عرض مشاركة واحدة
قديم 03/09/2008   #2
صبيّة و ست الصبايا sona78
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ sona78
sona78 is offline
 
نورنا ب:
Jun 2008
مشاركات:
1,993

افتراضي المعارضة السورية ...خروج من الصفر أم عودة إليه ؟!. 2


واستطراداً , إن واقع المعارضة السورية اليوم يؤشر على وجود خلل بنيوي ومنهجي فيها , يبرهنه فقدان قدرتها على توجيه الرأي العام الداخلي أو حتى التأثير البسيط فيه , وتحولت إلى " عراضات " لهذا الرمز أو لهذا الشعار أو لهذه الأجندة , وطغى عليها طابع الاستزلام والشللية والنخبوية الفارغة , غائصةً في عقدها ومغتربة عن واقعها , محنطة القول والخطاب , فاقدة القدرة على استقطاب الحد الأدنى من شرائح الشعب , وهذا بدوره يدل على ضعف البنية وسوء البرنامج وهشاشة الدور القيادي, جملة ذلك أدى إلى جمود أدائها التنظيمي, وطغيان فراغ فكري وتخبط سياسي وقصور وظيفي , أعاقها عن أداء دورها التي وعدت الشعب فيه في ظروف مفصلية كارثية تمر بها سورية .
وبدل أن تبحث في كيفية ترميم بنيتها الداخلية وتطوير أدائها التنظيمي والسياسي , واتباع النقد والشفافية وتكاملها لتنشيط حواملها الداخلية, ارتدت إلى صيغ العمل الفردي المفتقر للبرنامج السياسي الواضح من جهة , ولقيادة "كارزمية " فردية أو جماعية من جهة أخرى , واستمرت تتخبط على هذا الحال ضريرة ً فاقدةً للرؤية السياسيةالعملية , خائفة من النقد والصراحة والموضوعية ومحاربةً لهما, فهيكلت شكلها على قياس فرديتها واقتدت بالنظام في آلية عملها , وأصرت على العمل الفردي الفئوي في نهاية المطاف , والحال بماهو عليه تجذر عجزها وعدم قدرتها على استيعاب منهجية العمل الديمقراطي التعددي ,والأمرّ من ذلك تأصيل فشلها في ركوب موجات إقليمية أتتها على طبق من ذهب صدفةً ,مع ذلك لم تستطع أن تجيّرها لصالحها بل ربطت نفسها في زكزاكية تقلباتها , وراوحت في تناقضاتها الداخلية وفشلها في إحداث اختراق مهما كان بسيطاً في الوضع الداخلي أو الخارجي,فارتدت أكثر فأكثر إلى الصيغ الفردية لذات الرموز والتشكيلات الحزبية "العقائدية" التي تخندقت في الماضي , وفقدت قدرتها على العطاء والتفاعل مع بعضها ومع واقع الشعب السوري ومع مفاهيم ومعايير السياسة الدولية الجديدة.
هنا تتكشف هشاشة العمل المعارض بافتقاره إلى الرؤى الديناميكية السياسية الاستراتيجية, وسباته وعدم قدرته على تجديد بنيته وخطابه وآليات عمله ومواربته في فهم العمل الديمقراطي , فانصرفت قوى المعارضة المختلفة والموجودة في الخارج تحديداً إلى عناوين أخرى جانبية بعيدة عن الهم الوطني السوري ,خلاصتها موروثة من إفرازات النظام والمتمثلة في أسوأها عبادة العمل الفردي الفئوي متآلفة مع خوائها مثبتة ًوجودها الهلامي بإطلاق البيانات المختلفة العيارات مختلفة الاتجاهات أسهمت كلها في تأصيل أزمتها الراهنة والدوران فيها .
ولمن الموضوعية التأشير , أن تراكم إرث النظام الكبير من البطش والقهر والأقصاء والتهميش ومصادرة الحريات والنهب وعدم تكافؤ الفرص وتضييق الخناق على معيشة الشعب والانتهاكات الفردية والجماعية للكرامات , أنتج خطاباً معارضاً متمركزاً حول التغيير وبشكل أدق على السلطة, وغاب عنه متطلبات العمل السياسي الديمقراطي في سورية التي برع النظام الأمني في انهاكها , فأتى خطابها( أي المعارضة) مشوهاً أحادياً,مفرّخاً نوعاً جديداً من التفكير الاقصائي الانعزالي لكن مقنعاً بالديمقراطية والتوافق الوطني , ويحمل في طياته التراشق بالتهم ومحملاً ببذور الانشقاق والفشل ,ملتفة على أي محاولة لتعشيق حركة الداخل مع الخارج لتجميع القوى وزيادة وتيرة التفاعل مع واقع الشعب , وأكثر من ذلك محاربةً التوجهات الصادقة لاشتقاق برنامج ديمقراطي قوامه الموقف الوطني الواضح والتعددية الديمقراطية وقيم المواطنة والمدنية , والنضال من أجل الحريات العامة وحقوق الإنسان , أي موقف مضاد للاستبداد و"التوتاليتارية" التي أوصلت سورية إلى هذه الحالة من العقم والخواء وانسداد الأفق أمام الشعب .

قلي لي احبك
كي تزيد قناعتي اني امرأة
قلي احبك
كي اصير بلحظة .. شفافة كاللؤلؤة
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03571 seconds with 11 queries