مُواطِنون درجة أولى وَ ثانية وَ ثالثة وَ رابعة
أطباء وَ مُهندسون .. فلاحون
الطبقة العامِلة وَ المؤقتة وَ الدائِمة
مُلاك أراضي وَ عقارات .. بورجوازيون !
صِغار كَسَـبة , عُشـاق وَ أنصاف عُشـاق
أناسٌ بـِ أشـكالهم المُتعددة الشُـقر وَ السُـمر , طفيليون وَ غيرهم ..
كُل هذهِ الشَـرائح الجَميلة في بلادي باتَ شُـغلها الشاغل بعدَ ان ارتاحت مِن تعريفِ العولمة
هوَ امتلاك " سيارة " !
و لإنجاز هذا الحُلم الشـرق أوسَـطي
أوجدنا مَدارس لتعليم قيادة السَـيارات وَ باتت مَصدراً وَ طنيا ً رهيبا ً !
بعدَ أنْ أصيبَ مُجتمعنا بـِ الهِيسـتيريا الجَماعية لـِ تحقيق هذا الحُلم
. . . " السيارة " . . .
فعجّت المَصارف بـِ المُراجعين وَ الحالمين بـِ الحُرية !
وَ كُلما أُدخِلَتْ سَـيارة جَديدة لـِ شـوارعنا العَريضة جداً
كُلما خسِـرنا جزءاً مِن مَسـاحة شَـوارعنا المَشـغولة سَلفاً
ما يحدثُ يا سادة في هذا المُجتمع الرشيق شَيءٌ يُشـبه ُ تماماً مَرض " الهسـتيريا الجَماعية "
فـَ صَديقي أبو سارة الذي كانَ مَشغولاً بـِ مُحاربة الرذيلة وَ الإنتهازية وَ الإرهاب أيضاً !
يُمضي حَديثه ُ اليومي مَعي هذهِ الأيام في تعدادِ مزايا السَـيارة وَ استخداماتها الخفية !
مُوجهاً حديثه ُ وَ نصائحه ُ دائماً نحوي كَوني " غشيم "
وَ لا ينسى أحمد بيك هذا المُنسق اللطيف أيضاً أن يُعلمني جوهر الحُرية التي جاءتْ بها سيارتهُ " الجوهرة "
وَ يشـرحُ لي أيضاً بـِ اعتباري " لا أفهم "
" تخيل يا أبو النور قيمة أن تذهب إلى أيِّ مكان يخطر في بالك في أي وقت
دونَ أن تأكل هَمَ المواصلات "
وَ الآخر أبو سارة يتابع موافقاً بـِ هزة رأس بـِ عبارتهِ المُشـهورة
" وَ الله يا أبو النور ما كنا عايشـين أيام ما كان عنا سَـيارة "
وَ كلما ازدادَ عَددُ المُصابين بـِ الهسـتيريا الجَماعية
كلما انتفخت بطون تـُجار السَـيارات في بلادي وَ أغلقت بطونهم شَـوارعنا
وَ حتى لا يظن أحدٌ ما , أني أتكلمُ من موقع ِ الحَسـود أو من منطق عين ضيقة لا سَـمَحَ الله
أقولُ لكم اشـتروا ما تشتهون الله يزيد وَ يبارك يارب
لكن لي رجاء وحيد !
وَ هو أن لا تغلقوا يوماً شُـرفتي وَ مَدخلَ بيتي المُتواضع بـِ سَـياراتكم الفخمَة يا " أوادم "
" أعطني سـَريراً وكِتاباً تكونُ قد أعطيتني سـَعادتي "