عرض مشاركة واحدة
قديم 09/08/2007   #1
شب و شيخ الشباب الموسيقار
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ الموسيقار
الموسيقار is offline
 
نورنا ب:
Oct 2006
المطرح:
بين الشمنتو والبحص والرمل
مشاركات:
1,329

افتراضي مــــــــــــــــايا .. (رواية)


مع تراتيل الجنازة التي أفرغتني من رجولتي .. وأيقظت بكاءًادخرته للقاء الله _ إذ علمت أن الله لا يحب الدموع_كان كل شيء معدا ً لأكون الحزين الوحيد .. والعائد الوحيد دون مايا !.
تتدافع الطرقات لتفسح لخسارتي .. بخطوات ينقصها المسير نحو الخراب المنتظر .. وتهزأ بي خطوات العائدين المهرولة إلى الهروب مما يسمى بروتوكولا ً ..

ملــّـها الجميع وعمدوا جسدها البارد بالتهامس وسرد الحكايا ..
ماتت بملء حزنها و بكل شجاعة الأنثى الجريحة .. كل هذا وكنت أنا موتها الذي يسفكـ الدمع على ناصية قبرها ..واقفاً على قامة حطامي ..
تساءلوا كثيرا ً .. من أكون .. وشجعهم تكسري على ذرف المزيد من الأسى (المبرمج).




ماتت مايا منذ آلاف الرسائل التي لم تصلني .. وآلاف الكؤوس الفارغة .. ولفافات التبغ التي أحرقت صوري الفوضوية على طاولتها اليائسة .

ماتت مايا .. حين ماتت قبلاتنا على كتف الغياب .. واكتنفت ثلاجة المسافات أنفاسنا الملتهبة ..

قتلتها بالسلاسل التي قيدتني إلى صخور اسبانيا .. وارتشفت روحها مع أول لفافة أدخنها في مطار دمشق بعد أن طويت ست سنوات قضيتها.. وراء الشمس .

جسدي يجدف وحده .. متخما ً بالدماء المتيبسة .. ناقص الذكورة .. مجزوء القامة .. خارج ألوان أثوابها المترفة ..

وخارج يدها التي كانت ترتب أنحائي على طريقة ضحكتها المسروقة من الخرافات ..

اعتنقــــَـت هزيمتي .. وألقت ضلوعها في جسد الذهاب ... على عجل .

يتـــــــــــــــــــــــ بع ..

أراكـــــــــــ عصي الدمع ..شيمتكـ الصبر ..
أما للهوى نهي .. لديكـ ولا أمر ..
نعم أنا مشتاق ٌ وعندي لوعة ٌ ... ولكن مثلي لا يذاع له سر ..
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.02891 seconds with 11 queries