عرض مشاركة واحدة
قديم 29/07/2008   #36
شب و شيخ الشباب achelious
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ achelious
achelious is offline
 
نورنا ب:
Oct 2006
المطرح:
الغدّ
مشاركات:
2,008

افتراضي نشوة


منتصف الليل بعينين متوحشتين وشعر أشعث ، اقتحم ميتيا كلداروف شقة والديه ودخل جميع الغرف بعنف كان والداه على وشك أن يأويا إلى فراشهما وكانت أخته قد آوت فعلا الى فراشها وهى فى الصفحة الأخيرة من روايتها وكان إخوانه التلاميذ نائمين
- من أين أتيت؟
- سأله والداه متعجبين
… هل أصابك مكروه ؟
آه , لا أدري من أين ابدأ, أنا منذهل , منذهل تماما! انه شئ لا يصدق بتاتا
انفجر ميتيا ضاحكا وتهاوى على كرسي ذي ذراعين وقد غلبة السرور
شئ لا يصدق ! لن تصدقوه أبدا . انظر الى هذا
قفزت أخته من فراشها وهرعت إليه وقد لفت نفسها بالبطانية . واستيقظ التلاميذ
هل حدث مكروه ؟ تبدو فظيعا
أنا سعيد جدا يا أمي. هذا هو السبب. الان كل الناس فى روسيا يعرفون عني . كلهم . حتى الان , كنت تعرفون بوجود كاهن من الدرجة الرابعة عشرة ديميترى كلداروف , أما الان فالكل في روسيا يعرفونني.
يا إلهي , . يا أماه
قفز ميتيا وقف وجال راكضا فى كل غرفة ثم عاد فجلس ثانية
- ألن تخبرنا بماذا حدث, بربك!
- آه، إنكم تعيشون هنا كالبهائم إنكم لا تقرأون الصحف، ليس عندكم أي فكرة عما يحدث ، والصحف مليئة بمثل هذه الأشياء الجديرة بالاهتمام. حال حدوث أي شئ ، يعلنونه للناس جميعا ، تجدونه مكتوب هناك بوضوح . يا الهى أنا سعيد جدا المشاهير من الناس فقط تظهر أسماؤهم فى الصحف ، ثم فجاءة يذهبون ويطبعون قصة عني!
- ماذا ؟ أين؟!
شحب لون الأب. رفعت الأم بصرها الى الأيقونة ورسمت علامة الصليب على نفسها. قفز التلاميذ خارجين من أسرتهم وركضوا إلى أخيهم الأكبر ولم يكن يغطي أجسامهم سوى قمصان نومهم الصغيرة والقصيرة
- لقد فعلوا ذلك عنى. أنا الأن معروف فى كل أنحاء روسيا. احتفظوا بهذه النسخة ، يا أمي ، ونستطيع الان أن نخرجها بين وقت واخر ونقرأها. انظروا!
سحب ميتيا الصحيفة من جيبه وسلمها الى والده وغرز إصبعه على عبارة محاطة بقلم ازرق
– اقرأها بصوت عال
وضع الأب نظارته على عينيه
- هيا اقرأ
رفعت الأم نظرها الى الأيقونة ورسمت علامة الصليب على نفسها
تنحنح الأب ثم بدأ
- فى التاسع والعشرين من كانون الأول ، وفى الساعة الحادية عشر مساء ، كان الكاهن من الدرجة الرابعة عشر ديميترى كلداروف
-رأيتم؟ رأيتم؟ استمر يا أبي
- … كاهن من الدرجة الرابعة عشر ، ديميترى كلداروف ، وهو خارج من الحانة الواقعة فى الطابق الأرضي من عمارات كوسخين فى شارع برونايا الصغيرة وفى حالة من السكر ــ
- كنا أنا وسيميون بتروفيتش . لقد ذكروا كل التفاصيل استمر والان استمعوا الى هذا الجزء من القصة
ولما كان فى حالة من السكر زلت قدمه وسقط أمام حصان العربة الذى يعود الى ايفان كنوتوف وهو فلاح من قرية بميكينو فى مقاطعة ينوف ، الذي كان واقفا في تلك البقعة. إن الحصان الخائف بعد أن داس على كلداروف وجر فوقه الزلاقة التى كان يجلس فيها ايفان لوكوف وهو تاجر من الصنف الثانى فى موسكو اندفع نازلا الى الشارع، إلا أن بعض مستخدمي الزريبة امسكوا به قبل فراره . ولما كان كلداورف لأول وهلة في حالة من فقدان الوعى أخذ إلى مركز الشرطة وقام الطبيب بفحصه. إن الضربة التى تلقاها كانت على مؤخرة رأسه ــ
- لقد ارتطمت رأسي بعريش العربة ، يا أبي استمر ، اقرأ الباقي
_ …… التى تلقاها على مؤخرة رأسه ، اعتبرت على انها سطحية . وقد كتبت الشرطة تقريرا بخصوص هذا الحادث. وأعطيت الإسعافات الطبية للمصاب ــ
- لقد مسحوا مؤخرة رأسي بالماء البارد انتهى؟ والان ماذا تقولون فى ذلك ، ها ؟ سينتشر هذا فى كل أنحاء روسيا ، الان . أعطني إياها
يختطف ميتيا الصحيفة ويدسها فى جيبه
- يجب أن أسرع واريها لآل ماكروف . ثم لآل ايفانتسكى ونتاليا ايفانوفا ، وانيسيم فاسيليتش لا استطيع الانتظار . وداعا
لبس ميتيا قلنسوته الرسمية مع عقدة شريطها ، وركض خارجا إلى الشارع وقد غمره الشعور بالثقة والسعادة والانتصار..


أنطون تشيكوف
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05427 seconds with 11 queries