عرض مشاركة واحدة
قديم 31/01/2009   #2
شب و شيخ الشباب Marcello
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Marcello
Marcello is offline
 
نورنا ب:
Dec 2006
المطرح:
مكان تخشاه الملائكة
مشاركات:
186

إرسال خطاب MSN إلى Marcello إرسال خطاب Yahoo إلى Marcello
افتراضي


. سيرة حياة نيتشه مليئة بالمواقف غير الاعتيادية ، كتلك التي لا يألفها البشر العاديون
السؤال :- ألهذا الحد كانت تجليات سلوكه صادقة في التعبير عن فلسفته ؟ أم أنه كان مستَلباً في ممشاه غير الاعتيادي الى ما قالته فلسفته غير المألوفة ؟ جدلية ماركس قالت بالمسؤولية المتبادلة بين المسألتين ، أما هو فمات مجنونا .


اضاءات نيتشوية
ماقبل الكلام .... وما بعده


إهداء المؤلف

"لا أريد ان أعرف لماذا أحببت …، كي أبقى"

إلى دانية



المقدمة

ما قبل الكلام ..ثمة انسان نقي - و خال و صافٍ من ادران التدجينات المضافة على ما زوّده به الورثة ، و أضافه على اضافاته المتتالية ورثة الورثة من قيم أخلاقية و تقاليد اجتماعية ، رامت بأقاويلها الى تهذيبه من براءة أصله ، لكي ينساق بأعمل فصلهم ، ليغدو المرء بمؤدى هذه العملية محتجبا خلف مكدسات


نُهينا عن …، و حثنا على …


فمن الدخول في الأسباب و المسببات التي حدت بالبشر الى بناء ايقوناتهم الدينية و الدنيوية ، ومن دون التبرير المنطقي لما لا منطق لنتائجه تلك التي آلت الى تشريع معياري لما يجوز .. و ما لايجوز فعله في خضم حياتنا التي نعيشها تكتلات غمرتنا بدفئ التآلف و التآزر فطمست معها هوية كل فرد يتوق الى التحرر لكي يكون " هو " بين " الهم " .. ، نجد أن حكاية صيرورة الانسان محمّلة بعلائق تاريخية ، أضاع فيها نفسه المتأرجحة بين مفارقات الفبركة الاجتماعية لما يجب أن تكون عليه حال الفرد ، من جهة ، واشتياقات الأفراد لاختراق حجاب الحاجز الاجتماعي بغية الاتساق مع ذواتهم المقعرة ، من جهة ثانية .


ولأن مشاركة الفرد أفراح و أتراح الجماعة ، بمثابة تسوية " لاواعية " لما قد يؤول اليه أمر موافقته على ما لايتفق معه فيما لو كان بحلّ من الاعتبارات التربوية لأنسنته ، سيبقى الصراع بين رغبته ورغبتهم ، صراعا بين متوجبات إرضاء كيانه الاجتماعي (العام ) من ناحية ، ومستلزمات مصالحة كيانه الفردي ( الخاص ) من نالحية ثانية .


ذلك أن بين ال " هو " و ال " هم " مساحة مليئة بشياطين المفارقات بين ما يستأنس به الفرد و ما ، تبغضه الجماعة … ، فبين ما يتوق اليه عُريِنا الحيواني و ما هو عليه زيّنا الانساني ، ثمة ما يؤكد صيرورة خَلْقَنا و خُلْقنا الى ما لا يثبته أقنوم رباني ولا قانون انساني ، فقيم العصور المنصرمة ليست هي نفسها قيما لعصرنا الحالي ، ولا أخلاق هذا القوم كاخلاق ذاك ، مثلما قد تجد خير أمة من شر تلك ، كما ان قبحنا تراه لايقاس الا على جمال ما قد رأيته .


السؤال أما من حيّز مشترك بين المختلفين بأخلاقهم و المتبدلين بأشواقهم ؟


وهنا ، لا نجزم قطعا بالأشياء المخلوقة فينا ، و بذاتنا ثابتة رغم أنف التحولات الظرفية التي نستدل منها و بتمظهراتها على ما تخفيه اللطافة المعلنة من خبث مُضمر ...، على ما يخبثه فعل الخير من نوايا ليست خيِّرة ، لذا فالاستدلال على هذا … من ذاك تعقيبا ، ولا هو بسهولة ربط العلّة بالمعلول ، لأن بين "البينيات" مسافة مليئة ، بتعقيدات و تشابكات مُلتبسة تُصعّب علينا امر تفكيكنا ، المعلن عن المبيت ...، صِدْق ما نقوم به عن كذب ما نعلن عنه ...، فالمسألة هذه أدق من أن تُتختزل في معادلة حسابية ، لارتباطها بحيثيات لا تعد و لاتحصى ، وذلك لتعدد و مغايرة العوامل التي حدت بكل منا لأن يكون " هو " غير "الاخر "..


و مع ذلك ، يبقى في أصل النوع الانساني ثمة ما يروم الى الظهور بأقنعة ، تبدو فيها الشفقة -العدوانية -الأنانية و ما الى هنالك من صفات نكرة في قاموس النعوت الحسنة عند الانسان السوي ، كامنة في قاع حضوره الاجتماعي المريب حيال الاخرين ، هؤلاء الذين أقحموا جيلا بعد جيل في لعبة اخفاء ما لا يجب اعلانه ، عبر اشهار مستلزمات استقامتهم ، احتراما لمن لا يحترمونه ، أو حرصا و عطفا على من يستَجْدون ملكيته .


