عرض مشاركة واحدة
قديم 13/03/2005   #3
شب و شيخ الشباب HashtNasht
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ HashtNasht
HashtNasht is offline
 
نورنا ب:
Oct 2003
المطرح:
قدامك ...مانك شايفني !
مشاركات:
3,438

افتراضي رياض الصالح الحسين ( حيث يموت الشاعر و تبقى القصيدة )


ولِدَ رياض الصالح الحسين في مدينة درعا في 10/3/1954 لأب موظف بسيط من قرية مارع في شمال حلب

.كان والده يتنقّل مع عائلته بين المدن السورية ثلاثين عامًا

.منعه الصمم و البكم من إكمال دراسته، فدأب على تثقيف نفسه بنفسه

.اضطر إلى ممارسة العمل مبكرًا، كعامل و موظف و صحفي، و عانى من مشكلة البطالة

.كان مستمرًّا في كتابة الشعر و الموضوعات الصحفية منذ عام 1976 حتى وفاته

:أصدر ثلاث مجموعات شعريّة في حياته

خراب الدورة الدمويّة - مطابع وزارة الثقافة - دمشق 1979


أساطير يوميّة - مطابع وزارة الثقافة - دمشق 1980


بسيط كالماء واضح كطلقة مسدَّس - دار الجرمق - دمشق 1982

.أنجز مجموعته الشعريّة "وعل في الغابة" قبل وفاته

.كتب في الشعر، القصة القصيرة، قصص الأطفال، المقالة الصحفية، و النقد الأدبي

.كتب عن الموت، و كتب في تمجيد الحياة كثيرًا

.توفي في مستشفى المواساة بدمشق عصر يوم 21/11/ 1982


قصائد :



يدك



خمس قارات مغلقة

تنتظر أصابع يدك الخمسة

خمس قارات مفتوحة تنتظرني

عندما أضم أصابع يدك الخمسة

يدك في الشتاء

تراب مبلل بالمطر

و يدك في الصيف

سنبلة في حقل من الرماد

لا تفتحي يدك.. لا تفتحي يدك

فكل أغاني العالم ستنطلق منها

لا تغلقي يدك... لا تغلقي يدك

فكل أغاني العالم ستلتجئ إليها


يدك الطرية الدافئة

كقلبي

كيف أتركها تضيع كطائر

في غابة مليئة بالصيادين







حتى الذئاب


عندما تكونين حزينة

يحزن معك النهر و الزورق

أشجار الصفصاف و الدوري الرمادي

الجبل و مصباح الغرفة

الستائر و ضوء الشمس

القلب في الصدر

و السمك في الأنهار

و حتى ذئاب البراري المتوحشة

حتى الذئاب

تدفن رؤوسها في الرمال و تبكي







هكذا


مثل ساقية ماء تبحث عن مجرى

مثل نبع ارتفعت عنه الصخور

مثل قدم تتقدم في طريق لا نهاية له

مثل ناي وجد فمًا

و شفتين أبصرتا شفتين

هكذا أفتح عيني في الصباح

النافذة المفتوحة.. مفتوحة

و الهواء يعبث ببقايا أوراق

و ما زال في العمر بقية

للكآبة و الضحك و صعود المرتفعات

و هكذا..

أضيف صباحًا جديدًا في حصّالة حياتي

و أمضي







المعجزة


أول كلمة في الصباح

هي لك

و آخر كلمة في المساء

هي لك أيضًا

و ما بين صعود الشمس من خلف الجبل

و سقوطها في البحر الأزرق

ما بين الخيط الأبيض و الأسود

كتب و صحف و أقلام

سجائر و أوقات مبدّدة

أصدقاء و آلام

و ما بين الصباح و المساء

تطيرين كفراشة

و تتبددين كعطر

و أنا أغطّ إصبعي في الماء

و أكتب على الورقة كلامًا أبيض

و أنتظر المعجزة







تساؤلات



ماذا سيحدث لي غدًا

هل سأستيقظ كنسر

بجناحين هائلين و منقار أزرق

لأطير إلى جبل أو وادٍ أو برية؟

هل سأغني بفرح و جنون؟

هل سأبكي و أعض الوسادة بأسناني؟

مَن سأرى في الصباح

في الطريق اللولبي إلى عملي

رجلاً أم امرأة

طاغية أم ملاكًا؟

كيف سأبدو أمامك

حزينًا جدًا أم سعيدًا للغاية

هل ستشبّهينني بأرنب أبيض

أم بغراب مريض؟

و هل ستكون يدك حارة أم باردة

و عيناك مطفأتين أم مشتعلتين؟

ما الأخبار التي سأقرؤها؟

كم سيجارة سأدخّن؟

كم طعنة سأتلقى؟

كم قبلة سأقطف من شجرة الحياة؟

غدًا، ماذا سيحدث لي؟

اقذف قطعة نقود في الهواء و أضحك.

