خذوا هذا المثال :
لا أدري مدى حضارية الرد الإسرائيلي على جنديها المختطف . .. و ما هو مقدار
المحاكمة العقلية التي تتبعها ..و هي سيدة العقل في هذا العالم ..وكيف سيصنفوه
أهل المحاكمات العقلانية الذي لم تنطق أفواههم بأي كلام ,
من يؤمنون بالمحاكمات العقلية هم دوما يتحفونا بحلين لا ثالث لهما :
..عندما نتلقى صفعة ..علينا ألا نرد ..من باب الأدب ..و الرد حينها سيكون من
قلة الأدب و ساعتها , نكون نحن الهمج ....!!!
بينما إذا رد علينا أعداؤنا بهمجية .. فمن المعيب والعار وقلة وانتقاص
ثيرموميتر التحضر لومهم ..و إنما نلقي باللوم على أنفسنا لأننا نحن البهائم
, و هم لهم الحق بأن يفعلوا ما يشاؤون ..
نحن بنظر إسـرائيل , مثلا ( غويـيـم , أغيـار عن اليهود ) يجوز ذبحنا وذبح
أطفالنا , نحن في تلمودهم حيوانات فقط لا أكثر من ذلك ....
أختم هنا بقولي :
كم هي الأفلام التي قدمتها أمريكا , حيث يقوم البطل لو قُتل له ابن أو ابنة
, أو زوجته , بالانتقام وتدمير الكوكب إن استطاع , فقط من أجل فرد من أفراد
أسرته , أسرة العالم الأول ... ؟ ولاننسى بأن ردات الفعل لا تأتي كما يظن
البعض آنية وفورية , لا , فالبطل قد تمضي أيام كثيرة عليه , وهو يخطط ويدرس
العملية وربما يستعين بأصدقاء أيضا له , ثم يدمرون ما يستطيعون , حتى وإن كان
قتل فرد منهم تم بطريق الخطأ , أو الدفاع المشروع عن النفس , لكن هذه صورة
الأمريكي الذي نقول بتحضره , وبأننا نحن همج لا نحسن الرد المنطقي العقلاني و
لا الحضاري , المتتبع لثقافتهم سيعلم بأن كُـتَّابهم ناتجون عن تربية أصيلة
تعكس عقلية المجتمع الأمريكي , وما يـبتغي وما يفضل كرؤيا حسِّـية تُرضي نفسه
تماما , فأغلب أفلامهم تدور حول فكرة تدمير الآخر من أجل الفرد الأمريكي ,
ثم النظر لهذا الآخر على أنه عـدو , حتى وإن كانوا أطفالا , أو نساءا , أو
شيوخا عُـجَّـزا ....
فيلم سينمائي مثل ( إنقاذ الجندي رايان ) , تستطيع أن ترى مبدأ التضحية في
سبيل الفرد , وفي فيلم يوم الاستقلال أيضا , طيار أمريكي يضحي بنفسه
ويفجر مركبة بواسطة طائرته من أجل أيضا أمريكا , في فيلم طائرة الرئاسة
الأولى لهاريسون فورد , طائرة ايضا حربية أمريكية تضحي بنفسها كي تنقذ رمز
أمريكا , فلماذا مبدأ التضحية يعمم كقاعدة لديهم لا جدال فيها , وعند الآخرين
أمر من العجب ...؟ خذ أيضا أمثلة أخرى , ففي فيلم الكتيبة , يقوم الجنود
الأمريكان في فيـتـنام بذبح وقتل أطفال ونساء عجائز عُـزل من السلاح في قرية
فيتنامية بحجة أنهم خطر على أمريكا....!!
وفي الواقع أيضا , هل ننسى الطفلة الفيتنامية التي تجري عارية في الشوارع
وقد احترق جلدها بفعل قنابل النابـالم الأمريكية ...؟ كيف ننسى كل تلك الثقافة
الدموية , كل تلك الهمجية وانعدام الأخلاق والتحضر , ثم نأتي بعدها كي نطالب
نحن بألا نصرخ أثناء قطع رؤوســنا كي نواكب التقدم والازدهار العالمي ....!!؟؟