[oliver68]

كاتب النص الأصلي : VivaSyria

مقدمة:

في مطلع العام 2006 وبعد أن أعلن إنشقاقه عن النظام السوري شكل عبد الحليم خدام مايسمى بجبهة الخلاص الوطني والتي ضمت إلى جانبه مكونين رئيسين وهما الإخوان المسلمين وبعض الفصائل الكردية "السورية !!!" وكان الهدف المعلن لهذه الجبهة هو إحداث تغيير ديمقراطي سلمي في سوريا...

وبنظرة تحليلة سريعة على أهداف هذه الأطراف من توحدها في هذه الجبهة نجد أن لكل منها هدف يختلف عن الأخر فعبد الحليم خدام كان هدفه إيجاد قوة فاعلة بزعامته تمثل شيئاً من مكونات الشارع السوري لعلمه أنه لايملك أي تمثيل شعبي أو سياسي في سوريا... أما "الإخوان" فكان هدفهم من الإنضمام لخدام إيجاد موطئ قدم في نظام حكم جديد كانوا يتصورون أن خدام قادر على الإتيان به وإستغلال الدعم السعودي السياسي والمالي لخدام حينها حتى يعيودوا وجودهم إلى الساحة السورية التي لم تنسى ثمانينات القرن الماضي وما إعتراها من إجرام من قبل الإخوان ومن رد قاس للنظام لم يميز بين مخطئ وبريئ فأحرق الأخضر واليابس... والأكراد كان هدفهم إستغلال وضع خدام حينها وحاجته إلى أي أحد يقف إلى جانبه من الشعب السوري حتى يظهروا "قضيتهم" إلى العلن ويشهرونها ضمن الزخم الإعلامي الذي أخذته قضية خدام حينها...

وإنسحب الإخوان:

عند بداية العدوان الإسرائيلي على غزة أعلن "الإخوان" تعليقهم لنشاطهم المعارض للنظام السوري وتركيز جهودهم على قضية الأمة الأساسية (حسب ماورد في بيانهم) لم أفهم حينها ماهو هذا النشاط الذي علقه الإخوان أو مالذي كانو يفعلونه بمعارضتهم طوال ثلاثين عاماً وسوف يعلقونه اليوم...لم أفهمها إلا صفقة من نوع ما أو تفاهم معين بين الإخوان والنظام خصوصاً بعد أن تناهى إلى مسامعنا جميعاً أنباء عن زيارة صدر الدين البيانوني إلى الدوحة وإجتماعاته المتكررة بالقرضاوي وبخالد مشعل واللذان تجمعهما علاقات جيدة بالنظام السوري لكنني فضلت حينها أن أفهم هذا "التعليق للنشاط" على أنه كما قالوا لتركيز الجهد على نصرة غزة وحماس التي يربطهم فيها علاقة بنيوية...

لم يطل أمد الشك وتوقف العدوان الإسرائيلي على غزة ولم يرفع الإخوان تعليقهم لنشاطهم المعارض الذي لم ولن نرجوا شيئاً منه يوماً...واليوم شهرين يعلن الإخوان إنسحابهم من تنظيم خدام "جبهة الخلاص" لعدم تفهم أطراف "الجبهة" لموقف الإخوان من تعليق نشاطهم "حسب بيانهم"... وبإنسحابهم هذا سحبوا من خدام ورقة هامة ألا وهي ورقة الإسلاميين ووجودهم في سوريا... هذا الإنسحاب الذي عزاه خدام لمفاوضات بين "الإخوان" والنظام كان ضربة قاسية لجبهة خدام المحكوم عليها بالفشل مسبقاً بسبب زعامة فاسد مرتزق كعبد الحليم خدام لها وإرتهانها لمحور إقليمي ودولي معين بدأ بالتغير وقد يتغير أكثر أو يعود إلى ماكان عليه.. هذا لايهم طالما أن هذه الجبهة الخدامية مرتبطة بالخارج فمن المؤكد أن أهدافها الوطنية قد إنعدمت...

وإنسحب الأكراد:

لم يستفق خدام من صدمته بإنسحاب الإخوان حتى صدمه الأكراد الصدمة الثانية والتي كانت القشة التي قسمت "ظهره" وأعلنوا إنسحابهم من جبهته أيضاً... أتى إنسحابهم بسبب إدراكهم المتأخر أن تحالفهم مع خدام لم ولن يفيد قضيتهم ولن يأتي لها بأي دعم من الشعب السوري وأن خدام ليس سوى ورقة لعبتها بعض القوى الإقليمية والدولية وأن هذه الورقة قد حرقت بعد أن أدت غرض الضغط المراد منها...

رسائل:

لــ خدام: لم تكن يوماً أملاً للشعب السوري بالإصلاح والتغيير ولن تكون لا من موقعك السابق كرأس فاسد من رؤوس النظام ولا من موقعك الحالي كمرتزق على حساب قضايا الشعب السوري المحقه وأمله بالإصلاح ومحاربة الفساد ووقف الإجراءات القمععية بحق أبنائه... فما أنت إلا طفيلي عاش وإقتتات على حساب الشعب السوري سابقاً وعلى حساب بعض الدول والأفراد حالياً... ومن إعتاد الإرتزاق على حساب نهب وسرقة شعبه لا أملاً يرتجى منه. لـــ الإخوان: لا تحالفكم مع خدام ولا توافقكم المحتمل مع النظام ولاأي اصطفاف في هذه الدنيا سينسي الشعب السوري جرائمكم وأهدافكم وفكركم التكفيري الخبيث... ولن تكونوا يوماً جزءاّ من أحلام وطموح الشعب السوري فكفاكم كذباً ومراوغتاً. لـــ الأكراد: حل قضيتكم بأن تكونوا جزءاً وطنياً من مكونات الشعب السوري وأن تتوقفوا عن التوهم بأن أي قوة في هذه الدنيا ستأتيكم بدولة كردية على أرض سورية... فسوريا ليست العراق ولن تكون... ونصيحتي أن لاتضيعوا قضيتكم الإنسانية والمطالبة بحقوقكم المشروعة بأحلام وأوهام. لـــ النظام: ألم يحن الوقت بعد لمصالحة ومصارحة مع الشعب السوري؟؟ ألم يحن الوقت لإطلاق سراح معتقلي الرأي والضمير من السجون؟؟ ألم يحن الوقت بعد لرفع قانون الطوارئ؟؟ هل بات التفاوض والإتفاق المحتمل مع الإخوان أسهل من الإتقاق مع أبناء الوطن الشرفاء الذين لاهم لهم إلا رفعة وعزة وطنهم؟؟ ودمتم.

تحليل منطقي وموزون، أنا معك مية بالمية