عضو
-- مستشــــــــــار --
نورنا ب: |
Aug 2007 |
المطرح: |
جبين الشمس |
مشاركات: |
4,561 |
|
حقيبة سفر
حمل في حقيبته ما يكفي ليرد عنه أي إشعار لتأنيب الضمير
القرآن الذي أهدته له والدته,,,شال محبوبته,,,قائمة بأرقام هواتف رفاقه,,,,
ولم ينسى ذاكـ الحيز الذي حجزه في حقيبة سفره ليكون حضنا لكل ما كتب غسان كنفاني
من روايات ومسرحيات ومجموعات قصصية
أوليس غسان من أشعل في صدره أولى شرارات الثورة والنضال؟
(طرقات خفيفة)
- تفضلي أماه
*هل ما زلت مصرا على الرحيل؟
- بل ما زلت مصرا على الحياة,,مصرا على إيجاد نفسي على العيش بامان
* أمان!!
- أجل ,,,غريبة هذه الكلمة ففي قواميسنا ليس هناك سوى كلمة واحدة
تندرج تحتها كل مضامين حياتنا,,,الموت,,الموت فقط- وكأنكـ لست فراس الذي أعرف !!وهل هناكـ معنى للحياة بعيدا عن هذا الموت الذي ترفض؟
ام أنه الجبن بدأ يتسلل إليكـ ويسري في دمكـ؟
- هل تعلم نور أنكـ مغادر؟- أخبرتها ولكنها أصيبت بنوبة هستيرية فلم تسمح لي أن أتم كلامي
- هل أنت مقتنع بما أنت مقبل عليه يا ولدي؟- أماه,,لم يعد لديّ من حلول,,,جسدي غارق في دمائه لن يسمحوا لي بالحياة هنا إن لم أخن رفاقي وهذا فوق طاقتي,,, علي أن أختار العيش بلا خسائر
- إذن؟- بما أنكـ مصر خذ هذا
يمد يده كي يلتقط قطعة القماش ويتساءل
- ماذا بها؟ يتفاجئ عندما يجد بها خاتم خطوبتها,,,نور تلك الفتاة التي اجتمعت بها كل احلام الرجال ولم تختر سواه
- ولكن لماذا؟ألم نعاني الأمرين حتى وصلنا إلى هنا؟أنا سأسافر وسأعمل بشهادتي
وسأبعث لها كي نتزوج ألم تحسب لكل هذا حسابا؟- لم تقل لي أكثر من انها لن تتزوج غيركـ فراس المناضل الثائر ولذا لن تتزوج أبدا
- ما معنى ذلك؟- اسأل قلبك وسيجيبك ان كنت تعرف نور جيدا فلن يكذبك
- هكذا وبكل بساطة!
يستجمع قواه يمسح دمعة هاربة من طرف عينيه,,,يحتضن والدته
يقبلها على جبينها يحمل حقيبته تودعه بصمت ويخرج
ينظر في كل زاوية في كل شجرة يقرأ ما كتب على الحيطان على الحجارة يكتشف كم أن مدينته عالقة في كل خلية في جسده وبينما هو على اطراف قريته اشتعل المكان ما بين بنادق المناضلين ورشاشات الصهاينة
وبلا اي تفكير وبدون مقدمات قفل عائدا إلى منزله ليعيد حقيبته ويأخذ بندقيته ويلتحق برفاقه ويردد
الان ايقنت اني لا اكون بسواك إما ان نحيا سوية او لا معنى للحياة
تباً إننا جيل كامل من الانتظار .. متى نفرغ من الصبر .. و من مضغ الهواء ..
اتعرى من الجميع كي أجدني,,,,
فأضيع !!!!
حاولتُ أن أغرق أحزاني في الكحول، لكنها، تلك اللعينة، تعلَّمَت كيف تسبح!
|