إذا كان نسر سأحبك

و إذا كانت كتابة سأحبك أيضًا







الحب



الحب ليس غرفة للإيجار

نتركها ببساطة و نرحل

مخلفين الصور القديمة و الغبار

و أعقاب السجائر



الحب ليس أغنية جميلة

نتعلمها بغتة، و ننساها بغتة

كما ننسى، عندما نكبر،

الطفولة و اللعب و حليب الأمهات



الحب ليس حبة أسبرين

نتناولها عندما نشعر بالصداع

و ليس نكتة خفيفة

نتداولها في أوقات الضجر



الحب ليس وردة للزينة

و لا كأسًا مكسورة لسلّة المهملات



الحب..

شهادة ولادة دائمة

نحملها برأس مرفوع

لنخترق شارع المذبحة







أرجوك



اكتب لي شيئًا أرجوك

دعني أفهمك و تفهمني

اكتب لي شيئًا



اكتب لي بقلم الرصاص على ورقة

بإصبعك على راحة يدي

بعود كبريت على طلاء جدار

اكتب لي أرجوك



قل لي ما النفع أرجوك

من حلم محاط بالسواد

من فم بلا شفاه

من سماء بلا زرقة

من غابة بلا أشجار

و من حياة بلا حرية



قل لي شيئًا أرجوك

اكتبْ أو ارسم أو غنِّ

غنِّ عن الوطن الذي يتألم







دائمًا I


أنا الهواء في رئتيك

و الأزرار في قميصك

أينما كنتِ ستجدينني

براحتيَّ الدافئتين

و قامتي القصيرة

أنتظرك على الرصيف

أنتظرك في العمل

أنتظرك فوق السرير

واثقًا بأنك ستأتين

لأنني معك دائمًا

أخلط أيامك بالقُبل

و دمك بالأزهار

أنظر إليكِ من سمائي كإله

و أرفع يدي طالبًا مغفرتك

أنا صرخة الألم في حنجرتك

و الأغنية الجميلة التي ترددين

أنظر إليك من البعيد

و أخاف أن ألمسك

و حينما أمسك يدك

لا أستطيع أن أبتعد عنكِ

حيوانك المدلل أنا

و هوايتك المفضلة

بلادك النائية

و مستقبلك القريب

بقدميّ الحافيتين و قلبي المرتجف

أركض معك في الدروب الوعرة

أنا الغبار من حولك

و العرق الذي يسيل من مسام جسدك

أينما نظرتِ سترينني

على الطاولة و الكرسي و المدفأة

في المكتبة و الحمّام و الباص

في الحقول و المصانع و مظاهرات الطلبة

أنمو كالأعشاب في شرفتك المشمسة

و أتدلى من سقف غرفتك كالمصباح

بأصابعي العشرة أحتوي وجهك

و بأصابعي العشرة أدفع المتاعب عنكِ

بأصابعي العشرة أعدّ لك القهوة

و بأصابعي العشرة أسندك

إذ توشكين على السقوط

أنا الوردة في شَعرك الأسود

و الدبوس في عروة سترتك

عندما تنامين

أندس بين أحلامك و لا أنام

أضحك و أبكي و أتألم

و أحارب أعداءك القساة

و في الصباح

أتدحرج مع الماء على وجهك

و أجفّفه بشفتي

أنا التفاحة التي قطفت

و الأرض التي طردتِ إليها

أنا اللوحة التي تزينين بها

جدار حياتك الأسود

و الدم الذي يسيل منكِ

حينما يطلقون عليك الرصاص

يناديك النهار فألتفت

تبردين فيرتعش جسدي

بعيني تشاهدين الطيور

و بصوتك أطالب بالحرية

أما عندما تموتين

من الجوع أو الحب

فسأحاول ألاّ أموت معك

ذلك أن الموتى

بحاجة لمن يذكرهم

و لن يفعل ذلك أحد سواي







دائمًا II


أنا وحش

من العصور القديمة

سأدافع عنك

بالمخالب و الأنياب



أنا حيوان جريح في غابة

تعالي و المسي جراحي بأناملك



أنا زهرة متعبة

في غابة بعيدة

سأتقدم بهدوء و أنام على صدرك



أنا رجل خاطئ

ها أنذا أرفع يدي

طالبًا مغفرتك



أنا طفل لم أحفظ دروسي

