كازنتزاكيس ونيتشه
في خلال فترة دراسة كازنتزاكيس في باريس تأثر بالفيلسوف والشاعر الفذ ( نيتشه ) الذي غير نظرته إلى الدين والحياة والله ، ودعاه إلى التمرد على كل أفكاره ومعتقداته القديمة ، حتى نظرته إلى الفن تغيرت وأدرك أن دور الفن لا يجب أن يقتصر على إضفاء صورة جميلة وخيالية على الواقع والحياة بل إن مهمته الأساسية هي كشف الحقيقة حتى لو كانت قاسية ومدمرة .
يقول كازنتزاكيس في نيتشه :
"ما الذي قام به هذا النبي ؟ وما الذي طلب منا أن نفعله بالدرجة الأولى ؟ طلب منا أن نرفض العزاءات كلها الآلهة والأوطان والأخلاق والحقائق ، وأن نظل منعزلين دون أصحاب ومرافقين وأن لا نستخدم إلا قوتنا ، وأن نبدأ في صياغة عالم لا يُخجٍل قلوبنا "
ووجد كازنتزاكيس أن الدين هو طريق رُسم مسبقاً للإنسان ، قيده وجعله في حالة خوف و ترقب دائمين لرحمة القوى اللامرئية ، في الوقت الذي يجب أن يأخذ الإنسان فيه دوره الحقيقي في إعمار الحياة وتحمل مسؤوليته الكاملة ، بدلاً من انتظار الرحمة والعدالة القادمة من السماء .
لذلك فقد انتقد الرهبنة ورجال الدين قائلاً :
"بدت لي كنيسة المسيح في الحالة التي أوصلها إليها رجال الدين حظيرة فيها آلاف الأغنام المذعورة تثغو ليلاً نهاراً ويتكئ كل منها على الآخر "
لكنه لم يكن بذلك ينتقد رجال الدين كأفراد وإنما ينتقد استخدام الدين كغطاء للتهرب من المسؤولية والعمل الفعال .
يتابع قائلاً : "... لكن الإنسان الحقيقي ليس غنمة ، وليس كلب حراسة أو ذئباً أو راعياً ، إنه ملك يحمل مملكته معه ويتقدم "
آخر تعديل butterfly يوم 24/11/2006 في 10:04.
|