الموضوع: مواقف
عرض مشاركة واحدة
قديم 31/07/2006   #2
شب و شيخ الشباب Danito
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ Danito
Danito is offline
 
نورنا ب:
Apr 2005
المطرح:
The Bridge Tonowhere
مشاركات:
877

افتراضي تتمة


سوريا
حققت الحكومة السورية انتصارا من نوع ما على قوى 14 آذار التي ظهرت بمظهر العاجز و المعزول و التي لم تستطع أن توقف أو تحد من اذى لبنان، من جهة اخرى بدت الدولة العربية الوحيدة المؤيدة لقوى المقاومة، والوحيدة الصامدة بوجه العدوان الاسرئيلي الاميركي، مع ان هذا الصمود تنقصه الكثير من الشجاعة، و تملؤه البراغماتية، فبالرغم من التصريحات النارية الصادرة عن الوزراء و السفراء السوريين حول رد أي اعتداء أو حتى التهديد بالتدخل في حال اجتياح لبنان، إلى ان الحكومة ما زالت تنظر بعين متوجسة إلى الأميركان المتواجدين على حدودها الشرقية و احتمال انجرارها المحتمل إلى حرب غير محمودة العواقب، لكن ربما الخوف ايضا من تزعزع "الاستقرار الداخلي" فبالرغم من ان العدو الخارجي يوحد الاطراف السورية دائما، وبالرغم من أنه لا مجال للتشكيك في ولاء و وحدة الشعب السوري مع حكومته إلى ان حالة عدم الثقة بين الحكومة والشعب لا يمكن إغفالها بسهولة في المعمعة الجارية.

العزلة التي فرضتها الاميركان على سوريا تبدو الآن كعزلة لاميركا نفسها عن احد اهم اطراف الحل، طبعا إذا كان الأميركان ينظرون إلى حل فعلا، مع ذلك يبقى اللحن المعترف بالتفوق الأميركي حاضرا في تصريحات دمشق، حتى التي تحمل لوما ضمنيا او صريحا للاميركان في استمرار الحرب. تغيب اللغة الثورية عن هذه التصريحات، لكن يمكن دائما قراءة نوع من الاستسماح فيما بين السطور.

التلميح إلى جبهة الجولان و هي الجبهة التي تفادت الحكومة حتى الحديث عنها سابقا، علا ليصل إلى مرحلة الإعلان عن نشكيل هيئة شعبية لتحرير الجولان، لا تزال في طور القضية الإعلامية و ورقة الضغط التي على اسرائيل أن تراعيها في حال دخول أي مفوضات قريبة، و تضيف إلى قائمة مسببات "وجع الرأس" الإسرائيلية، و ربما اكثر من ذلك في حال تم الربط مع خلايا المقاومة الموجودة اصلا على الطرف الآخر لخط وقف النار في الجولان. بجميع الاحوال تبدو فكرة التزلج على منحدرات الجولان و الاستحمام بماء نبع الحمّة الكبريتية مغرية للغاية.

الشعب السوري، اثبت ان الأخوة مع الشعب اللبناني هي اكثر من برنامج اسبوعي على القناة الحكومية أو زيارات تسوق في نهايات الاسبوع. بجميع الاحوال الروابط العائلية و التاريخية عميقة، بالرغم من الغضب و الشقاق الذي نجم عن قضية مقتل الحريري و تفاعلاتها كان كبيرا، إلا ان اسرائيل عملت و بكل ما أوتيت من "قوة" على إزالة الشوائب في العلاقة الأخوية بين الشعبين.

ايران
تبدو ايران اللاعب الاكبر بالمنطقة، فمن دورها المهم و الفعال و قدرتها على لعب دور حيوي في استقرار العراق، إلى دعمها الرئيسي لحزب الله، دون الوقوف عند اتفاقيات الدفاع الاستراتيجي، والرئيس احمد نجادي لا بد أنه يشعر بامتنان شديد لاسرائيل لمساعدتها في حشد المؤيدين حوله خاصة ممن لم تكن مواقفه الدولية الحادة تروق لهم، اما أميركا التي ما فتأت تلوم ايران بسبب و بدون سبب، لم تقدم خدمات اقل بحشد تأييد دولي حول نجادي من أوزبكستان إلى فنزويلا.

إيران لها اجندتها السياسية، و إيدلوجيتها المتشددة، لكنها تبدو حليف استراتيجيا لسوريا، و تبدو بوعي اقليمي اسلامي اكبر من دخول مهاترات سنية شيعية أو عربية فارسية، على العكس فهي تعمل على فتح قنوات مع العربية السعودية، وهو ما يجب ان تخشاه اميركا مرتين.

اميركا
لا تبدو الولايات المتحدة بحالة غطرسة غير طبيعية، لكنها و قوى عظمى تبنت سياسة الحرب و المباشرة و الاستعمار القديم ويبدي سياسيوها يوما بعد يوم نفاذ صبرهم من إضاعة الوقت في فتح حوارات و قنوات دبلوماسية ما زالت القوة كفيلة بتحقيق كل شيء.

لكن الاخطاء الاستراتيجية المرتكبة تبدو كبيرة، إن النفوذ الصهيوني في السياسة و الإدارة الأميركية واضح، و لا يمكن فهم السياسة الأميركية الخارجية و خاصة بما يتعلق باسرائيل دون الاطلاع على الدور التي تلعبه اللوبيات الصهيونية داخل اميركا، لكن هل يتم فعلا إجراء الحسابات الدقيقة؟ لماذا كسرت اميركا قواعد اللعبة حتى الرمزية منها؟

تدرك اميركا قدرتها العسكرية، و تجاوزها لسقف القوانين و التشريعات الدولية، و لاتعوزها الخبرة في استصناع الأسباب للهجوم على هذه الدولة أو تلك أو للدخول في هذه الحرب او تلك، كما تسيطر الحكومة بشكل جيد على الآلة الإعلامية الداخلية لناحية حشد تأييد اميركي في "الحرب ضد الإرهاب" و الاشرار من اعداء "الحلم الاميركي". لكنها تتجاهل كثير من المعطيات الاخرى.

هل تقوم اميركا بإعادة تشكيل الشرق الأوسط؟ ام ان دورها توقف عند تفكيك الشرق الاوسط القديم؟ لتعيد هذه المنطقة، التي ما فتأت تجتذب القوى العظمى إليها منذ قدم التاريخ، تشكيل نفسها و ربما تشكيل العالم؟ لا تدخل هذه التساؤلات في بند الدعاء على العدو بالهلاك. لكن التاريخ يعلمنا أنه مهما كانت القوة عارمة فإن فقدان الرؤية الاستراتيجية عواقبه وخيمة للغاية.

تحيا سوريا!

الحرية لسوريا و السوريين

I'm going to buy this place and start a fire
Stand here until I fill all your heart's desires
Because I'm going to buy this place and see it burn
Do back the things it did to you in return
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04926 seconds with 11 queries