فصل في الانتقال من طبقات الألحان
وأعلم يا أخي- أيدك الله وإيانا بروح منه- إن الله- جل جلاله- جعل بواجبحكمته لكل جنس من الموجودات حاسة مختصة بإدراكها، وقوة من قوى النفس تنالها بها وتعرفها بطريقها، لا تنال بطريقة أخرى، وجعل أيضاً في جبلة كل حاسة دراكة، أوقوة علامة، أن تستلذ من إدراك محسوساتها، وتتشوق إليها إذا فقدتها وملت منها إذا دامت عليها، وتستروح؛ إلى غيرها من أبناء جنسها، مثل ما هومعروف بين الناس في مأكولاتهم ومشروباتهم، وملبوساتهم، ومشموماتهم، ومبصراتهم، ومسموعاتهم؛ فالموسيقار الحاذق الفاره؛ هوالذي إذا علم بأن المستمعين قد ملوا من لحن، غنى لهم لحناً آخر، إما مضاداً له أومشاكلاً له.
وأعلم يا أخي أن الخروج من لحن إلى لحن، والانتقال منه ليس له طريق إلا على أحد الوجهين، إما أن يقطع ويسكت ويصلح الدساتين والأوتار بالحزق؛ والإرخاء، ويبتدئ ويستأنف لحناً آخر، أويترك الأمر بحاله، ويخرج من ذلك اللحن إلى لحن آخر قريب منه مشاكل له وهوأن ينتقل من الثقيل إلى خفيفه، أومن الخفيف إلى ثقيله أوإلى ما قارب منه. والمثال في ذلك إنه إذا أراد أن ينتقل من خفيف الرمل إلى الماخوري أن يقف عند النقرتين الأخيرتين من ثقيل الرمل ثم يتلوهما بنقرة، ثم يقف وقفة خفيفة، ثم يبتدئ بالماخوري؛ ومن حذق الموسيقار أيضاً أن يكسوالأشعار المفرحة الألحان المشاكلة لها، مثل الأرمال والأهزاج، وما كان منها من المديح في معاني المجد والجود والكرم أن يكسوها من الألحان المشاكلة لها مثل الثقيل الأول والثاني؛ وما كان في المديح من معاني الشجاعة والإقدام والنشاط والحركة أن يكسوها من الألحان مثل الماخوري والخفيف وما يشاكلها.
ومن حذق الموسيقار أيضاً أن يستعمل الألحان المشاكلة للأزمان، في الأحوال المشاكلة بعضها لبعض، وهوان يبتدئ في مجالس الدعوات والولائم والشرب بالألحان التي تقوم الأخلاق والجود والكرم والسخاء، مثل ثقيل الأول وما شاكلها، ثم يتبعها بالألحان المفرحة المطربة، مثل الهزج والرمل، وعند الرقص والدستبند؛ الماخوري وما شاكله، وفي آخر المجلس أن خاف من السكارى الشغب والعربدة والخصومة أن تستعمل الألحان الملينة المنومة الحزينة.
عندما تتأجج نار التحششيش .. تنأى الحشائش بالحشيش الحشحشش ..
وحشيشة التحشيش .. عمر أحشش ..
حش الحشائش في حشيش محشش ..
حشاش يا أخا الحشيش ..
حشش على تحشيش محششنا القديم ..
سوريا الله حاميا
jesus i trust in you
|