عرض مشاركة واحدة
قديم 24/08/2006   #222
شب و شيخ الشباب krimbow
أميـــــــــ
 
الصورة الرمزية لـ krimbow
krimbow is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
damscus-syria
مشاركات:
4,822

افتراضي


فلها منزِلة جليلةٌ عند الله، وكرامةٌ ومكافأةٌ بعد مفارقتها هياكلها، سواءٌ كانت خدمتها في إصلاح أمر الدين والدنيا، فإنه لا يذهب لها عند الله شيء، إذا كنت مُحتسِبَةً لوجه الله تعالى، وطالبةً لما عنده من الوجه المقصود منه إليه، فلا يفوتُها نصيبُها من الدنيا كما ذكر بَرْزَوَيهِ الطبيب في كتاب كليلة ودمنة أن الزّرّاع لم يزرع طلباً للعشب بل للحب، ولا بد للعشب أن ينبت إن شاء الزارع أولم يشأ، كذلك طالب الأجر والجزاء من الله تعالى لا يفوته نصيبه من الدنيا وما قُسم له، ما أراده أولم يُرِد، كَرِه أورضي، زهِد أورغِب، طلب أولم يطلب، وتصديقُ هذا الرأي قول الله تعالى: "ما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليبعدون، ما أُريد منهم من رزقٍ، وما أُريد أن يُطعمون. إن الله هوالرَّزَّاقُ ذوالقوة المتينُ".
واعلم يا أخي أن عبادة الله ليست كلها صلاةً وصوماً، بل عِمارةُ الدين والدنيا جميعاً، لأنه يُريد أن يكونا عامِرَين، فمن يسعى في صلاح أحدهما أوكليهما فإجره على الله، لأنه مالِكُهما حميعاً، والناس كلهم عبيده، وأَحبُّ عِباده إليه من سعى في صلاح عباده وعِمارة عالَمَيهِ جميعاً، وأبغض عباده من سعى في فسادهما جميعاً أوفي فساد أحدهما كما ذكر الله، جل جلاله: "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يُقتّلوا أويُصلَّبوا أوتُقطع أيديهم وأرجلهم من خِلافٍ، أويُنفَعوا من الأرض" الآية. وقال تعالى: "وأن ليس للإنسان إلاّ ما سعى".
ومن الجواهر المعدنية الماس وطبيعته البرودة واليبوسة في الدرجة الرابعة، وقلّ ما تجتمع هاتان الطبيعتان في شيء من الأحجار المعدنية، فبهذه الخاصّيّة صار لا يحتكّ بجسم من الأحجار المعدنية إلاّ أثّر فيه أوكسره أوهَشمه، إلاّ جِنساً من الأُسرب فإنه يؤثر فيه ويكسره ويُفتّته مع رخاوته ولينه ونتن رائحته.
واعلم أن مثل تأثير هذا الحجر الضعيف المَهين في هذا الجوهر الشريف القوي كمثل تأثير البَقَّة الضعيفة الصغيرة المهينة في الفيل العظيم الجثة الشديد القوة الذي يقهر الحيوانات بعظيم جثته، وشدة قوته، وهذا يغلبه ويؤذيه ويضرُّ به بصغر جثته وخفّة حركته، فإن في ذلك عِبرةً لأُولي الأبصار ودلالةً لُولي الألباب على أن المُسلِّطَ للصغيرعلى الكبير هوخالقهما ومُصوِّرهما سبحانه.
وأما السُّنْسباذَجُ فهوقريبٌ من هاتين الطبيعتين من الماس، ولكن تأثيره دون تأثيره.
وأما حجر المغناطيس فهوأيضاً عبرةٌ لأُولي الأبصار والتفكُّر في الأمور الطبيعية، وخواص أفعال بعضها في بعض، وذلك أن بين هذا الحجر والحديد مُناسبةً ومشاكلةً في الطبيعة، كالمناسبة والمشاكلة التي بين العاشق والمعشوق وذلك أن الحديد، من شدة يُبسه وصلابة جسمه وقهره للأجسام المعدنية والنباتية والحيوانية، يتحرك نحوهذا الحجر ويلتصق به ويلتزمه كالتزام العاشق المُحب المعشوق المحبوب المشتاق. فإذا فكّر العاقل اللبيب في فعل هذين الحجرين وغيرهما من الأحجار المعدنية والأجسام النباتية، علم وتبين له أن الفاعل المحرِّك لهما هوغيرهما، لأن الجسم لا فعل له من حيث هوجسمٌ ببراهين قد قامت ودلائل قد وضحت، وأن هذه الأجسام كلها، مع اختلافها واختلاف طبائعها وفنون أشكالهاوخواص طبائعها، هي كالأدوات والآلات للفاعل الصانع المحرِّك، وهو النفس الكلية الفلكية التي هذه التأثيرات كلها من أفعالها، وهي المسماة طبيعةً، تظهر وتعمل بإذن باريها، جلّ ثناؤه. وقد تبين بدلائل عقلية أن الباري، جل ثناؤه، لا يباشر الأجسام بذاته ولا يتولى من الأفعال بنفسه إلا الاختراع ةالإبداع حَسْبُ، وأما التأليف والتركيب والصنائع والأفعال والحركات التي تكون بالآلات والأدوات في الأماكن والأزمان إنما يأمُر ملائِكته الموكلين وعباده المؤيدين بأن يفعلوا ما يؤمرون، مثل أمر الملوك والرؤساء لعبيدهم وخدمهم وجنودهم.

أركان الجواهر الأربعة
فصل وقد تبين مما ذكرناه أن الجواهر المعدنية مع كثرة أنواعها واختلاف طبائعها وفنون خواصها، أصلها كلها وهيولاها هي الأركان الأربعة التي تسمى الأُمهات لأجزائها والمُركِّب لها هي الطبيعة بإذن الله تعالى؛ وتبين بأن الغرض من هذه الجواهر المعدنية هومنافع الناس والحيوان، وإصلاح أمر الحياة الدنيا ومعيشة الحيوان إلى وقت معلوم.


230

عندما تتأجج نار التحششيش .. تنأى الحشائش بالحشيش الحشحشش ..
وحشيشة التحشيش .. عمر أحشش ..
حش الحشائش في حشيش محشش ..
حشاش يا أخا الحشيش ..
حشش على تحشيش محششنا القديم ..
سوريا الله حاميا
jesus i trust in you
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04958 seconds with 11 queries