الموضوع: محمود البدوى
عرض مشاركة واحدة
قديم 18/08/2008   #12
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي الحقيبة


دخلنا في عاصفة عاتية قبل أن نبلغ طوكيو ..

وأخذت الطائرة الضخمة تتأرجح وتلعب بها الأنوار ..

وكان بجواري راكب من سنغافورة .. لم يستطع أن يصمد في كرسيه فأخذه القيء.. وخشيت أن تصيبني عدواه.. بعد أن أصبحت المضيفات الثلاث عاجزات عن إسعاف الركاب لكثرة من أصيب منهم بالدوار في ساعة واحدة..

فتحركت من مكاني إلى أربعة صفوف أمامية في الدرجة السياحية.. كانت خالية تماما من الركاب ..

واسترخيت على الكرسي الطويل .. معلقا عيني بعد أن أغلقت أزرار المصابيح المضاءة فوق رأسي.. وزر مكيف الهواء أيضا .. فقد كنت أود أن أنام .. وأغيب عن وعيي حتى تنجلي العاصفة .. ولقد أفلحت في هذه المحاولة فعلا وانقضت فترة طويلة وأنا لا أحس بشيء مما يجرى حولي.. ثم فتحت عيني فوجدت المكان قد شغل براكب آخر.. ولعله آثر أن يفعل كما فعلت .. ولكنه لم يكن في مثل حالي..كان متيقظا تماما وليس على وجهه أي أثر للإعياء ..


ولما رآني أفتح عيني وأحدق فيه برهة قال بإنجليزية فيها لكنة .. لقد مرت العاصفة ..

وأشار إلى اللافتة المضيئة التي تحمل في مضمونها هذا النبأ .. والتي تعلن فك الحزام الذي يربطنا بالكرسي..

وقدرت من جلسة الرجل وملامح وجهه أنه صيني من هونج كونج أو تاجر من أهل سيام .. ذاهب في مهمة إلى طوكيو .. ثم ظهر لي من حديثه أنه ياباني من سكان طوكيو نفسها وأنه كان في مهمة في الخارج وعاد إلى وطنه .

ولما علم أنني مصري في رحلة سياحية إلى طوكيو .. تهلل وجهه .. وقال :

ـ لقد تخلصتم من الاحتلال الإنجليزي بضربة قوية .. وسنفعل مثلها لنتخلص من الأمريكان..
ـ إن شعبكم قوى ولا يمكن أن يرضى بأي احتلال..
ـ لقد فرضته علينا الحرب .. وهذا أشد شر فيها ..

وانطلقنا في فنون الأحاديث .. وكلما مرت دقيقة ازداد الرجـل مودة لي وألفة .. وطلب من المضيفة كأسين من النبيذ ..

ثم أخذ يقص علىّ سيرة حياته ويفتح لي من طوابا نفسه .. حتى علمت منه أنه عضو في جمعية لمقاومة الاحتلال الأمريكي لليابان ، وأنه كان في مهمة خطيرة ويحمل معه في هذه اللحظة حقيبة صغيرة .. وفيها أشياء لو ضبطت معه سيعدم..

وسألته :
ـ أين هي ؟
ـ هناك على الرف ..

وأردف ببساطة :
ـ هل يمكن أن تحملها عنى .. إني أنمر فيك مذ ركبنا الطائرة.. ولن يفتشوك في الجمرك ولن يفتحوا حقائبك إطلاقا..
ـ وإذا فتحوها..
ـ لن يمسوا منك شعرة .. لنا وسائلنا ..
ـ ما دامت الحقيبة تساعد على إنهاء الاحتلال في اليابان .. فإني احملها كجندي متطوع ..

فتهلل وجهه أكثر .. وقال بابتهاج :
ـ هذا ما قدرته .. إنك باسل ..

وأعطاني بطاقة فيها العنوان الذي أحمل إليه الحقيبة .. إذا حدث شيء يمنعنا من المقابلة في بوفيه المطار.. بعد أن تتم جميع الإجراءات .. وطلب كأسين من النبيذ ..

وناولني الحقيبة ولم تكن عليها أية بطاقة فوضعتها بجانبي ببساطة ..

والواقع أنني كنت أتصور أن المسألة سهلة.. ولكن لما هبطت الطائرة على الأرض وأمسكت الحقيبة في يدي شعرت برجفة هزت كياني كله.. ولم تكن ثقيلة ولكنني أحسست بها تخلع كتفي ..

وكان معي حقيبة أكبر منها على الرف ومعطف.. فاضطررت أن ارتدى المعطف مع أنه لم يكن هناك برودة.. لأستطيع أن أحمل الحقيبتين..

