عرض مشاركة واحدة
قديم 19/07/2006   #7
شب و شيخ الشباب krimbow
أميـــــــــ
 
الصورة الرمزية لـ krimbow
krimbow is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
damscus-syria
مشاركات:
4,822

افتراضي الفصل السابع: المناورة


الفصل السابع من كتاب 'فن الحرب'

المناورة* «» Maneuvering

ترجمة وإعداد: رءوف شبايك 1
قال سون تزو:
في الحرب، يتلقى القائد العسكري أوامره من الحاكم المدني.
[نلاحظ هنا اختلاف النموذج غير العربي في الحكم، إذ على مر التاريخ العربي دائماً ما نجد الحاكم العسكري هو الحاكم المدني (الفعلي) وهو القائد الأعلى وهو الأمير كبير العائلة وهو الملك السلطان وهو كل شيء، ولربما مرد ذلك كثرة الخيانات والثورات والاغتيالات التي جاءت من أفراد عسكريين كان يفترض بهم حماية دولهم لا أن يدمروها بأنفسهم تحت مسميات أخرى (اشتراكية، تحررية، ثورية) أثبت التاريخ أن ضررها على المدى الطويل كان أكثر من ضرر المحتل-المترجم].

2
ما أن يجتمع الجيش ويبدأ في تعزيز قواته، فعلى القائد مزج كل هذه العناصر المختلفة معاً والعمل على انسجامها مع بعضها قبل أن يضرب معسكره (الانسجام ما بين الرتب العليا والدنيا أمر محتم وحيوي قبل دخول ميدان القتال – ويذكر التاريخ الصيني أن سون تزو أكد قائلاً: "كقاعدة عامة، على من يشن الحرب التخلص من أي اضطرابات داخلية قبل أن يهم بمهاجمة عدو خارجي").

3
بعد ذلك يأتي دور المناورة التكتيكية، التي لا يوجد ما هو أصعب منها، وسبب صعوبتها أنها تتطلب تحويل المُخادع المُراوغ غير المباشر إلى مباشر، وتحويل ما هو ضدك لكي يعمل لصالحك (أي أن تسبق العدو في اقتناص الفرص لصالحك).
[هذه الجملة من أكثر كلام سون تزو غموضاً، وهو أمر يهواه بلا شك في كتاباته، ويحاول المعلقون توضيح الأمور فيقولون: حاول أن تبدو وكأنك على بُعد مسيرة طويلة، ثم اقطع المسافات الطويلة بسرعة واحضر إلى ميدان المعركة قبل العدو، اخدع العدو بمظهرك المتكاسل الخامل، حتى يخبو حماسه وتفتر همته فيكثر إهماله ويتروى طويلاً بينما أنت تقطع المسافات جرياً تسابق الريح العاصف].

4
بالتالي فإن أخذ الطريق الدائري الطويل، بعدما تكون قد أغريت العدو وأغويته فحاد عن طريقك، ورغم أنك بدأت المسير متأخراً عنه - إلا أنك تبلغ هدفك قبله، ما يدل على معرفة وإلمام ببراعة التحييد.

5
المناورة بالجيش أمرُ له مزاياه، لكن المناورة بالأعداد الغفيرة غير المنظمة أمرُ له مخاطره الشديدة. (المردود الناتج من القيام بالمناورات يعتمد في الدرجة الأولى على القائد العسكري وكفاءته الإدارية التنظيمية).

6
إذا قمت بتحريك جيش بأكمله بعدته وعتاده كاملين من أجل انتهاز فرصة ما، فالاحتمال الأكبر أنك ستصل متأخراً جداً. من الجهة الأخرى، إذا فصلت رتلاً عسكرياً خفيف الحركة لذات الغرض فالأمر سيتضمن التضحية بعتاد ومئونة هذا الرتل الذي سيتركها خلفه. (لا يشجع سون تزو السير لمسافات طويلة بدون مؤن كافية).

7
بالتالي، إذا أمرت رجالك بالتشمير عن سواعدهم وأجبرتهم على السير المتواصل ليلاً ونهاراً بدون أي راحة، قاطعين ضعف المسافة المعتادة التي كانوا ليقطعونها في السير السريع (100 وحدة مسافة** ليِّ) فإن قادة فرق جيشك الثلاثة سيقعون في يد العدو.

