الموضوع: ثلاثائيات
عرض مشاركة واحدة
قديم 19/05/2009   #296
شب و شيخ الشباب yass
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ yass
yass is offline
 
نورنا ب:
Jul 2004
المطرح:
الآن... هنا
مشاركات:
9,461

افتراضي


-37-


الصباح


من عادات أهل الرقة الحبيبة أيام الصيف القائظ أن يبحثوا عن مكانٍ للجلوس و الـ"تعليلة" مفتوحٌ على جهة الغرب لاستقبال النسمات القادمة من هذه الجهة, و التي تحمل قليلاً من الرطوبة و الانتعاش بعد يوم ٍ طويل من الحرّ الخانق, و تركت هذه العادة المتجذرة بصمتها في الشعر و الغناء الشعبي الفراتي عندما يبحث العاشق عن نظرة من حبيبته تنعش قلبه المحترق بنيران الشوق كالذي "يترجّى الغربي" في أمسيات الصيف (و هنا تأتي كلمة "يترجى" بمعنى يبحث أو يتمنى, و ليس بالمعنى الحرفي للكلمة في العربية الفصحى).

يبدو حال العرب اليوم و كأنهم "يترجّون الغربي" جميعاً, و لكنهم لا يبحثون عن نسمة منعشة كجيران الفرات و إنما يتسقطون الأخبار القادمة من واشنطن, قلب العروبة النابض, و ينتظرون على أحر من الجمر أخباراً عن اجتماع أبو حسين الأوباما مع بينيامين نتن ياهو.

لا أدري ماذا ننتظر... هل يا ترى نتوقّع أن يستشيط أبو حسين غضباً من نتن ياهو و تعنّته و وقاحته و يخلع حذاءه و يصفع به رئيس الوزراء الصهيوني؟ يجب ألا نتمنى أن يحدث هذا لأنه إن حصل فسيجلب المشاكل لأبو حسين مع جمعية الرفق بالأحذية, و نحن لا نريد المشاكل لحبيبنا أبو حسين.

إن أقصى ما يستطيع العرب انتظاره من أوباما اليوم هو أن يحاول أن ينوّه لنتن ياهو أن عليه أن يفاوض العرب, و هذا الأمل الأقصى يجد إجابة سريعة و بديهية, فأولاً سيجيبه نتن ياهو بسؤال آخر: "لماذا أفاوض للحصول على شيء قد حصلت عليه منذ الآن و "مع حبّة مسك" من دون أن أقدّم أي تنازلات؟"
و لذلك, و بالنظر إلى الاحتمالات الموجودة, أنصح الإخوة الأعزاء بإطفاء أجهزة التلفاز و البحث عن مكان "مفتوح على الغربي" لقضاء أمسية منعشة بعد القيظ الذي بدأ يسود بعد انتصاف أيار..

و عيني يا موليّـــــا..



الظهر

أعلم أن الأمر قد تكرر حتى الملل.. لكنني أشعر بالأسى كلما قرأتُ تصريحاً لعمرو موسى, لأنني أرى في الرجل تجسيداً للاحتضار الذي نعيشه في كلّ ما يقول و يفعل.

صرّح السيد الأمين العام لجامعة الدول العربية اليوم بأنه "لن يكون هناك بديلٌ للسلام إلا المقاومة" ضمن فعاليات ندوة "صانعي السلام" على هامش فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي في الأردن.

أجد صعوبةً جمّة في فهم الجملة, فمن حيث المبدأ هي صحيحة المعنى و اللفظ, و لكن... ما مكانها من الإعراب الآن و هي خارجة من عمرو موسى؟

ليست المقاومة بفكر و لا حتى بأسلوب حياة, بل أنها, كمعناها اللغوي, رد فعل على فعل, إنها حقّ بني البشر في الدفاع عن حقهم بالحياة الحرّة الكريمة في وجه الظلم و الاعتداء, و هذا أمر طبيعي و مفروغ منه, و لا يمكن القبول بإمكانية وجود سلام في ظل سياسات الخنق و الحصار و القتل و التدمير التي يعاني منها الشعب الفلسطيني بأكمله, و ليس فقط في غزّة, و على هذا الأساس فإن للشعب الفلسطيني حق مقاومة المعتدي الغاشم.

