اليوم إذن يا سيد الصمت ،..
أحد أيام ميلادي ،..
أتذكر يوم جئتكَ في يومكَ ،..
و بكيت أمام بابكَ بصوت الشوق في حنجرتي ،..
و تراكمت الغصات على بعدكَ قمة القصبة ،..
حتى !
سددت مجرى النفس بانتظار أن تأتي لأشاركك أنفاسي ،..
و هبطت طائرتي على أرضك ،..
و حللت بلدانا و جلت أوطانا لأجلك !
و قلت يا خفقي ها هو ذا سيد القلب أتى يوم ميلادهـ ،..
يا قلبي غنّ له ،..
[ كل عام و أنت سيد قلبي ] ،..
يا عيني ابكي له ،..
[ كل عام و أنت بروحكَ قربي ] ،..
يا روحي زغردي له ،..
[ كل عام و أنت فرحي ] ،..
و بكيت ،..
و كم كنت معكَ أدمع !
حدّ أني صرت البحر و صرت عاشقه !
فيا عاشق البحر ،..
فاض الكيل و اكتوت بنار الفيض أنهار الأسى ،..
و الدمع لفّ الصمت و الصمت كفاهـ الجفا ،..
آهـ لما قد فاض غاص في قلبي و للناس خفا !
تحلف بالله ! [ صدقك ] !
و أحلف بالله ! [ ألمي ] !
فمتى ..
يمنّ عليكَ الوهــّــاب بالــ [ رحمة ] !
أقسم !
لا أريد حبــّك !
أريد فقط !
[ الحقيقة ] ،..
و إن كانت الحقيقة شيئا ثقيلا !
أريد أن أكذبني و أصدق أمي ،..
أخونني و أنصر قلبي ،..
و لكني ،..
ما رأيت إلا طيفك ،..
و أضغاث رجل ينادي يا طفلتي أنا ها هنا !
أتلفت يمنة و يسرة كظامىء وسط صحراء واحتها كفؤاد أمّ موسى [ فارغة ] !
فمتى تمطر بالصدق إن كنتَ كما بالله تحلف !
و متى تتوب إن كنت كما عقلي يقسم !
متى ؟
بعض القرارات يستلزمك عمرك بأكمله لتنفيذها ،..
و بعضها الآخر تحتاج أنفاسك كلها لمجرد اتخاذها ،..
و رب الكعبة !
لو كنت آخر رجال الكون ، لم أعد أريدك !
|