8
سيكون الرجال الأقوياء في المقدمة، ومنهكو القوة خلفهم، وبذلك سيبلغ عُشر جيشك مقصده. (المقصود هو ألا تدفع بجنودك مسافة مائتي وحدة مسافة من أجل اكتساب ميزة استراتيجية، سواء كانوا يحملون أمتعتهم ومئونتهم أم لا، فمثل هذه المناورات يجب تقييدها بالمسافات القصيرة، فلا تضحي بكل شيء من أجل السرعة – ما لم تكن تنسحب).

9
إذا سرت 50 وحدة مسافة ليِّ من أجل أن تناور العدو، فستخسر قائد فرقتك الأولى (من شدة التعب) وسيبلغ نصف رجال الفرقة المكان المطلوب منهم الوصول إليه.

10
إذا سرت 30 وحدة مسافة ليِّ للسبب ذاته، فسيبلغ ثلثي رجال الفرقة المكان المطلوب منهم الوصول إليه. (هذا المثال للدلالة على مدى صعوبة المناورة بالجيش).

11
يمكننا أن نأخذه كأمر مسلم به أن الجيش يضيع بدون قطار الأمتعة، ويضيع إذا حُرم من المؤن، ويضيع إذا حُرم من قاعدة التموين. (يرى المعلقون أن المقصود هو كل شيء من ذخيرة وسلاح وطعام وشراب ووقود وعلف الخيالة ودواء ...).

12
لا يمكننا الدخول في تحالفات حتى نكتسب خبرة بطبيعة تضاريس جيراننا من الدول والمقاطعات المجاورة.

13
لسنا في حالة تؤهلنا لقيادة الجيش في مسيرة حتى نألف وجه الأرض: جبالها وغاباتها، أجرافها ومخاطرها، مستنقعاتها وأحراشها.

14
لن نصبح قادرين على أن نحّول المزايا الطبيعية لصالحنا ما لم نستفد من المرشدين المحليين.

15
في الحرب، تدرب على الخداع والاختفاء تحت مظاهر وأشكال خادعة وسوف تنجح.

16
القرار بتركيز أو تقسيم القوات يجب اتخاذه وفقاً لظروف المعركة.

17
كن مثل الريح، سريعاً لا تترك الأثر، وكن مُحكمًا (وحدة واحدة متشابكة) مثل الغابة. (يرى المعلقون أن المقصود هو أن تبقى الرتب والصفوف منتظمة عند المسير ببطء، تحسبًا لأي هجوم مباغت).

18
عند الإغارة والسلب، كن مثل النار الملتهبة، راسخاً مثل الجبل الشامخ. (الأخيرة المقصود منها عندما تتمسك بموقع يحاول العدو إخراجك منه، أو حينما يحاول العدو جرك إلى فخ نصبه لك).

19
اجعل خططك مبهمة مثل قطع الليل المظلم لا سبيل لفهمها (من الغير لا من رجالك)، وعندما تتحرك، كن خاطفاً مثل صاعقة السماء.

20
عندما تسلب الأرياف، اجعل الغنائم توزع وتقسم بين رجالك (يكرر سون تزو المرة بعد المرة ضرورة تقسيم الغنائم بين الجنود بالعدل)، وعندما تحتل أراض جديدة، قسّمها إلى قطع يستفيد منها الجنود. (يزرعونها ويحصدون غلتها).

21
فكر ملياً وبتمعن وتأنى قبل أن تتحرك خطوة واحدة.

22
سيقهر من تعلم براعة ومهارة الخداع بالمظاهر، فهذا هو فن المناورة.

هنا حيث ينتهي الفصل السابع من كتابات سون تزو، ويأتي بعده بعض الملاحق والملاحظات، والتي تبدو وكأنها مستقاة من كتاب حربي آخر يسبق كتابنا هذا، ولا نجد اختلافاً واضحاً في أسلوب كتابته عن أسلوب سون تزو، على أن المعلقين لم يطرحوا أي تساؤلات عن مدى مصداقية هذه الملحق، كما لم يخبرنا المعلقون أيضاً الكثير عن هذا الكتاب الملحق، فمنهم من وصفه بأنه كتاب عسكري قديم، ومنهم من قال أنه كتاب قديم عن الحرب.</B>

23
يقول كتاب إدارة الجيوش:
في ميدان المعركة، لا تذهب الكلمة المنطوقة بعيداً بما يكفي، لذا وجب التأسيس لاستخدام الطبول والأجراس، كما لا يمكن رؤية الأهداف التقليدية بوضوح كاف، لذا وجب التأسيس لاستخدام الأعلام والرايات.

24
الطبول والأجراس والأعلام والرايات هي وسائل تساعد آذان وعيون الجيش على التركيز على نقطة واحدة.