ونزل مسيو كوجا أمامي على سلم الطائرة .. ونزلت وراءه .. ولكنه اختفي عن نظري ..ثم ظهر مرة أخرى في صالة المطار الكبرى عندما اجتمع جميع الركاب .. وأخذ موظف في المطار .. ينادى الركاب بأسمائهم وشعرت بالاضطراب الشديد وأنا واقف وحدي.. وقلت لنفسي من يدرى .. لعل الرجل خدعني بالحديث الوطني وأشعل في النخوة .. وهو في الواقع ليس أكثر من مهرب وليس في الحقيبة سوى مهربات جمركية.. عملة مهربة أو جواهر ..وإذا ضبطت ستكون فضيحة لي.. لقد البسنى الرجل التهمة بكل بساطة وهرب .

وظللت في دوامة عاصفة من الخواطر أكثر من ثلث ساعة.. وأنا جـالس في صالة المطار ..

ورأيت أن حركة انجاز أوراق الركاب تتم ببطء ودقة .. مع أننا لم ندخل منطقة الجمرك بعد .. فكيف إذا دخلناها .. وندمت على تسرعي .. وبحثت عن الرجل لأرد له الحقيبة ولكنني لم أجده فقررت أن أتركها.. بجانب الكرسي ..

ولكن عندما دخلت من باب الجوازات كانت في يدي وتركت الأمر للمقادير تفعل بى ما تشاء ..

ولما دخلت المنطقة الجمركية بعد إجراءات طويلة معقدة .. وجدت حقائبي كلها قد أخرجت من الطائرة ووضعت داخل الحاجز الجمركي مع حقائب الركاب ..

وكان موظفو الجمارك في الناحية المقابلة لي يفتشون حقائب أخرى .. ولاحظت أنهم يفتشون كل حقيبة تفتيشا دقيقا ..

وجاء دورنا .. رفعوا حقائبنا عن الأرض ووضعوها على الطاولة المستديرة .. ولكنني بقيت في مكاني لم أتحرك .. ظللت بعيدا وعقلي يشتغل بسرعة ..

وعندما جاء فوج من الأجانب وقدرت أن فيهم بعض الأمريكان وقفت في زحمتهم وحقائبي كلها وسط حقائبهم ولاحظت أنهم يفتحون جميع الحقائب ويفتشونها بدقة ويسألون دائما عن السجائر والويسكي ..

وهنا أخرجت المفاتيح من جيبي وفتحت جميع الحقائب بما فيها حقيبتي الصغيرة التي كانت في يدي .. وأبقيت حقيبة الرجـل تحت الحاجز الخشبي بين رجلي ..

وجاء الموظف وفتش حقيبة من حقائبي فقط ثم شغل بمشادة بين زميل له وأحد الركاب وكان قد وجد في حقيبته سجائر لم يخطر عنها .. وعلا صياح الراكب وتجمع حوله الركاب .. ولما عاد الموظف إلى مكانه .. نظر إلى حقائبي المفتوحة ..

وقال :
يمكنك أن تغلقها ..

ورأيته قد استدار ليختم مشط سجائر وجده في بعض الحقائب .. وأخذت أغلق حقائبي .. وأنا أرقبه .. رفعت حقيبة الرجل ووضعتها وسط الحقائب المفتشة دون أن يلحظ ذلك أحد .. وقفز قلبى وأنا أفعل ذلك .. وتصبب العرق ..

ولكن لما وجدت أن أحدا لم يشاهد هذه الحركة طرت من الفرحة..

وسألني الرجل عندما واجهني مرة أخرى ..
ـ كم حقيبة معك .. ؟
ـ سبعة ..
ـ وفتشت كلها .. ؟
ـ أجل ..
ـ وليــس مـعك سجائر .. ولا ويسكي .. ولا أي شيء ممنوع ..؟
ـ إطلاقا ..

وكان في أثناء كلامه يضع العلامة على كل حقيبة بالطباشير ثم توقف.. وكأنه ارتاب في حقيبة الرجل .. فنظر اليها قليلا بإمعان ..

ثم سألني :
ـ وهذه هل فتشت ..؟
ـ أجل .. هل أفتحها مرة أخرى ..؟
ـ أظن أنه لا داعى ..

ووضع العلامة على الحقيبة بالطباشير ..

حدث هذا في سرعة رهيبة .. وكأنما فك حبل المشنقة عن عنقى ..

وتركت الموظف يشير بيده للعمال الذين وضعوا الحقائب كلها على السلم الكهربي .. ليذهب بها سريعا إلى خارج حاجز الجمرك ..



***

واتجهت إلى السلم الذي سيقودنى إلى الخارج وأنا شاعر بفرحـة كبرى .. وقبل أن أبلغ آخر درجة .. رأيت كوجا يسير أمامى .. ولكنه لم يكن وحده كان بجانبه اثنان من البوليس الحربى الأمريكى وجنديان يابانيان وكانوا جميعا يحملون المدافع الرشاشة .. وأدركت أنه وقع في أيديهم ..

