عرض مشاركة واحدة
قديم 24/05/2009   #6
شب و شيخ الشباب جاد81
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ جاد81
جاد81 is offline
 
نورنا ب:
Dec 2008
المطرح:
lebanon
مشاركات:
706

افتراضي


كيف تولدت ظاهرة الحياة ،هذه الطفرة الإستثنائية في تاريخ الكون .و أين مكان الجدل في سيرورتها ؟ و هل من معايير تحكمها ؟
إن صعوبة هذه الأسئلة ترجع إلى أنها تـُطرح بعد مرور مليارات السنين على ظهور الحياة فوق كوكب الأرض ، إذ أن أقدم مستحاثات الكائنات الحية التي اكتشفت حتى الآن ، تعود إلى نحو3،5 مليار سنة . و يعتقد أن المعالم البدائية للحياة قد سبقت زمن هذه المستحاثات بما لا يقل عن نصف مليار عام .
و خلال هذه المليارات الطويلة ، تبدلت شروط الحياة على الأرض و تغيرت أشكالها و تنوعت تنوعا ً يصعب حصره ، بحيث أصبح تصور الظروف البدائية لنشأة الحياة و معالمها الأولى ضربا ً من الظنون .
و على الرغم من ذلك فإننا قادرون على تتبع خط معياري لسيرورة الحياة يبدأ من النقطة التي حققت فيها الطبيعة نقلة كيفية من الكيمياء اللاعضوية إلى الكيمياء العضوية ، و أتاحت فرصة الظهور لتلك المركبات العضوية التي شكلت فيما بعد لبنات الحياة ، كالحموض الأمينية والأسس النووية .
ثم كانت النقلة المعيارية الثانية ،حين نزعت المركبات العضوية الأولى ،أو فصائل منها إلى التجمع في بنى جزيئية أضخم هي البوليمرات( المكثورات )التي سوف تنشأ منها فيما بعد البوليمرات الثلاثة التي تسم ظاهرة الحياة في شكلها الراهن:
( الحمضان النوويان RNA.DNA و البروتين ).
كيف استطاعت تلك العناصر الكيميائية الميتة أن تعبر المعايير الثلاثة لتصير إلى متعضيات حية ؟ و ما هي الشروط البدائية لذلك التحول المبدع ؟ و في أي موطن أخصبت بذور الحياة ؟
ولكن كيف يستطيع الحوار الجدلي بين الكائن الجديد و البيئة أن يحدث تغييرا ً في المظهر يمكن توارثه...و هل سيرورة النشوء و الارتقاء لم تكن سيرورة خطية متصلة و متدرجة فحسب ،و انما كانت جدلا ً جياشا ً بين الإتصال و التقطع ، و أن ظهور الأنواع قد إرتبط إرتباطا ً و ثيقا ً بتحولات معيارية كيفية ،كانت خلاصة حوار متراكم بين الكائن الجديد و شروط البيئة.....

هكذا تدب الحياة على الدوام ، في كل بقعة من بقاع الأرض ، بثروتها التي لا تحد من الإيقاعات المتناغمة و التي تشكل ضمن الحشد العشوائي لأشكال المادة الحية و غير الحية و الاحتمالات اللامتناهية لتفاعل المصادفات و تضاربها ، أقنية بالغة الإنتظام تنسرب في مجاري مستقلة اصطفتها الطبيعة عبر الحوار المعقد لأشكال الحياة و البيئة المتغيرة ، لتولد في تفردها البديع و في اجتماعها الرائع ، سيمفونية الحياة الرائعة ...........

انظري خيط الدم ِ القاني على الأرض ، هنا مرَّ ، هنا انفقأت تحت خطى الجند عيون الماء و استلقت على التربة قامات السنابل
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05138 seconds with 11 queries