً لعرب ما قبل الإسلام.
وكان هناك طفل صغير يدعى زيد بن حارثة خرجت به أمه على دابة تريد زيارة أهلها فهجم عليها جماعة من الأعراب أخذوا منها ابنها الصغير وباعوه في سوق عكاظ، فاشتراه ابن أخي خديجة بنت خويلد وأهداه إلى عمته، التي أهدته بدورها إلى محمد بن عبد الله فتبناه محمد وصار يُعرف بزيد بن محمد. ودخل زيد في الإسلام وهو صغبر، ولما كبر زوجه محمد من بنت خالته زينب بنت جحش، وكانت من أجمل نساء العرب. وفي بادى الأمر رفضت زينب أن تتزوج زيد على أساس أنه أقل مرتبةً منها، وإن كان يُعرف بزيد بن محمد. فأنزل الله آيةً على محمد: " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله الله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً بعيدا "[19].
ويقول ابن أسحق : مرض زيد بن حارثة فدخل عليه رسول الله – ص- وزينب بنت جحش امرأته عند رأسه فقامت لبعض شأنها فنظر إليها رسول الله – ص- ثم طأطأ رأسه فقال: سبحان الله مقلب القلوب والأبصار، فقال زيد أطقها لك يا رسول الله؟ فقال: لا، فانزل الله عز جل: " وإذ تقول للذي أنعم الله عليه أنعمت عليه".[20]
وفي رواية ثانية أن النبي ذهب ليزور زيداً فأرسل الله ريحاً رفعت الستر وزينب متفضلة ( شبه عارية) في منزلها فرأى زينب فوقعت في نفسه ووقع في نفس زينب أنها وقعت في نفس النبي- ص- فلما جاء زيد أخبرته بذلك فوقع في نفس زيد أن يطلقها. وقال أبن عباس " وتخفي في نفسك" الحب لها و " تخشى الناس" أي تستحيهم وقيل تخاف وتكره لائمة المسلمين لو قلت طلقها ويقولون أمر رجلاً بطلاق امرأته ثم نكحها حين طلقها.[21]
وعرف زيد في نفسه أن أيامه مع زينب أصبحت معدودة. فذهب إلى الرسول ليخبره أنه أراد أن يطلق زينب. ورغم حب الرسول لها، حاول الرسول أن يقنع زيداً بأن يمسك إليه زوجه. وأخيرا تم الطلاق. وبعد انتهاء العدة، نزلت علي النبي آية تخبره أن الله قد زوجه زينب: " وإذ تقول للذي انعم الله عليه وأنعمت عليه امسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبدئه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطراً زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطراً"[22]. فجاء النبي إلى بيت زينب ودخل بها دون الحاجة إلى عقد قران أو شهود أو صداق.
وبدأ الناس يتحدثون عن النبي الذي تزوج زوجة ابنه، وكان هذا مكروهاً في الجاهلية، فأنزل الله: " ما كان محمدٌ أبا أحدٍ من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شئ عليماً " [23].
ولإكمال الانفصال نهائياً بين الرسول وزيد أنزل الله: " أدعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فأخوانكم في الدين ومواليكم وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفوراً رحيماً"[24]
وبهذا أصبح التبني في الإسلام حراماً وانتهى نظامٌ كان يحفظ الأطفال من الضياع. وهناك في العالم الإسلامي الآلاف المؤلفة من الأطفال الأيتام واللقطاء من أبناء السفاح لا يستطيع أحد أن يتبناهم لأن التبني حرام. وهناك آلاف المتزوجين الذين ليس باستطاعتهم الإنجاب، وكان يمكنهم أن يتبنوا هؤلاء الأطفال.
وليس هناك أي منطق مقنع لتحريم التبني إذ كان ممكناً أن يتزوج الرسول زينب بعد أن طلقها زيد، ويبقى التبني كما كان. ولكن ليسكت الله الألسنة التي تكلمت عن محمد الذي تزوج طليقة ابنه، حرّم الله التبني، ودفع أطفال المسلمين الذين لا أب لهم الثمن. فكل أبناء السفاح في العالم الإسلامي تشرف عليهم مؤسسات حكومية أو أهليه لا تعطيهم الحب والحنان الذي كان يمكن أن ينالوه من الوالدين بالتبني.

13-05-2007

مدونتــي :

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05808 seconds with 11 queries