الموضوع: Caffe Dante
عرض مشاركة واحدة
قديم 09/02/2009   #10
صبيّة و ست الصبايا مايا *
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ مايا *
مايا * is offline
 
نورنا ب:
Oct 2006
مشاركات:
914

افتراضي معاً على قارعة الغربة




كان الوصول اليوم لفنجاني مزعج .. و طويل .. بدى الطريق ككرة من الصوف الرمادي تدحرجت من بين أصابع الوقت و غابت بين رصيفين .. إتعبني هذا الشعور الرمادي بللا وصول ..
كان التسلل من نوافذ النفاق الإجتماعي و من بين الأضواء الحمراء و صخب مدينة تحب النوم مثلي .. ما أن تستيقظ حتى ترقص السامبا على أوتار أوربية , (و هنا يبدو المشهد متعباً و متناقضاً / ألا تشبهني حقاً / ), كان مرهِقاً كونه الهجرة الأولى ليومٍ في تقويم , نُسخت إيامه على طابعة واحدة .. تتميز بقفز التواريخ بحلّة مختلفة ..
أُعجبت لإصراري في الوصول .. فأنا أصنف نفسي من المخلوقات التي لا تكرر المحاولة .. لكني وصلت و بي رغبة عارمة في أن أرتمي بين أحضان كرسي اُلِفَ سكوني .. و بردوة أصابعي المداعبة لتشققات حكايا العشق عليه ..

_ كعادتها .. مملّة بإبتسامتها الصفراء , و خطواتها التي ترسمها في نفس الأمكنة في كلّ مرة تأتيني فيها ..
إقترابها مني يُشعرني أني مازلت أحتضن طرقات الغربة الباردة في الخارج .. و كأن الجدران ترتفع لحظتها لتختفي بين غيوم ماطرة تتراقص في الخارج !

و أنا أداعب متعتي في إنتظار فنجاني و في نفسي إبتهالات أن يستغرق وصوله عمراً كاملاً , فقد بات الإنتظار هو ما يعطي للألوان حياتها .. و ينعش قواميس التأمل في أذهاننا و نحن نحاول بشغف أن نرسم تفاصيل ما ننتظره بكل براعة ..
جلسا أمامي بهدوء رهيب , تجاورا في الأماكن كأنهما جيران من الطبقة الوسطى للحب .يحدقان بنظرهما المتوازيين وردة قطفت قبل البلوغ .. زرعت على طاولة الموت ..
طلبت عصيرأً .. إحتاج طلبه دهراً من التفكير فقرر في النهاية أن يتميز عنها و طلب شاياً أخضراً ..
بدءا بالحديث همساً كصمت الغربان أحياناً عندما تتفاجئ بوقع فاجعة تفوق قدرتهم على النعيق , تحدثا عن الجو .. و نشرة الأخبار و عن كل شي .. بعيداً عن إي شي .. يكونان فيه هما معاً ..
لم أنتبه لشدة إنبهاري بإهتزازات سلبية على مؤشر نفسي تتضارب صعوداً و نزولاً مسلّطة من بين وديان تغلغلت المسافة الفاصلة بينهم , تَرَبُع قهوتي الغالية أمامي ..

تأملت هذا الفصل الممتع بكآبته .. و غابت عني تلك الهمسات و أنا أمارس طقسي في عبور القارات على فنجان بيد مكسورة , أبحث عنك .. و أنتشلك من كومة أناس بعيون مغمى عليها تراك إنساناً .. و لا تلاحظ رفرفة الأجنحة بين كتفيك ..
تساءلت .. يا ترى إن كنت أمامي الآن .. تتعانق نشوة قهوتنا على طاولة الحلم الممنوع .. أكنتُ سأدع تلك الوردة تسرق مني نظراتك .. يا إلهي كنت طاردت نظراتك في كل خبايا الكون .. كنت سأعتقلها بزنزانة إنفرادية في سجن مقلتي ,ما كنت لأدعك تجوارني كجار مزعج تشّم رائحتة دون أن تراه .. كنت سأجعل من كفي عمراً فضياً تعيشه متأرجحاً على حبال ربيع ٍ مزهرٍ .. و كنت .. و كنت ..

تنهدت على عبارة سمعتها في فنجاني .. / لكنه ليس هنا .. و لن يكون /
فأسكته قائلة ألم اقل أني أعشق الإنتظار .. !

الناس بتتغير و بتنسى ؛ تخبر بعضها ؛

أنــــــا ّ > °° متل كلـ يلي مرواا ؛ °°
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.06490 seconds with 11 queries