14 كانون الأول
لكل منا فكرته الخاصة عن الله و لكن قد لا نعبر عنها كلنا بالكلمات عينها . بيد أن فهمنا لله ليس عقلانياً بالدرجة الأولى ، و نحن لا نعرف المصدر الحقيقي لمفهومنا له . و لكن لهذا المفهوم تأثيراته العميقة في حياتنا . فهو قد يدفعنا إلى الأمام أو يشدنا إلى موقف متردد أو متحجر . نحن نقرأ في سفر التكوين أن الله خلق الإنسان على صورته و مثاله ، و لكننا نحن أيضاً نخلق في أذهاننا صورة لله هي على صورتنا البشرية و مثالها . و هي تأتي نتيجة تفاعلات عناصر متعددة فينا : آراء الأهل و مدرسي الدين و اختباراتنا الشخصية و علاقاتنا بمَن هو منا في موقع السلطة . . . كل هذه تجعلنا نخلع على الله أدواراً مختلفة : فهو يوماً شخص عيل صبره ، و يوماً آخر شخص مترفع عن قضايا البشر ، و صور أخرى متعددة نُخالها فيه و هي بعيدة كل البعد عن حقيقته .
و الحقيقة أن الله محبة ،
تلك هي طبيعته و هذا ما تعلمنا إياه الكتب المقدسة . و حب الله يفوق كل فهم و كل تصور و أن أمراً واحداً تعرفه و هو أن كل ما يصدر عن الله إنما أساسه الحب .