عَمَّ تبحَث , يا بـُني . . . ؟
قالت :
- البحرُ غيمٌ
وَ هذهِ أشرعتي . . .
- أينَ تمطر ؟
في رئةِ الموج
زبَدٌ أمامك , خلفك
- عَمَّ تبحَث , يا بـُني ؟
- عَنْ زورق ِ أبي
- عَمَّ تبحث , يا نديم ؟
- عَن ِ الهَذيان . . .
- وَ أينَ ترحل ؟
- أينما يَخلعُني
زبَدٌ , قبلي , بَعدي
وَ زورقُ أبي يُشرعني أغنية
- عَمَّ تبحث , يا بُـني ؟
- عَن ِ الريح
عَنْ ضلع ٍ لأعريه
وَ هل قرأتَ قصيدتكَ له ؟
- قال .
الشِعرُ صفصافة ٌ ثكلى
كُلُ قافيةٍ صَحراء
هاتِ السَرابَ وَ أرحل
جنوني دَهشَة ٌ بيضاء
هذهِ الخرافة ُ حَيرى
أصدِقائي نبيذ ُ الدَهشَة
كُلُ قصيدةٍ صَدىً صارخ
إرحل . . .
إرحل . . .
نورسٌ يَقتاتُ رئة
شاطئٌ يَلفظ ُ أمي
لكَ أنْ تسأل
لكَ أنْ تجيب
دخانٌ يُفقِسُ رغبة
والدي يَصرخ :
تلكَ جيفة ُ إمرأتي
جَريدة ٌ مَحفوفة ٌ بقصيدةِ تمساح
قلبٌ يَعصرُ كنوزهُ الموروثة
يَشربُ نخبَ البدء
نخبَ الحَنين
- القصيدة ُ اكتملت يا والدي
لِمَ لمْ ترحل بَعيداً ؟!
- رحلوا قبلكَ فاحذر . . .
عدْ بَعدهم , وَ بشّرْ
بمنفاي
سُكرة ٌ بَينَ جَمرةٍ
وَ جَمرة.
ليلٌ يَسحَبُ رئة ً وَ يصهل
أنا شاعر . . .
وَطني سَحابة
هاتِ الحُلمَ مِنْ صقورك
هاتِ الأسطورةَ مِنْ صَداك
. . . لِمَ الشِتاءُ , يا أمي ؟
- فزاعة ٌ للنوارس , نم
- وَلِمَ القصيدة ُ يا نديم ؟
سُخرية ٌ مِنَ الفراغ
نمْ . . .
نمْ . . .
هاتِ كُل ما عِندك يا نديم
- أمي . . .
أبي . . .
- رئتها - سُعاله ُ - خاصرتي.
. . . زورقُ أبي يَغتالُ البَحر
زورقُ أبي يَرتحلُ باطنَ القلب
يَعصرُ ياسَمينَ الشام
يَفضُ بكارة َ الصَمت . . .
رئة ُ أمي / أغنية ٌ صارخة
أو
عَويلُ الهَذيان
22 / 4 / 2008
" أعطني سـَريراً وكِتاباً تكونُ قد أعطيتني سـَعادتي "