وأسرعت خلفهم .. حتى رأيتهم يدخلونه سيارة مغلقة .. ومضوا به سريعا ..

وشعرت بشىء ثقيل يضغط على قلبى ويكتم أنفاسى .. وعدت إلى الداخل وأنا أخرج من قاعة وأدخل أخرى .. كأني أدور في بيت جحا .. حتى وجدت نفسى في القاعة الكبرى المعدة لراحة المسافرين ..

وجلست على كرسى جلدى وأغلقت عينى .. نصف دقيقة ولما فتحتها كنت أنظر بقوة إلى اللوحة المضيئة لمدينة طوكيو والسهام النارية التى تنطلق منها إلى جميع أنحاء العالم ..

وأخذت أفكر فيما أفعل بالحقيبة بعد أن قبض على صـاحبها بسرعة فائقة .. ورأيت أن ألحق سيارة شركة الطيران قبل أن تتحرك من المطار .. بدلا من ركوب تاكسي إلى الفندق ..

وأخرج عمال الشركة حقائبي ووضعوها في السيارة .. وحملت حقيبة الرجل في يدي ودخلنا في المدينة الحالمة ذات الأنوار على الجانبين والسيارات تنطلق كالسهام ..

وأنسأني جمال المدينة .. وجمال النساء في الكومينو .. ونظافة الشوارع .. وبهجتها كل ما يتعلق بالحقيبة .. واخترت غرفة في الدور السابع في الفندق لأكون بعيدا عن زحمة النـزلاء الذين يتركزون عادة في الأدوار السفلى .. ولأبعد أيضا عن ضجيج المدينة التي تظل ساهرة إلى الصباح ..

وتعشيت في الفندق وخرجت إلى المدينة أمشى كما أتفق مستعرضا واجهة الحوانيت ..

ولم يكن الجو شديد البرودة .. وكنت ارتدى المعطف .. وقد ساعدني هذا على أن أتجول أكثر وأكثر .. وكان عقلي في الواقع يشتغل وأنا لا أدرى ويحاول أن يبعدني عن مكان الحقيبة ..

وجذبتنى الأنوار البراقة في ملهى على شكل سفينة قريبا من محطة شمباسى فاتجهت نحوه وبجوار كشك التذاكر وجدت ثلاث فتيات يرتدين فساتين سواريه وصدرهن العاري يبرز كل مفاتنهن ..وتطلعن إلى وجهي .. ووجدت واحدة منهن تعرف الإنجليزية فشرحت لي نظام السفينة ..

وحجزت كمرة بألفين في الدرجة الأولى.. وصعدت مع الفتاة إلى الأدوار العليا ..وفي ممشى السفينة الدائري .. فتحت لي بابا صغيرا .. وأصبحنا وحيدين في غرفة صغيرة أنيقة على شكل الكاميرا في عابرات المحيط ..

وكان لابد أن نشرب شيئا وكل كأس بألفين ..

وسألت الفتاة عن الشراب الذي ترغبه فرفضت وقالت إنه لا داعي لأن تشرب هي .. وتحت الحاحى قبلت أخيرا .. وطلبنا كأسين من الويسكي .. ولاحظت ساسا بعد أن فرغنا الكأسين .. أني شارد الذهن ..

فسألتني :
ـ ما بك ..؟
ـ لا شيء ..
ـ ألا أروقك ..؟
ـ بالعكس أنت فتنة في النساء ..

وكان الموقف الطبيعي يقتضيني أن أعانقها وأشرب من رحيـق شفتيها .. ولكنني جلست جامدا ولم تبد منى أية حركة ..
ولما حركتني بسؤالها .. اكتفيت بأن مددت ذراعي الأيمن إليها وطوقتها .. وأخذت أمسح بيدي على ذراعيها .. فاستراحت إلى هذه الحركة وأخذت تديم النظر إلى وجهي الجامد .. فابتسمت وطلبت من الساقية كأسين آخرين..

وفي خلال الشراب حدثتها بصراحة عن الحقيبة وما حدث من القبض على صاحبها في المطار ..
ورأيت سحنتها تتغير .. كأنما أصابتها رجفة .. ثم عادت إلى امتلاك أعصابها ..

