[إبريل]

القانون الثالث

أنهى كامل استعداداته للنوم، ضبط الساعة ،وعلّق الشماغ والعقال في شباك الغرفة، أخذ حبّة السكّري، بدّل القرص الطارد للناموس في الماكنة المخصصة..ثم سوى وسادته بيديه والقى بجسده التعب منتظراً قطار النوم ليأخذه الى يوم آخر..



رن الهاتف الأرضي،تمتم ابو يحيى واصفاً المتّصل في مثل هذا الوقت"ببارد الوجه"..رفع السمّاعة .المتّصل: امرأة "ترطن" بالانجليزي، لم يفهم من كلامها شيء ..بقي يردّد أحرف متقطعة وأسئلة محددة طيلة المكالمة: ها؟ مين؟ ها..مين؟ ها..مش فاهم؟!..بعدها اغلق الهاتف وفتح يديه مستعجباً "شو سقاعة هالوجه هاي"!!..ثم عاد الى فراشه تحت معرّش الدالية..لم تمض سوى دقائق قليلة حتى رن الهاتف من جديد..قام مستغفراً الله جهراً، خازياً الشيطان في سرّه..رفع السمّاعة ثانية : ذات الصوت الانثوي يتكلم بكلمات انجليزية سريعة لا يفهمها..بالكاد التقط منها كلمة"ابو يهيى" بعد ان محي حرف الحاء تقريباً من لسان المتّحدّثة..نادى ابو يحيى ابنه يحيى راجياً ان يفهم منها شيئاً..يحيى لم يسعف والده بالترجمة المطلوبة فالذي استطاع ان يفهمه هو "good evening ..ابو يهيى..ok"
فاضطر يحيى الى اغلاق السماعة بوجه المتّصلة شارحاً لوالده انه :شريط مسجل للتذكير بفواتير الاتصالات..ليس الاّ..الوالد لم يقتنع كثيراً بكلام يحيى ، فقال له: طيب كيف عرفت اني ابو يحيى؟..اجابه يحيى منسحباً : بتفكّر حالك قليل عند الدولة يابا...

دقائق بسيطة ، رن الهاتف للمرة الثالثة..رفع ابو يحيى لحافه وقام مسرعاً باتجاه الهاتف، متجاهلاً دعوة ام يحيى :"ان يسحب الفيش"..فتح الخط وهو يصيح بالأولاد "ولكو نادولي ناجح ابن فالح الاطرم"!! – بالمناسبة ناجح يحمل ماجستير ترجمة ولا بد انه سيحل سر هذا الاتصال الليلي-

حضر ناجح ، اخذ السمّاعة من ابي يحيى : تكلم بالانجليزي ثلاث جمل قصيرة ، ثم بدأ يرددّ.."اوكي..يس..اوكي...يس..او كي..يس..ون؟..اوكي..قود باي"..اغلق الهاتف مبتسماً، سأله الحاضرون..مين هاي..؟.ناجح:- هاي من الاكاديمية الملكية الموسيقية من ستوكهولم..هظول مرشّحين ابو يحيى لجائزة نوبل للفيزياء..لأنه أبطل قانون نيوتن الثالث" لكل فعل ردّة فعل"...وشرحت لي المنسقة ..انه (المواطن) ابو يحيى هو الشيء الوحيد في هذه الدنيا الذي ليس له ردّة فعل..مهما وقع عليه فعل..وبالتالي هو الوحيد اللي قدر يبطل قانون نيوتن الثالث..
تصبحوا على خير..