عرض مشاركة واحدة
قديم 25/04/2009   #79
صبيّة و ست الصبايا saba n
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ saba n
saba n is offline
 
نورنا ب:
Mar 2008
المطرح:
عالم الرؤى
مشاركات:
597

إرسال خطاب Yahoo إلى saba n
افتراضي الرائد المسرحي جعفر السعدي



ولد جعفر عمران السعدي في بغداد 24يوم /12/1921 وشاهد أول عرض مسرحي وهو صغير عام 1930 عندما عرض مسرحية (ذي قار أو ذيول صفين) في مدرسة المفيد الابتدائية التي كانت قائمة في مدينة الكاظمية وهذه المسرحية من تأليف سلمان الصفواني احد رواد الصحافة المبرزين في العراق والوزير فيما بعد. وفي عام 1931 يتعرف على حقي الشبلي ويشاهد مسرحيته (شهامة العرب) التي اخرجها الشبلي وعرضها لمنفعة مدرسة المفيد الابتدائية في مدينة الكاظمية وقد شغف بالمسرح منذئذ فصعد لاول مرة على خشبة المسرح عام 1934 كممثل في عروض مسرحية مدرسية.

واستمراراً لهذا الاعجاب بالمسرح فقد شارك في تمثيل مسرحية (مظالم الاستعمار) التي قدمتها نقابة هواة التمثيل عام 1936 بما هو جدير بالذكر ان هذه النقابة تشكلت اواسط الثلاثينيات من القرن الماضي وقدمت اكثر من عرض مسرحي وبعد ان اكتسب معرفة وخبرة فنية فقد عمد على تشكيل جماعة فنية من مدينة الكاظمية التي اعادت عرض مسرحية (مظالم الاستعمار) وانضم بعدئذ الى اللجنة الفنية التي شكلتها جمعية بيوت الامة في الكاظمية والتي كانت يترأسها يوسف حبيب ثم تلاه هاشم البياع وقد عرضت هذه الجمعية العديد من المسرحيات الاجتماعية والسياسية عام 1941، وقد قصد من تمثيل هذه المسرحيات تصوير الفساد الذي عم العراق ابان الحكم العثماني والاثر السيء الذي تركه هذا الحكم افعال الشرطة (4) حيث كشف هؤلاء الكتاب في مسرحياتهم عن امراض المجتمع معالجات هؤلاء كانت بسيطة وساذجة في بعض الاحيان ويطفي عليها الاتجاه الوعظي الوطني.

بعد ان اكتسب جعفر السعدي خبرة فنية وتعمق لديه الوعي الفكري ومكانة واهمية المسرح التحق بمعهد الفنون الجميلة في بغداد وتخرج منه عام 1945 وكان ضمن الدورة الاولى ومن زملائه في المعهد ودورته المخرج ابراهيم جلال.

وكان خلال دراسته في المعهد يعمل في مديرية البيطرة التي قدم استقالته منها ليتم تعيينه في مديرية البلديات بصفة مساح وذلك عام 1946. ونتيجة لحبه وشغفه بالمسرح فقد شارك في تأسيس (الفرقة الشعبية للتمثيل) والتي اجيزت رسمياً بتاريخ 12/8/1947 وكان اول رئيس لها عبدالكريم هادي الحميد المحامي. بعدها تبين للسلطات الحكومية ان هذه الفرقة تشارك في العمل السياسي وفي التظاهرات التي عمت العراق في اواخر الاربعينيات من القرن الماضي خاصة وانها عرضت مسرحية (شهداء الوطنية) فقد توقف نشاطها عام 1948، بعد ان ترك العمل كمساح في مديرية البلديات فقد تم تعيينه عام 1950 في دار المعلمين الريفية كأول مدرس للتمثيل في دور المعلمين في العراق ويتم انتخابه سكرتيراً للفرقة الشعبية للتمثيل بعد اعادة نشاطها الفني ثم يصبح مدرساً في قسم التمثيل والاخراج في معهد الفنون الجميلة بعد ان نقل اليه من دار المعلمين الابتدائية في الاعظمية ويبقى في المعهد لغاية عام 1957، لقد اعيد انتخابه سكرتيراً للفرقة الشعبية للتمثيل التي تم الغاء اجازتها بموجب المرسوم المرقم 19 لسنة 1954 مع عشرات من الاحزاب السياسية والجمعيات الاجتماعية والفنية والصحف الوطنية بسبب المواقف الوطنية التي وقفتها هذه الفرقة من الاحداث التي جرت في العراق في حينه، تزوج جعفر السعدي عام 1956 من السيدة ماجدة عبدالقادر (ماجدة السعدي) هي فنانة معروفة ومتميزة بدأت رحلتها الفنية عام 1949 عندما كانت طالبة وقد مثلت في مسرحية (القبلة القاتلة) لجمعية بيوت الامة.

التحق جعفر السعدي بالبعثة العلمية الى الولايات المتحدة الامريكية للحصول على شهادة الماجستير في الاخراج المسرحي وذلك من معهد الفنون في شيكاغو ويعود الى العراق عام 1961 حاملاً شهادة الماجستير ويعاد تعيينه في نفس العام مدرساً لمادة الاخراج والتمثيل في معهد الفنون الجميلة وينتخب مجدداً سكرتيراً للفرقة الشعبية للتمثيل، وتعزيزاً لمكانة المسرح ولاهميته في الحياة الادبية والفنية في العراق فقد اسس عام 1963 (جماعة سمير اميس للتمثيل) وبقيت هذه الفرقة لغاية عام 1964 بعد صدور قانون الفرقة التمثيلية في نفس العام المذكور حيث ينتقل الى التدريس في اكاديمية الفنون الجميلة التابعة لوزارة المعارف في حينه ويبقى فيها لحين الحاق هذه الاكاديمية بجامعة بغداد عام 1967.

