في بلادي...
كلما رأيت أحد باصات النقل الداخلي...
لا أدري لما اتذكر روسيا ويوغسلافيا وباقي الشلة
من أصدقاء الشعوب_كما كانوا يقولون_
وكلما رأيتها تعمل على خط جديد بعد اعادة تأهيلها
أتذكر البروليتاريا وجورباتشوف وتلك العلامة _الطاهرة_ على رأسه
وكلما سمعت صوت محركها
أتذكر خطابات ستالين _رحمه الله عدد قتلاه_
وكلما نظرت في وجه السائق
أتذكر لينين _قدس الله سره_
وكلما صعد المفتش ليسأل عن التذاكر
لا أدري لما أرغب بسؤاله عن الرفيق كاسترو وعن عمال العالم
_الذين لم يتحدوا الى الآن_
وكلما رأيت أحد تلك الباصات واقف في منتصف الطريق معطل
أتذكر أزمة الحرب الأفغانية
وحين يأتي باص آخر ليسحبه
أتذكر أزمة الصواريخ الكوبية
ولذلك فقد وجدت أن لا حل للأزمة المرورية وللازدحام وعرقلة سير الناس والحياة والسيارات....
الا بالتخلي عن تلك الباصات ورميها في أقرب مزبلة
وأقترح أن تكون مزبلة مناسبة _مزبلة التاريخ_
ولكن بشرط عدم ابدالها بباصات ايرانية محجبة تعرقل السير أكثر من الباصات القديمة
منذ كنت صغيرا...
وأنا مقتنع:
بأن عصفورعلى الشجرة خيرمن عشرةباليد
جلدوني بسياط الغضب الاجتماعي
قالوا اني من رعايا الشيطان
وبأني مسكون بالشر
ولست طيبا كبقية الصغار
الذين صدقوا بأن عصفورا باليد خير من عشرة على الشجرة
وأراحوا... واستراحوا