الموضوع: حوارات أدونيس
عرض مشاركة واحدة
قديم 05/11/2007   #14
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي


> تأتي محاضرتك في الجامعة الأميركية في القاهرة عن الرؤية الوحدانية للإنسان والعالم وانعدام الذاتية، قبل يومين فقط من زيارتك الأولى لإيران. ما الذي يأمله أدونيس تحديداً من تلبية الدعوة التي جاءته من الملحقية الثقافية الفرنسية هناك؟ ـ إيران بلاد عظيمة ولها تاريخ عريق، خصوصاً على الصعيد الشعري والفني. وأنا أحب أن أرى الأرض التي سار عليها عمر الخيام وحافظ وسعدي، وأرى أيضاً الأماكن التي أبدعت فيها الأيدي الإيرانية السجاد، وهذه نقطة مهمة. فأنا أتمنى ذات يوم أن أقرأ تاريخاً لعبقرية اليد العربية التي قد تكون أكثر أهمية من رؤوس عربية كثيرة. وللأسف كنت أتمنى أن تكون الدعوة من إيران نفسها، ولا أعرف إن كنت أستطيع أن أتصل بالأوساط الفنية والثقافية والسياسية التي أود لقاءها. وأتمنى ألا تكون هناك عواقب دبلوماسية تحول دون الاتصالات التي أنجزها، خاصة بما يتعلق بالمرأة الإيرانية الشاعرة والرسامة والسينمائية، والمبدعة بشكل عام، وكذلك الشباب في الوسط الطلابي. > كنت أحد المؤيدين للثورة الإيرانية، ما الذي تسعى إليه اليوم من الاتصال ببعض السياسيين الإيرانيين؟ ـ نعم، أيدت الثورة الإيرانية في بدايتها، وكذلك فعل معظم المثقفين الفرنسيين والأوروبيين، فكذلك فعل ميشيل فوكو، لكننا حصرنا التأييد في الخلاص من إمبراطورية الشاه. وعلينا أن نتذكر أن الثورة الإيرانية نموذج لا سابق له في التاريخ، لأنها ثورة كاملة قام بها شعب بكل طبقاته، ولم تقم بها لا فئة عمالية ولا تجارية ولا انقلاب عسكري، لكن قامت بطريقة فريدة من نوعها، وهذا ما جذبني وأيدته. لكن منذ أن بدأت هذه الثورة تؤسس السياسة على الدين انفصلت عنها وانتقدتها نقداً شديداً، وكتبت مقالة عن ذلك أسميتها «الفقيه العسكري»، تحدثت فيها عن الخطر المقبل حينذاك على إيران، لماذا لا يتذكر لي أحد ذلك، وفقط يقولون إنني أيدت الثورة وأيدت الخميني. أما اليوم فأنا أتمنى أن أقوم باتصالات ببعض السياسيين لأعرف كيف يفهمون العلاقة بين السياسة والدين، فهذه مسألة تهمني كثيراً، كما يهمني رأي مفكري إيران في هذه المسألة، لا رأي رجال السياسة فقط. > أدونيس المسكون والمهموم دوماً برابطة السياسي ـ الديني ـ الثقافي، ما الجديد الذي أتى به في محاضرة القاهرة على مستوى المضمون، أليست هذه أفكار أدونيس في الثابت والمتحول؟ ـ لا أعتقد انني كتبت من قبل عن الرؤية الوحدانية للإنسان والعالم في أي من كتبي، وإن كانت هناك إشارات في بعض الكتب. كذلك لم أكتب عن انعدام الذاتية في الثقافة العربية، كما تحدثت بنوع من الإسهاب في هذه المحاضرة. لكن المفكرين مثل الشعراء، منغرسون في تربة الفكر كمثل شجرة لها جذور وأغصان تمتد في جميع الاتجاهات. ما أريد قوله إنه ليس لأي مفكر في العالم أفكار كثيرة، كل مفكر له فكرة واحدة يدور حولها، ويشعبها حسب علاقتها بالعلوم الأخرى. ولو تتبعت الفلاسفة منذ القدم حتى اليوم، ستجدين الفيلسوف يدور حول فكرة مركزية واحدة لكنها تتشعب. وأنا ليس لدي مائة فكرة، بل فكرة واحدة متمحورة حول الثبات والتحول في الثقافة العربية، ولهذه الفكرة امتدادات وتشعبات في الشعر والدين والحياة الإنسانية الاجتماعية ومختلف الميادين، ومن هذا المنطلق يجب أن تنظري لمحاضرتي، التي هي تنويع موسع، على قضايا تكلمت عليها في الماضي.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.06495 seconds with 11 queries