عرض مشاركة واحدة
قديم 30/03/2007   #2
شب و شيخ الشباب tiger
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ tiger
tiger is offline
 
نورنا ب:
Mar 2006
المطرح:
الجنة
مشاركات:
2,700

افتراضي تكملة ...


إنها الفرقة التي أبعَدَها الغزالي عن كلِّ اسم حصري، إذ دعاها "صفوة الصوفيين".
في لقاءٍ تناوَلْنا خلاله موضوعًا مجاوِرًا لموضوعنا اليوم، سألني أحدُهم تعليقًا على منطق من هذا النوع: "أهذا فلسفة دين أم وحدة وطنية أو اجتماعية أو إنسانية؟" كان كلام صاحبنا منطلقًا مما أسمِّيه "الغلواء الإلغائية"، وهي نزعة عقائدية منغلقة ومتطرِّفة، يرى دعاتُها أنهم وحدهم في الحق وسواهم في الباطل، أو أنهم في الحق كلِّه وسواهم في جانب منه وحسب.

بعد هذا تتفاوت ردودُ الفعل تجاه الآخر: فمنهم مَن يقبله بهدف إقناعه وكسبه إلى جانبه، أي إلى "الحق" في اعتقاده؛ ومنهم مَن يقبله على مضض لأن النظام الاجتماعي يقتضي شيئًا من "التضحية"، ربما على رجاء يوم تزول فيه ظروفُ هذه التضحية؛ ومنهم مَن لا يقبل هذا الآخر أبدًا، بل يجرِّد نفسه لمحاربته بالوسائل كلِّها. صحيحٌ أن هناك "تنوعات" أو أنواعًا للتجربة الدينية، كما قال وليم جيمس قبل ما يزيد على القرن، لكن هذا النوع يجعلنا ندرك لماذا بات العديد من العلماء السلوكيين يربطون الدين بالعُصاب neurosis على الصعيد النفسيِّ وبالتعصُّب على الصعيد الاجتماعي، كما يجعلنا نتلمَّس بعض الدوافع لابتعاد كثيرين اليوم عن الأنماط الدينية التقليدية، ربما ليستمدَّ بعضُهم عُصابَه وتَعصُّبَه من مصادر أُخرى، بل من "أوثان" أُخرى!

صحيحٌ أن الآخر، بمعنى من المعاني، هو كلُّ مَن ليس "نحن"؛ لكن الآخر، بمعنى أعمق، هو كلُّ مَن ليس "أنا". أما القبول الناضج للآخر فيعني رعاية حقوقه، وفي رأسها حرِّيته وكرامته وحقُّه في الاختلاف، وإنْ كان ينتمي اسميًّا إلى كلِّ الجماعات التي أنتمي إليها؛ كما يعني إدراكي، في الوقت نفسه، أن ثمة هوية واحدة بين البشر، على اختلافاتهم كلِّها، بحُكم كونهم بَشَرًا.

قبول الآخرين يعني رعاية حقوقهم، في إطار التنوُّع ضمن الوحدة والوحدة ضمن التنوُّع. أوَليستْ رعايتُنا حقوقَ الإنسان هي الوجه الأساسي من "الرعاية - إنْ شئنا استعارة كلام الحارث المحاسبي، المفكِّر الصوفي الكبير - لحقوق الله"؟!



اديب صعب

في البدء لم يكن اول افعال الله انتشارا نحو الخارج , , بل طي , انقباض .....

في البدء لا بد ان الله انسحب , انطوى , ميسرا بذلك ولادة العالم .....

في البدء كان الكلمة .....

مملكتي ليست من هذا العالم .....
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.07817 seconds with 11 queries