عرض مشاركة واحدة
قديم 27/03/2007   #2
صبيّة و ست الصبايا blue eyes
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ blue eyes
blue eyes is offline
 
نورنا ب:
May 2005
المطرح:
USA
مشاركات:
2,237

افتراضي


كمالة الموضوع
ومثل بقية الكتب المزيفة والتي وُضعت ابتداء من منتصف القرن الثاني يدعي هذا الكتاب أنه إنجيلا سرياً وإعلاناً خاصاً خص به المسيح يهوذا وحده وهذا ما جاء في معظم الكتب التي كتبت في تلك الفترة، كما يتكلم عن المسيح كروح ولاهوت فقط كان يظهر في أشكال متنوعة وليس في شكل واحد وأنه ظهر فجأة على الأرض بدون أي تفصيلات تخص الميلاد أو التجسد 00الخ؛ فيبدأ بقوله: " الرواية السرية للإعلان الذي تكلم به الكلمة (اللوجوس – logos - المسيح) في حديث مع يهوذا الإسخريوطي خلال ثلاثة أيام قبل الاحتفال بالفصح. عندما ظهر يسوع على الأرض عمل معجزات وعجائب عظيمة لخلاص البشرية. ولأن البعض سلك في طريق البر بينما سلك البعض الآخر في طريق الآثام، دعُا تلاميذه الأثنى عشر. وبدأ الحديث معهم عن أسرار ما وراء العالم وما سيحدث في النهاية. وغالباً لم يظهر لتلاميذه كما هو، ولكنه وُجد بينهم كطفل ".
كما يصور يهوذا بالإنسان الكامل المتفوق على الجميع والقادر على أن يقف أمام المسيح ليؤكد أنه الكامل فيقول: " (قال يسوع) فليأت أي واحد منكم [قوى بما يكفى] بين الكائنات البشرية، ليخرج الإنسان الكامل ويقف أمام وجهي ". فقالوا جميعا: " نحن نملك القوة ". لكن أرواحهم لم تجرؤ على الوقوف [أمامه] فيما عدا يهوذا الإسخريوطي, الذي كان قادراً على الوقوف أمامه, لكنه لم يقدر أن ينظر إليه في عينيه فأدار وجه بعيدا. [وقال] له يهوذا: " أنا اعرف من أنت ومن أين أتيت, أنت من العالم الخالد لباربيلو Barbelo وأنا لست مستحقاً بان انطق باسم ذلك الذي أرسلك ".
وهنا يستخدم كاتب هذا اسم الإله باربيلو Barbelo الذي يمثل في الفكر الغنوسي الانبثاق الأول من الإله السامي غير المدرك وغير المعروف وغير المرئي في روايات الخلق، خاصة الخاصة بجماعة السيزيان Sethians وهي الفرقة التالية بعد القاينيين الذي يرى العلماء أن كاتب هذا الكتاب الأبوكريفي ينتمي إليها. هذا الباربيلو يوصف بالإله المخنث أو المزدوج الجنس والإنسان الأول، ويوصف في كتاب يوحنا الأبوكريفي الغنوسي بقوله: " هذا هو الفكر الأول، صورته، صارت رحم كل شيء، لأنها هي التي تسبقهم جميعاً، الأم – الأب، الرجل الأول (أنثروبوس - الإنسان)، الروح القدس، المذكر الثلاثي، القوي الثلاثي، ذو الاسم الثلاثي المخنث، والأيون الأبدي بين غير المرئيين، والأول الذي أتي ".