ولأن كل منا هو من الآخرين و ازائهم موجود ، تتداخل النوايا و تتشابك على نحو يغدو فيه التواطؤ لتمرير ما لا يؤمن به افراد الجماعة ، عرفا او تقليدا ، قيمته من قيمة تسليم البشر بقدر انسياقهم بمشيئة قوة خفية ، خلقوها بانفسهم .. لأنفسهم …


لهذا ، خرج نيتشه بصحبة مصباح عقله النافذ ليضيئ عتمة جهل القطعان البشرية السائرة بهدى ايمانها بحقائق ليست حقيقية ، اذا ما كشف النقاب عما يخفيه كل منا من شك بغيض و ريبة مشؤومة حيال ما نؤمن ، ونسير عليه .


و في هذا السياق ، توغل نيتشه في نطاق المحرمات ، لتعرية قيمنا من هالة اوهامنا المحرومة بعقول البسطاء أو الضعفاء ، لا الأقوياء المستأنسين بواقع حال ايمان العامة بدونية ، من شأنها حماية مصلحة السادة كمتفوقين في علمهم على ما يعلمه الجهّال بجهل مدّعي المعارف العظيمة .


لذا ، صب نيتشه جام نقده نقضا للمعتقدات الأيديولجية هذه التي احتمت بفيء ظلها القطعان البشرية الضالة عن أصلها ، ليعيد الأمور الى براءة الصيرورة في اسس كل الحكايات الأخلاقية تلك التي أخرجت الانسان عن طور بساطته ، و أدخلته في تعقيدات فهمه لما يجب أن يكون عليه اجتماعه مع أبناء جنسه .


و بذلك ، أضاءت لنا فلسفة نيتشه ، زوايا كان قد تعشش فيها تاريخ من منسيات السهل الممتنع على من حبسوا أنفسهم خلف قضبان المسموحات و الممنوعات الدينية و الدنيوية مدّة كافية لكي يتم تدجين فراستهم و تشذيبها من كل العلائق التي تتعارض مع صورة رسمهم لما يجب أن تكون عليه صفات الانسان السوي .
من هنا صارت الفلسفة ما بعد افتضاحات نيتشه و هدمه كلاما كبيرا استنتجه من صغائر امورنا الواضحة وضوح جهلنا بكبائرها ، أو قل عدم درايتنا بخبايها المغطاة بقشور فهمنا تأدى عنها ، من تصنيف أو تمييز للخير عن الشر النافع عن الضار ، الخ ..


و بهذا طرق نيتشه الفيلسوف باب نيتشه الانسان ليستخلص بنفسه_من نفسه علة التفلسف الميتافيزيقي عند فلاسفة ، أشادو صرح فلسفتهم على ما كان قد بناء الأجداد في أرض مغايرة عما نقف عليه نحن المعاصرين ، بعد ان دشنت فتوحاتنا العلمية حقلا جديدا لفلسفة من نوع آخر .


و ما محاولتي هذه لإضاءة ما فات نيتشه إضاءته _ قوله بفوات عصره المنقضي منذ زمن لا يشبه زمننا ، سوى اجتهاد لا ازعم فيه ما لا أقدر على تحمله ، ما لا أستطيع استكماله في مشواره الفلسفي الغريب و المدهش بتنوع و تلون موضوعاته الجديرة بحساسيته المفرطة حيال ما يستشعر به هو في الأشياء الراكدة في يمّ معتقداتنا الايدولوجية .


كما لا ادعي فيما اقوله ارتقاء مكتوبي هذا الى مستوى نيتشه لمكتوبه الذي الهمني على استنباش "المطمورة" من خلف " المقوول " بحسبي واحد ممن أجازت له فلسفة نيتشه الدخول الى فضاءات رحبة ، لم يجرؤ احد قبله على مخاطرة ريادتها بالحكمة اياها التي ادركت ما سيؤول اليه فعل تدشينها من استفزاز ، حث غيري قبلي على كتابة نفسه مكتوب للآخرين .


من هنا لا أعتبر نفسي متطفلا و لا متطاولا على ما كان يتألم منه_به نيتشه حينما خط ألمه في فلسفة غاصت في دفائن نفسه لتنتشل ما هو ساكن في اعماق الغير


ولأن لكلّ اساريره سمحت لنفسي بالتفقه النيتشوي من نور فلسفة ، لا تعلمك مفاهيمها تمييز الخطأ عن الصواب ، انما تدخلك مناخ تفوح منه رائحة عفن ايمانك بالذي انت فيه ، اكان ايمانا بحقيقة ثابتة ، أم اعتقادا بصواب مطلق


وقد تتعارض أو تتفق مع ما قاله نيتشه باعتباره رأيا خاصا لنفس قلقة من حساسية صدقها حيال ما قد تعتبره انت تشاؤما مبالغا فيه ، فهو لم يدّع يوما بنهائية رأيه ، ولا بصوابية موقفه من حياتنا التي عكر صفوها ، فكدرها بمعول نقضه و تقويضه لحقائقنا من خلال افتضاحه و تعريته لهشاشة افعالنا و اقوالنا التي فبركت ما لا أساس له في أصلنا ، كأن تعرف مثلا أن ما تغتبط به لا يبعث على الفرح ، و ما تشاهده من الشيء ليس في الشيء نفسه ...، و ما تؤمن به أكذوبة خلقتها بنفسك لتريح نفسك من داء وجودك الناقص

وجعي تراث الناي يشرب من دمي بوْح الغروب و صُفرة الأهدابِ


أمرُّ باسمكِ إذ أخلو الى نفسي
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04722 seconds with 11 queries