وسألتني :
ـ في أي فندق نزلت ..؟
ـ يوكاهاما .. غرفة 703
ـ إنه بعيد جدا عن هنا ..
ـ نصف ساعة بالسيارة ..
ـ لا .. أكثر من ذلك .. اذهب في الحال وابعد هذه الحقيبة عن غرفتك ..
ـ وأين أذهب بها ..؟
ـ أترى هذه الترعة .. القها فيها .. أو في أي مكان من السهل أن تتخلص منها .. لأن هذا يسبب مشكلة ..
ـ ربما يكون الرجل مهربا .. وفيها جواهر

فضحكت .. وقالت
ـ لا داعى لأن تمزح .. أسرع وتخلص منها ..
ـ ماذا تصورت فيها ..
ـ ديناميت .. خرائط .. تصور معسكرات الأمريكان وأماكن احتلالهم في طوكيو وغيرها .. أنت سائح مسكين .. وستعدم دون ذنب ..

فارتجفت ..
وسلمت عليها وهرولت إلى الخارج ..


***

وركبت تاكسي إلى الفندق وقال لي موظف الاستقبال بأدب زائد .. وأنا أتناول منه المفتاح ..
ـ هل يمكن .. أن تنتظر لحظة يا سيد بدر الدين ..
ـ لماذا ..؟

وقد أحسست بالعاصفة تقترب ..
ـ الظاهر أنه حدث سوء تفاهم منذ القبض على كوجا في المطــار .. يريدون فقط أن يسألوا الركاب الذين كانوا معه ..
ـ إن هذا حماقة ..
ـ إنهم حمقى هؤلاء الأمريكان ..

وقلت لنفسي أنني أكثر حماقة لأنني مراقب منذ غادرت المطار والعيون ورائي في كل خطوة .. وأنا لا أدرى ..

وسألته ببلاهة ..
ـ وكيف عرفوا مكاني ..؟
فقال ببساطة :
ـ إن شـركة الطيران .. وزعتكم على ثلاث فنادق معروفة ..

وأدركت مبلغ حماقتي لأني ركبت عربة الشركة .. فطوكيو مدينة ضخمة كالمحيط وكنت أستطيع أن أغوص في أعماقها ولا يعرف أحد مكاني لو لم أركب عربة الشركة وأجعل الخيوط في أيديهم ..

ولمحت ثلاثة رجال في ملابس مدنية يتقدمون نحوى ببطء .. وكنت أود أن أمرق كالسهم من الباب الدوار وانطلق بأقصى سرعة ولكنني استبشعت هذه الحركة في فندق كبير كهذا ..

وقال لي أطولهم وهو الأمريكي حتما :
ـ هل يمكن أن نلقى نظرة على غرفتك ..؟

فاستبسلت وسألته بصوت قوى ضخم فيه لهجة الاستنكار ..
ـ لماذا ..؟
ـ إن هناك حقيبة مغلوطة فلتت من المطار ..
وفي تلك اللحظة كان من السهل علىّ جدا أن أقتل أي واحد منهم لو كان معي سلاح ..

ومشينا صامتين إلى المصعد .. وفي الطرقة الطويلة تقدمتهم إلى غرفتي .. وأعطيت فتاة لطيفة من عاملات الفنـدق المفتاح لتفتح لهم الباب .. لأتفادى رعشة يدي وأنا أدير القفل ..

وفتحت الفتاة الباب ودخلوا ودخلت معهم وأنا أحس بقلبي قد توقف عن الخفقان ..وعندما توسطت الغرفة انتابني إحساس من البلادة وفقدان الحساسية عجبت له وأدركت أنه نفس الإحساس الذي ينتاب من يصعد سلم المشنقة ..

ولكن عندما وقع نظري على الحقائب عاد إلى الإحساس بالموقف أشد وأعظم واضطربت جدا .. ثم كادت أن تفلت من فمي صرخة مدوية صادرة من الأعماق .. فقد اختفت حقيبة الرجل من الموضع الذي وضعتها فيه .. وبحثوا في كل ركن فلم يجدوا سوى حقائبي .. وفتحتها جميعا وجعلتها تحت أنظارهم وحيوا وانصرفوا ..

وودعتهم على باب الغرفة مزهوا ..

وجلست بعد أن ذهبوا أستريح وأشرب القهوة وأنا أفكر في الملاك الذي طار بالحقيبة في اللحظة الحاسمة ..

ونمت نوما عميقا ..

***


وفي الصباح خرجت أتجول في المدينة وقد كف ذهني عن التفكير في اختفاء الحقيبة وقد عللته بأي سبب ..ربما تكون إدارة الفندق قد عرفت الحقيبة لأنها الوحيدة التي لا تحمل بطاقتي فانتزعتها من الحقائب بسهولة وخلصتني من شرها ..

ونسيت الأمر كلية .

شُذَّ، شُذَّ بكل قواك عن القاعدة
لا تضع نجمتين على لفظة واحدة
وضع الهامشيّ إلى جانب الجوهريّ
لتكتمل النشوة الصاعدة
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.11830 seconds with 11 queries