أجل يا شرشبيلي العزيز، الإنسان الحكيم هو الذي يأخذ الحكمة أينما كانت، و من كل زمان و مكان، و مثل هذه الحكم البليغة و الدرر الفريدة، قد نطق بها حكماء أجلاء قبل الرسول محمد، فانظر ما يقوله يوحنا (فم الذهب):
"و قد أوضح فم الذهب (يوحنا) أنه مهما كان مركز المرأة في الخلق أدنى من الرجل، فقد أخضعت للرجل أساسا بسبب دورها في الخطيئة الأولى، ففي العظة رقم 32 على رسالة كورنوش الأولى يكتب ما يلي:
"من العدل أن تكون المرأة خاضعة للرجل لأن المساواة في الكرامة تجلب الصداع، و هي ليست مخضعة له لهذا السبب فقط، و لكن أيضا بسبب الخيانة التي حدثت في بداية العالم، لذلك أقول لكم: إنها لم تخضع للرجل مباشرة عندما خلقت (...) و لكن عندما أساءت استعمال السلطة المخولة لها و مع أنها خلقت كمعين اكتشف أنها خائنة وقد دمرت كل شيء،عندئذ سمعت باقي القول إلى رجلك يكون اشتياقك و هو يسود عليك (تكوين/ 3: 16) )"
فكل من العهدين القديم و الجديد يتفقان على مركز المرأة التابع للرجل كنتيجة للخطيئة.
البيان الصحيح لدين المسيح: ياسر جبر، ص. 32
و يقول بولس (و هو الآخر صاحب فم ذهبي لا يقول إلا دررا كهذه):
"فإن الرجل لا ينبغي أن يغطي رأسه، لكونه صورة الله و مجده، و أما المرأة فهي مجد الرجل، لهذا بنبغي للمرأة أن يكون لها سلطان على رأسها"
فالصورة لها صلة بالسلطان، و هذا السلطان منح للرجل فقط، أما المرأة فليس لها سلطان، لأن الرجل لا يخضع لأحد بينما المرأة تخضع له" نفس المصدر، ص. 31
"من جهة أن النساء يعمدن نحن نعلمكم أن هذا الفعل خطية عظيمة، لمن يفعله و هو مخالف للناموس، و مملوء من كل نفاق، لأنه إذا كان الرجل رأس المرأة، و هو الذي يصطفى للكهنوت، أليس نفاقا أن نترك الرأس و نمضي إلى العضو الآخر الذي من الجسد، لأن المرأة هي عضو مأخوذ من جنب الرجل، و صارت تحت طاعته لأنها تلد له الأولاد". ص.
ثم ترتليانوس: أنتن بوابة الشيطان/ و أنتن أول من أكل من الشجرة، و أنتن أول من عصى الناموس الإلهي، و أنتن اللائي حرضن ذاك الذي حتى الشيطان لو يجرؤ على الاقتراب منه (ثم بعد ذلك تفكرن في تزيين أنفسكن بأشياء خلاف الأقمصة من الجلد (تكوين، 3: 21)
يضيف بولس:" إن جنس الرجال نال شرفا أعظم أنه جبل أولا" و في موضع آخر "لأن الرجل لم يخلق من أجل المرأة بل المرأة من أجل الرجل". ص. 127
فطوبى لمن أخذ الحكمة أينما كانت ليستفيد منها في كل زمان و مكان!