لا يولد الإنسان ليكون مقاوماً, بل يولد ليعيش طفولته, ليتعلّم و يشب و يكبر.. ليعمل و يعشق و يسعد, و هو يتحوّل إلى مقاوم ليقف بوجه من يحاول أن يمنعه من ممارسة كل ما سلف.

إن كان عمرو موسى يعتقد بوجوب المقاومة عند غياب السلام فلماذا غطّى المشاركة العربية في تجريم المقاومة الفلسطينية و حقها بالوجود؟ هل كان دعم المقاومة يتمثّل بالجلوس المهين بجانب مجرم حرب مثل شمعون بيريز في الوقت الذي كانت أطنان القذائف تتساقط على الأبرياء؟

حتى لو ذهبنا إلى محاولة فهم أنه لا يملك قوّة تنفيذية لدعم المقاومة المسلّحة فإننا لن نجد أنه دعمها في شيء, فالجامعة العربية وقفت تتفرّج على المجازر و تصفّق بشكل كوميدي لعبارات التضامن القادمة من وراء البحار..

ماذا فعلت الجامعة العربية لفضح جرائم العدو الصهيوني؟ كم خصصت من ميزانيتها للمقاومة الإعلامية ضد تيار الكذب و البروباغندا الصهيونية في العالم أجمع؟

لا شيء...

سكتتَ دهراً و نطقتَ كفراً يا سيادة الأمين العام... عساك تبقى صامتاً دهراً آخر.. أو دهرين



العصر

لديّ صديقٌ مغرمٌ بالسياحة حول العالم على طريقة "السياحة الرخيصة", أي الابتعاد عن المقاصد السياحية الشهيرة و البحث عن "شيء مختلف", دون كلفة مادية كبيرة, فقط حقيبة خفيفة و كثيرٌ من المعلومات عن البلد الذي سيذهب إليه, دون الاعتماد على الشركات السياحية و سياحة الأفواج, و هو الآن بصدد التحضير لرحلة الصيف, و قد كان محتاراً بين السفر إلى اسطنبول ثم القيام بجولة في المنطقة الغربية من تركيا أو زيارة سوريا و لبنان, و لذلك فقد بدأ في البحث في المجلات و المواقع المختصّة بهذا النوع من السياحة, و الذي تزداد شهرته على حساب "سياحة الفنادق" بسبب الأزمة الاقتصادية و أيضاً لنزعة البحث عن شيء مختلف عن المعتاد.

أطلعني منذ يومين على كلّ المعلومات التي حصل عليها بخصوص إمكانية زيارة سوريا بهذا الشكل, و الحقيقة أن كل النشرات التي طبعها تحمل تقريباً نفس الانطباع حول سوريا و تجمع على أن سوريا ليس البلد الأمثل للزيارة بهذه الطريقة.

أغلب النشرات تتحدّث عن سوريا كبلد سياحي جميع و غني بالمواقع الجغرافية و الأثرية, و تشير إلى تميّز سوريا بتنوّع جغرافي يجعلك تستطيع في يومٍ واحد, أن تكون في وسط البادية, في تدمر مثلاً, و بعد ساعات قليلة تستمتع بزيارة غابات منطقة كسب, لكن جميع النشرات تتحدّث عن رداءة البنية التحتية السياحية مقارنةً بدول عربية أخرى مثل تونس, فحسب هذه النشرات فإن الإدارة السياحية تدعم سياحة الأفواج و المجموعات على حساب السياحة الفردية التي لا تلقى أي اهتمام يذكر, و لا يترك التعامل مع الشركات المنظّمة لزيارات الأفواج أثراً طيباً على ما يبدو, فحسب سائحة كندية تركت انطباعها مكتوباً في أحد المواقع المختصة فإن موظفي الشركات يتعاملون مع السائح الأجنبي و كأنه "فاحش الثراء و غبي في الوقت نفسه", و ينتقد الخبراء كذلك أن سوريا تعاني من نقص فنادق متوسطة الجودة, فإما الفنادق الفخمة من طراز الخمس نجوم و إما فنادق متواضعة جداً.