تعالي علميني

كيف أجمع برتقالة و سبع تفاحات



هناك حقيقة واحدة

بدأت أدركها

هي أن حبي

لا تسعه هذه الأرض الصغيرة



لو كان حبي طيورًا

هل تسعها السماء؟

لو كان حبي سمكًا

هل يسعه البحر؟

لو كان حبي أشجارًا

هل تسعها براري الدنيا؟



أعرف أن الحب

بسيط كالزنابق

سهل كمطر الربيع

واضح كسماء زرقاء

لكني أتساءل:

لماذا يخاف الكثيرون

من الزنابق

و مطر الربيع

و السماء الزرقاء

تعالي لنلغم

صقيع العالم

بديناميت القبلات







مشاهد يومية


1- المكتب



كلّ صباح

حينما أفتح باب غرفتك بهدوء كاذب

محاولاً إخفاء ارتجاف أصابعي و شراييني

كلّ صباح

حينما أراكِ تعبثين بالبطاقات البيضاء

بالصحف و المجلات

بالزمن و القهوة

كلّ صباح

أتمنى

حينما أدخل غرفتك بهدوء كاذب

أن أكون قلمًا أو ممحاة

صحيفة أو فنجان قهوة

بين أصابعك التي تعبث بالأشياء

كما يعبث عازف مبتدئ بمفاتيح البيانو.







2- الطريق



في الطريق حينما أكون معك

في الخريف الذي طال

حيث تشتعل الشمس و تنطفئ

بطريقة غريبة

بطريقة أخّاذة

في الطريق، في الطريق

حيث تسقط ورقة شجر صفراء

فوق شَعرك الأسود المشتعل

أقول لك: اقتربي

لقد وقع طائر أصفر فوق رأسك

و ها هو ينقر حبوب العدس

طائر أصفر صغير يغني

فوق أغصان شَعرك العزيز

شَعرك الذي كقطيع من الماعز

يرعى في برية القلب







3- البيت



حذاؤك في الزاوية

ثوبك فوق الكرسي

و فوق المنضدة دبابيس شَعرك

خاتمك الذهبي

و حقيبتك السوداء

و أنت معي

عارية و خائفة

- ممّ تخافين..؟

من قنبلة تسقط فوق زهرة!

من زهرة تحت عجلات قطار!

عارية و ترتجفين

- ممّ ترتجفين؟

من بركان يتفجر!

من رغبة تئن!

عارية و تلتصقين بي

سأترك النافذة مفتوحة

انظري.. انظري

ها هي السماء الزرقاء

و ها هي قطة بيضاء و رمادية

تتنزه فوق حافة الجدار المقابل للنافذة

و ها نحن

نقتسم رغيف الحب

نأكل من صحن واحد

بملعقة واحدة

و كل ما نملكه و ما لا نملكه

سنقتسمه أيضًا

تمامًا

كرفيقين في رحلة طويلة.







اثنان



كانا اثنين

يمشيان معًا

في الشوارع المهجورة

منه تفوح رائحة التبغ

و منها تتساقط أوراق الليمون

و عند المنعطف

كنجمتين

سقطا

كانا اثنين



أحدهما يغني

و الآخر يحب الإصغاء

فجأة توقف عن هذا

و توقفت عن ذاك

عندما انكسر المزمار



كانا اثنين

أهدته قلمًا للكتابة

و أهداها حذاء خفيفًا للنزهات

بالقلم كتب لها: "وداعًا"

و بالحذاء الخفيف جاءت لتودعه







اعتياد



اعددت لكِ فنجان القهوة

فنجان قهوة ساخنة

القهوة بردت

و ما جئتِ



وضعت وردة في كأس ماء

وردة حمراء حمراء

الوردة ذبلت

و ما أتيتِ



كل يوم أفتح النافذة

فأرى الأوراق تتساقط

و المطر ينهمر

و الطيور تئن

و لا أراك



لقد اعتدتُ

أن أعدّ القهوة كل صباح لإثنين

أن أضع وردة حمراء في كأس ماء

أن أفتح النوافذ للريح و المطر و الشمس

لقد اعتدت

أن أنتظرك أيتها الثورة

J.S: Death is the solution to all problems. No man = No problem.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.36676 seconds with 11 queries