وبموجب قانون الفرقة التمثيلية لعام 1964 فقد تم تأسيس فرقة المسرح الشعبي وهي امتداد للفرقة الشعبية للتمثيل حيث تألفت الهيئة الادارية المؤسسة من جعفر السعدي وعبدالستار البصام وعبدالكريم هادي الحميد وكمال عاكف وكاظم الزيدي بعد ان اجيزت من قبل وزارة الثقافة والارشاد. اعيرت خدماته الى المحكمة العربية السعودية لمدة عام اعتباراً من 7/10/1967 وعاد بعدها مدرساً لمادة التمثيل والاخراج في اكاديمية الفنون الجميلة. وبالنظر لمكانته وانجازاته الفنية والفكرية فقد تم اختياره مع الفنان يوسف العاني كعضوين في لجنة اليونسكو عام 1969 حيث عقدت هذه اللجنة اجتماعاتها في القاهرة لاختيار احسن كاتب مسرحي من الشباب عام 1974 وتثميناً لجهوده الفنية والابداعية اختير رئيساً لقسم الفنون الجميلة في الاكاديمية وكان هذا القسم يضم فروع المسرح والسينما والتلفزيون والاذاعة والتربية الفنية وبقي في هذا المنصب لغاية عام 1981 وكان يقوم بمهام عميد الاكاديمية طيلة فترة غياب عميدها الاصلي الاستاذ اسعد عبدالرزاق.

لقد تم انتخابه رئيساً لغرفة المسرح الشعبي لعدة دورات وبقي في هذا المنصب لغاية عام 1993.

وفي عام 1978 شارك في المؤتمر العالمي المنعقد ببرلين عن الكاتب المسرحي الالماني الشهير برتولدبريخت وذلك ضمن الوفد العراقي الذي تألف من جعفر السعدي وابراهيم جلال واحمد فياض المفرجي واديب القليتجي اضافة الى احمد عباس صالح الكاتب المصري المعروف الذي كان يقيم بالعراق في حينه وقد مثل تونس المخرج المسرحي المنصف السويسي.

بعد عطاء مستمر وابداع واضح لا ينضب لمدة اربعة عقود من الزمن والعمل المضني والجهد الذي لا يقل احيل جعفر السعدي على التقاعد بتاريخ 1/7/1982 وهكذا بدأ مشواره في المشاركات والمساهمات العديدة في المؤتمرات واللقاءات الوطنية والعربية حيث يشارك في مؤتمر المراكز الوطنية للمركز العالمي للمسرح المنعقد في مدينة مونتريال (كندا) عام 1985 وذلك بالاشتراك مع يوسف العاني وسامي عبد الحميد وسامي السراج ويحصل في نفس العام على جائزة افضل ممثل في الدورة الثانية والعشرون لمهرجان براغ الدولي للاعمال الدرامية التلفزيونية حيث شاركت في هذه الدورة (45) دولة من انحاء العالم وذلك عن دوره في تمثيلية (الهجرة الى الداخل) تأليف عبدالوهاب الدايني واخراج الفنان المعروف المبدع خليل شوقي وقد منح كذلك بنفس العام شهادة تقديرية من منتدى الادباء الشباب في بغداد ثم كرمته نقابة الفنانين- بغداد ولريادته ودوره المؤثر في الحياة المسرحية منحته فرقة المسرح الشعبي شهادة تقديرية لاسهامه الفعال في رفع شأنها وتثميناً لمسيرته الابداعية على مدى اربعين عاماً، وتواصلاً مع هذا العطاء والابداع فقد ترأس بعثة فنية في شهر كانون الاول 1992 من فرقة المسرح الشعبي الى الاردن لعرض ثلاث مسرحيات هي (صراخ الصمت الاخرس) تأليف محي الدين زه نكنه و(الانشودة) تأليف آربوزوف (ترنيمة الكرسي الهزاز) جميعها من اخراج الدكتور عوني كرومي وقد عرضت مسرحية (ترنيمة الكرسي الهزاز) في اكثر من بلد عربي ونالت عدة جوائز من مهرجان قرطاج المسرحي. وفي عام 1993 تم تتويجه كرائد من رواد حركة المسرح العربي في مهرجان قرطاج المسرحي باعتباره شخصية لامعة من شخصيات المسرح العراقي واحد المساهمين في تدعيم الحركة الفنية المسرحية في العراق والعالم العربي. وكان آخر عمل مسرحي شارك فيه جعفر السعدي هو مسرحية (حلم أبو حمدان) التي اعدها واخرجها الدكتور عبد المرسل الزيدي عام 1998. منذ ان اعتلى جعفر السعدي خشبة المسرح لاول مرة وحتى عام 1998 في رحلة نافت عن نصف قرن من العطاء شارك واخرج العديد من الاعمال المسرحية.

ان الله قريب من قلبي
ما التأنيث لأسم الشمس عيب..ولا التذكير فخر للهلال
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04556 seconds with 11 queries