أطهر أرض
عملت في السعودية ولافخر عشرة سنوات كأجنبي حيث أنني أقيم في بلد أوروبية وأتجنس بجنسيتها تنقلت خلالها مابين جدة وينبع والقصيم وتبوك وأخيرا الرياض اي في مختلف أقسام الشركة لضرورة العمل وبحكم عملي كمديرا اداريا ومنسق للشركة وتعاملت مع الأثرياء وكذلك مع الفقراء المعدمين وما أكثرهم وكذلك مع بعض الأمراء وهالني ما رأيت من التناقض في العقائد وكمثال في جلسة عمل أذن لصلاة الظهر فهب صاحب الشركة طالبا من الجميع التهيوء للصلاة وفعلا صلينا جماعة وفي المساء عدنا واذ به يتحفنا بعشاء حافل وطلب من وزيره أي مدير أعماله ونزواته أحضار الحاجة وهب وزيره وأحضر صندوق من الويسكي جوني وولكر ذو اللصقة السوداء وطلب من الجميع تعبئة الأقداح وعندما لاحظ أني لم أعبء قدحي سألني عن السبب فأعلمته بأني مصاب بقرحة ولايناسبني المشروب فنظر الي نظرة عدم المصدق وتركني ولكن معاملته لي تغيرت تماما وعندما خرجنا أخر السهرة أقسم للجميع بأن كبار القوم الذين كانو موجودين خرجوا سكارى لا يعرفون بعضهم والعمال الذين كانوا يعاملوهم بالتوقير والأحترام حين دخولهم أول السهرة أصبحوا يعاملوهم وكأنهم قطعان ماشية ولم يبق الا أن يرفسوهم خارج القصر و علمت بعدئذ من أحد العمال أن الشرطة اقتادت البعض منهم الى منزله لشدة سكره وعدم معرفته الطريق وكمثال أيضا رأيت البعض يقسم بالله الأيامين الباطلة بقصد كسب بعض ألاف الريالات وكنت أحسبه شيخ الأسلام ويمكن أن ترو التناقض الموجود في العمل حين يأتيهم الأمريكي ذو العيون الزرقاء للعمل ويبدأ بطلباته من فيللا مع مسبح في أحسن المناطق ومدرسة خاصة لأولاده وسيارة كابريس أخر موديل وطبعا أطلب تعطى وعندما يأتي المهندس المصري المؤهل والسوري والأردني وغيرهم فيبدأ التفاوض والتقنين بكل شيئ وطبعا المعاملة تختلف تماما فالأحترام للأمريكي والأنكليزي وبقية الخواجات وعدم الأحترام والنصب وقلة التقدير للعرب المسلمين.
|