الموضوع: محمود البدوى
عرض مشاركة واحدة
قديم 18/08/2008   #13
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


وفي الليل ذهبت إلى ملهى السفينة .. لأرى ساسا.. وقالت وأنا داخل عليها وقد أشرق وجهها ..
ـ جئت مرة أخرى ..
ـ بالطبع ..
ـ لماذا ..؟
ـ لأني أحبك ..
ـ أوه ما أكثر ما سمعت هذا الكلام .. ولماذا تحبني ..
ـ لأنك جميلة ..
ـ ما أكثر الجميلات في طوكيو ..
ـ الواقع أنني عاجز عن التعبير .. لا يوجـد سبب ملموس لحبي .. هناك ما هو أعظم من الجمال ومن الصفاء اللذين فيك ..
ـ هذا أحسن .. والمهم هل عثروا على الحقيبة ..؟
ـ أبدا .. لقد اختفت من الغرفة ..
ـ اختفت .. ؟
وضحكت بخبث .. وعلمت منها ما حدث .. خشيت ألا أصل إلى الفندق في الوقت المناسب .. فاتصلت في الحال تليفونيا بالطابق السابع الذي فيه غرفتي .. وكانت تعرف هناك فتاة من العاملات تدعى نيدا وحدثتها بأمر الحقيبة وطلبت منها أن تخرجها من الغرفة في الحال .. وكان من السهل أن تستدل نيدا على الحقيبة لأنها الحقيبة الوحيدة التي لا تحمل بطاقة وعليها كتابة باليابانية فأخرجتها في الحال ..

ـ وأين هي الحقيبة الآن ..؟
ـ في مكان ما ..
ـ هل عرفت أنهم فتشوا غرفتي .. ؟
ـ أجل .. وكنت أقدر هذا ولذلك أخفيت الحقيبة ..
ـ إن هذا عمل عظيم لن أنساه لك ..
ـ لا داعي لمثل هذا الكلام ..

ونظرت إلىّ فاحتضنتها .. وأنا أقول ..
ـ لابد أن أحمـــل الحقيبة إلى العنوان الذي تركه لي الرجل ..
ـ ليس من الضروري الآن انتظر أسبوعا ..
ـ لابد من هذا سريعا ..
ـ انتظر أسبوعا .. وسأذهب معك ..
ووافقتها على ذلك ..

***


ومر أسبوع .. واتفقنا على أن نتقابل في محطة من محطات المترو الذي تحت الأرض .. وتكون معها الحقيبة .. ونركب من هناك إلى المكان الذي عينه لي الرجل ..

وفي الموعد المحدد انتظرتها .. وجاءت رشيقة جميلة وبيدها الحقيبة وأخذتها منها .. وذهبنا نضع بضعة ينات في الآلة الأتوماتيكية .. وتناولت نيدا التذكرتين ..

وفي أثناء دوراني في فناء المحطة المسقوف رأيت رجلا عرفته من عينه وكان هو كوجا بعينه وكان يرتدى معطفا سميكا ويضع على عينيه منظارا أسود ..وبيده عصا وعلى رأسه قبعة عريضة .. وكان مشوش الهندام غير حليق على غير ما عهدته في الطائرة ..

وبحركة سريعة تناول منى الحقيبة وشد على يدي وهو يقول :
ـ كنت أعرف أنك ستأتي بها .. إنك شجاع .. لقد أعدت إلى قلبي .. وأقبل المترو .. فأخذها ومضى ..

***

وقلت لساسا وأنا أصعد بها سلم المحطة ..
ـ والآن أين نذهب ..؟
ـ كما تحب ..
ـ هل تذهبين معي إلى الفندق لنشكر نيدا على الأقل .. ؟
ـ فكرة رائعة ..

وفي شارع جنـزا رأيت في كشك صغير صورة كوجا .. في صحف المساء وكان تحتها نبأ هروب بخط كبير ..

ولما رأت ساسا الصورة ضحكت .. وضغطت على يدي ..


============================================
نشرت القصة في صحيفة الشعب 28|4|1958 وأعيد نشرها بمجموعة قصص من اليابان 2001
من إعداد وتقديم على عبد اللطيف وليلى محمود البدوي

شُذَّ، شُذَّ بكل قواك عن القاعدة
لا تضع نجمتين على لفظة واحدة
وضع الهامشيّ إلى جانب الجوهريّ
لتكتمل النشوة الصاعدة
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03918 seconds with 11 queries