كما يتكلم الكتاب عن الروح العظيم الغير المرئي الذي انبثق منه كل وجود " قال يسوع: " [تعال]: حتى أعلمك [أسرار] لم يرها أحد قط، لأنه يوجدعالم عظيم ولا حد له، الذي لم ير وجوده جيل من الملائكة قط [ الذي فيه] يوجد [روح] عظيم غير مرئي ". الذي لم تره عين ملاك قط. ولم يدركه فكر قلب قط. ولم يدع بأي اسم قط ". وتحدث عن إله أخر هو المولود الذاتي " الروح الإلهي المنير المولود الذاتي " خالق المنيرين الأربعة والأيونات المنيرة وبقية الأيونات!! والأيونات ومفردها أيون وتعني في اليونانية " فترة الوجود " أو " الحياة " ويعني في أساطير الخلق عند معظم الجماعات الغنوسية، كما هنا في إنجيل يهوذا، انبثاق من الإله غير المدرك أو من المولود الذاتي، وتمثل هذه الأيونات سلسلة لا تحصى من الانبثاقات المختلفة التي انبثقت من الإله غير المدرك أو الروح العظيم أو الأيون الكامل أو بيثوس Bythos، العمق، والبرو أرشي، أي الموجود قبل البدء.
كما يصور إنجيل يهوذا آدم أو آداماس كمخلوق ليس من الله بل عن طريق الملائكة، وخاصة سكالاس وعن بقية الملائكة التي خلقت العالم " من السحابة ظهر [ملاك] أضاء وجهه بالنيران, وتلوث ظهوره بالدماء. وكان اسمه هو " نبرو - Nebro" الذي يعني المتمرد, ودعاه أحرون " يالدابوث - Yaldabaoth" وجاء ملاك أخر من السحابة هو سكالاس (Skalas)، وهكذا خلق نبرو ستة ملائكة – وأيضاً سكالاس (Skalas) - ليكونوا مساعدين, وهؤلاء أنتجوا اثني عشر ملاكاً في السموات, وكل واحد منهم تسلم نصيباً في السموات ". وعن سكالاس الشرير الخالق، يقول: " وبعدها قال سكالاس (Skalas) لملائكته: لنخلق كائناً بشرياً على شكل وعلى صورة, فشكلوا آدم وزوجته حواء، التي تدعى في السحاب زوي " Zoe- الحياة ". ويعني اسم " سكالاس " الأحمق وهو اسم غنوسي كما يقول العالم الألماني كالوس سكلنج Klaus Schilling " والشيطان مدعو أيضاً Saclas (أحمق) مصطلح يوجد غالباً في الأدب الغنوسي للديميورج (الصانع)، إله العهد القديم ".
كما أن هذا الكتاب لم يقدم أي تاريخ للمسيح أو روايات أو قصص أو أعمال إنما فقط مجرد حوارات فلسفية صوفية غامضة لا تتفق مع تعليم المسيح السامي البسيط، وتكلم عنه فقط باعتباره ظهر على الأرض بلا ميلاد: " [وقال] له يهوذا: " أنا اعرف من أنت ومن أين أتيت, أنت من العالم الخالد لباربيلو Barbelo وأنا لست مستحقاً بان انطق باسم ذلك الذي أرسلك ". وذلك عدا قوله عن الجسد الذي يرتديه " لأنك ستضحي بالإنسان الذي يرتديني " ولم يقل لنا هل أتخذ جسداً أم ظهر في جسد، أم ماذا، فقط ظهر لهم كطفل!! بل وينفي أن أحد ما سيعرف المسيح في حقيقته وجوهره فيقول: فقالوا: " يا معلم, أنت [000] ابن إلهنا ". قال لهم يسوع: " كيف تعرفونني؟ الحق [أنا] أقول لكم, ليس بينكم جيل من الناس سيعرفني "!! أنه يتكلم عن مسيح مجهول وغامض يظهر ويختفي ولا يعرف أحد من هو!!
هذا هو جوهر ومحتوى إنجيل يهوذا وما قاله عنه آباء الكنيسة والعلماء الدارسين للفكر المسيحي في القرون الأولى. والسؤال الآن هل يمكن أن يؤثر مثل هذا الكتاب بفكره الأسطوري الغنوسي المؤلف من فكر مسيحي مختلط بفكر وثني وتصورات فرقة تمجد الشر وترى في عمل الشر والخيانة قمة التضحية والمجد، على حقائق المسيحية وإعلانها الإلهي؟!!

* Jesus I Trust In You*
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03556 seconds with 11 queries