25
بذلك يشكل الجيش وحدة واحدة متآلفة، تجعل الأمر مستحيلاً على الشجاع أن يتقدم بمفرده، وعلى الجبان أن ينسحب بمفرده، وهذا هو فن التعامل مع أعداد كبيرة من الرجال. (يرى المعلقون أن جُرم من يتقدم وحده يُعادل جُرم من يلوذ بالفرار من المعركة).

26
في القتال الليلي، استعمل بكثرة النيران والطبول، وفي القتال النهاري ركز على الرايات والأعلام، كوسيلة للتأثير على آذان وعيون جيشك.

27
يمكن سرقة الروح المعنوية من الجيش الكبير، ويمكن سرقة حضور القائد الكبير في عقول تابعيه.
(يقول المعلقون أن روح الغضب -إذا سادت في وقت واحد كل الرتب الكبيرة والصغيرة في الجيش- فلا يمكن مقاومة تأثيرها الكبير. عندما يصل جنود الأعداء إلى أرض المعركة فستكون روحهم المعنوية مرتفعة وهممهم كالجبال الشوامخ، وعليه فدورنا هو ألا نقاتلهم على الفور، بل ننتظر حتى تفتر عزيمتهم وتذهب همتهم، ساعتها نضرب بيد من حديد، وبذلك نسرق روحهم المعنوية منهم).

28
الروح المعنوية للجندي تكون في أقصى درجاتها في الصباح (بشرط حصوله على إفطار مقبول -تذكر حينما انهزم الرومانيون بجنود صائمين أمام رجال هانيبل الذين كانوا قد حصلوا على وجبة إفطار شهية) وتبدأ في وقت الظهيرة في الفتور، وفي المساء يكون تفكيره منصبًا على العودة إلى المعسكر.

29
لذلك، القائد الماهر يتفادى مهاجمة جيش روحه المعنوية مرتفعة، ويهاجمه عندما يكون عدوه كسولاً بليداً يميل إلى العودة من حيث أتى. هذا هو فن دراسة الحالات النفسية.

30
أن تبقى منظماً هادئاً، تترقب ظهور الفوضى والصخب والهرج والمرج في صفوف العدو – هذا هو فن رباطة الجأش والتحكم في النفس.

31
أن تكون بالقرب من الهدف بينما لا زال العدو بعيداً عنه، وأن تنتظر بكل راحة ويسر بينما العدو يعاني الأمرين، وأن تكون تغذيتك سليمة بينما العدو يعاني الجوع وقلة التغذية – هذا هو فن توفير الطاقة الذاتية.

32
أن تحجم عن اعتراض عدو أعلامه منظمة بشكل مثالي، وأن تحجم عن مهاجمة جيش يمشي في هدوء وبشكل ينم عن ثقة كبيرة في النفس – هذا هو فن دراسة الحالات والظروف.

33
من البديهيات العسكرية ألا تصعد مرتفعاً لتقابل عدواً، وألا تعترض طريقه عندما يهبط منه.

34
لا تطارد عدواً سريعاً يكاد يطير، ولا تهاجم جنوداً طبعهم حاد عنيف.

35
لا تبتلع طُعمًا قدمه العدو لك، ولا تعترض طريق جيش عائد إلى وطنه.

36
عندما تحاصر جيشاً، اترك له منفذًا ليهرب منه (ولا يعني هذا ترك العدو ليهرب، بل توحي له بوجود مخرج لبر الأمان، فتحرمه من شجاعة قتال اليائس من النجاة، بعد ذلك اطحنه بقواتك) ولا تضغط بشدة على عدو يائس.

37
هذا هو فن الحرب.

* تعريف المناورة: التحرك والتصرف بطريقة تسلب الغريم من أي ميزة اكتسبها. قتال جيش كبير بالعدد القليل أمر مستهجن، لكن الهجوم على قطاع/جزء/فصيل منه لك عليه ميزة فهذه هي المناورة.
** وحدة قياس المسافة في اللغة الصينية تسمى LI ليِّ مثلما نستخدم نحن المتر والميل.

عندما تتأجج نار التحششيش .. تنأى الحشائش بالحشيش الحشحشش ..
وحشيشة التحشيش .. عمر أحشش ..
حش الحشائش في حشيش محشش ..
حشاش يا أخا الحشيش ..
حشش على تحشيش محششنا القديم ..
سوريا الله حاميا
jesus i trust in you
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.08909 seconds with 11 queries