[lord tartous]

التفاصيل

لطالما كنا نستمع إلى أغنية فيروز " سوا ربينا " في زمن كنا نتغنى فيه بكوننا " شعب واحد في بلدين " وكم من فقراء سوريون بسيطون ساهموا في بناء لبنان وعمرانه وكان لهم جهود كبيرة وما زالوا .

إلا أن ماجرى بعد مقتل " الحريري " جاء ليشعل نار الحقد من قبل فئات لبنانية " عنصرية " لم تنطفئ نيران الحقد في داخلها أصلاً .

وتتخذهذه الفئات من سوريا شماعة لتعليق مشاكلها ، وزاد نار الكراهية والعنصرية التصريحات التي تعتبر " السوري " هو سبب كل مصيبة تنال اللبنانيين ، وبدأت الاعتداءات تطال العمال السوريين بشكل فظ ولا إنساني .


ولاقى كثير من السوريين حتفهم وسط جو مشحون بالحقد الشوفيني الأعمى ، وتعرض كثير منهم للترحيل التعسفي رغم زواج بعضهم من لبنانيات .

وأشار تقرير صادر عن منظمة العفو الدولية حول أوضاع السوريين السيئة في لبنان إلى مقتل 20 عاملا سوريا بطرق مختلفة .

درك لبناني يطرد مواطن سوري ويقول " بالناقص كلب " .
سنوات طوال ونديم ( 45 عاما ) يعمل في لبنان سائقا لسيارة أجرة، وكانت حياته هادئة تماما حيث تم له الزواج من سيدة لبنانية وأنجب منها ولدان : " تركت حلب بحثا عن مردود مادي أفضل وكان أن تزوجت من سيدة لبنانية في عام 1989 ورزقت منها بولدين جميلين هما عامر وأماني وهما يدرسان في مدرسة في منطقة برج حمود ".




وتابع " نديم " قائلا : " حتى قبل مقتل الرئيس الحريري كنا نتعرض لمضايقات من البعض وقد صدر قرار إبعاد تعسفي بحقي بحجة عدم تجديد الإقامة مع العلم بأن القانون يقضي التجديد بشكل روتيني لكنهم احتجزوني أكثر من عشرين يوما ، لقد سمعت الدرك يبحثون أمري حيث قال أحدهم ( بالناقص كلب ....) "

وبعد خروج نديم تم تسليمه إلى الحدود رغم أنه أخبر الدرك بأنه متزوج من لبنانية ولديه ولدان وأبرز الوثائق الرسمية لكنهم لم يصغوا لتوسلاته وتم ترحيله تعسفيا ، أما الآن فنديم يدخل خلسة من اجل مشاهدة زوجته وولديه حيث تم إصدار مذكرة توقيف بجرم هو " مخالفة قرار إبعاد ".



يكمل نديم بحرقة شديدة بالقول : " هل هذه هي الأخوة والشعب الواحد ، مع أنني لا أنكر وجود كثير من الطيبين الذين ساعدوني من اللبنانيين في محنتي فليس الجميع سواسية أرجو أن ينصفني أحد من المعنيين مع أنني فقدت الأمل من الجميع " .


لم يكن نديم الوحيد الذي تم ترحيله من لبنان فقبل عيد الفطر عاد " م . ح " مع أخيه وأقربائه بخسارة كبيرة نتيجة لإغلاق مطعم صغير كانوا يعتاشون على رزقه البسيط في احد أحياء بيروت .

" لقد كان زبوني .. وفوجئت بحقد كبير في داخله "

يروي " م . ح " قصة إغلاق المطعم قائلا : " لقد اعتاد زبون لبناني على زيارة المطعم لمدة طويلة , وفي أحد الأيام , فوجئنا بمجيئه بسيارة عسكرية مع مجموعة من الرجال حيث تم اقتيادنا للتحقيق ومما قالوه لنا بأننا نبيت نية سيئة لعمليات تخريب وقتل في لبنان "

وتابع :" لقد صعقنا مما قاله رجل الأمن ، لقد أخبرناه بأننا مجرد عمال نعيش على رزق المطعم الصغير ولا دخل لنا بأي أحداث , لكنه أعطانا مهلة قصيرة لتخليص أمورنا المالية في لبنان من اجل الرحيل وكان ذلك وتكبدنا خسائر بمئات الألوف ، لقد كانت تجربة مريرة حقا ".

ردود أفعالنا خجولة .. وحقدهم كبير
كانت دائما ردود الأفعال من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل خجولة فلم يتم إجراء أي إحصاء جدي لأعدادهم وظل دورها " ضعيفا " أمام الزخم من أطراف لبنانية تسيء إلى علاقات سورية في لبنان وترسم صورة السوري , بطريقة أقل ما يقال عنها بأنها رخيصة .

و الة " المستقبل " الإعلامية العميلة لأمريكا ولجهات عربية , تمارس يومياً أبشع حملات التحريض على سوريا وعلى العمال السوريين البسطاء هناك .

" سوري يقتل زوجته ..وسوري.........." وعناوين أخرى بقيت تصدرها أيضاً صحيفة " النهار " لتصوير هذه " الوحشية " طوال الفترة التي تلت مقتل الحريري بصورة مقرفة مستفذة للمشاعر بطريقة مدروسة ممنهجة فما كان ردنا ؟؟

وقد أثبتت الأيام في حرب تموز نبل الشعب السوري في مواجهة " الحقد " , عندما احتضن السوريون أشقاءهم اللبنانيين لإدراكهم بأن لبنان لا تمثله النهاروالمستقبل وجعجع وجنبلاط و ... .

عكس السير - عمار دروبي