ينتقد الخبراء كذلك ( و أقصد بكلمة الخبراء النقّاد السياحيين, و هم أشخاص يعملون لصالح المجلات و الدوريات السياحية أو مكاتب السياحة و السفر و يقومون بزيارة بلد ما لمعرفة نقاط ضعفه و قوته و مدى جاذبيته السياحية) الغلاء في سوريا, فيقولون أنه بمقارنة سويّة معينة من الجودة في المطاعم و الفنادق و المرافق فإن زيارة دمشق أغلى من زيارة براغ أو بودابست, و تكاد تكون بنفس درجة غلاء فيينا.

من الأمور الجيدة التي تشير إليها هذه التقارير هو الإجماع على أن سوريا بلد آمن للزيارة, على عكس الفكرة المسبقة التي قد تكون موجودة لدى المواطن الغربي حول بلد شرق أوسطي, و أنه باستثناء حوادث نشل اعتيادية تحدث في كل المناطق السياحية حول العالم فلا توجد أخطار على السائح.

أعتقد أن الإمكانيات السياحية لسوريا واضحة بشكل لا داعي للإشارة إليه, و أعتقد كذلك أن الأمور التي ينتقدها مسوّقو السياحة هي أخطاء سهلة المعالجة و ليست بنيوية و يجب الالتفات إليها لدعم قطّاع حيوي كهذا..

و عمـــــــــــــــــار يا بلد...



المغرب

" في المحصّلة, ليس الموت إلا دليلاً على وجود حياةٍ قبل حدوثه"

غاب عن العالم, مساء الأحد, قائل هذه الجملة, الأديب ماريو بينديتي, رمز الأوروغواي و أحد أعمدة الأدب العالمي في القرن العشرين بعد 88 عاماً من الإبداع و الالتزام بقضايا شعوب أميركا اللاتينية.

على مدى عقود طويلة زيّن قلم بينديتي الساخر و الحزين و المتفاءل بالوقت نفسه فنون الشعر و الرواية و القصة القصيرة, و إلى جانب الأدب تميّز الراحل بدفاعه المستميت عن قضايا شعوب قارته و انخرط في العمل السياسي و الفكري المتواصل في سبيل الحصول على حياة أفضل لملايين المسحوقين تحت جزمات الانقلابيين و بوارج المصالح الإمبريالية.

ذاق السجن و المنفى, و عانى الملاحقة على مدى سنوات عديدة, ليعود إلى بلده مع فجر الحرية و الديمقراطية ليستمر في إبداعه الذي لم يتوقّف حتى لحظة موته.

قيل أن أفضل طريقة لتكريم أديب راحلٍ هي إعادة قراءة ما كتب, فجزء من حياته ستبقى مقيمة في سطور الحبر.. حتى لو غاب الجسد تحت التراب, و لذلك أترك لقرائي الأعزاء رابط موقع موسوعة "أدب" للشعر العالمي, و الذي يحتوي على خمس عشرة قصيدة للراحل الكبير (اضغط هنا).

قد يجف الحبر, لكنه لن يمحى... و لن ينتهي



الليل

تدخل أفكاري أحياناً في متاهات اللفظ و اللسان, لكنها سرعان ما تهرب من الضياع عندما ترى ضوءك الساحر مشيراً إلى طريق الخروج...



Yass

أبو مـــــــــ1984ـــــــارال
خبز,, سلم,, حرّية

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05398 seconds with 11 queries