الموضوع: حوارات أدونيس
عرض مشاركة واحدة
قديم 05/11/2007   #2
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي


عباس : لكن "أغاني مهيار" فيه بطولة، فيه تشخيص، فيه قيمة الشـعر، وقيمة التحول. وسؤالي هنا هو إلى أي مدى وأنت تكتب نثرا- إذا جاز التعبير- يتحـول موقفك نثريا بمعنى مـا، فإذا كـان موقف النثر في الشعر يختلف عن موقف الوزن، النثر دائما فيه يأس ولسوداوية، وربما فيه شكوك أكتر من الوزن الذي يظل فيه حماسة؟ أدونيس : استعير هنا تعبيرك الجميل وأقول الأمل، يا عزيزي، مريض الشعر- سواء في وزنه وشره. وقد تكون "الحـماسة" غطاء أو تمويها لحـزن لا يدرك قراره.
عباس : دائما هناك كلام عن الشعر، هناك سـعي لتعريف الشعر مـا الشـعر إن لم ير الجـذر/ إن لم يضئنا. والذي تكرره دائمـا في كلامك على الشعر هو الرؤيا، هذه الرؤيا التي أسلم بها، من حـيث المبدأ. لكن السؤال إذا كانت الرؤيا باستمرار أمرا غير ممكن التحديد، ألا تتحول إلى نوع من ميتافيزيقيا الشـعر، فنقول في الأخير أين هي الرؤيا؟ هل هناك حدود للرؤيا؟ هل نستطيع القول أن هذا الشعر فيـه رؤيا وذاك الشعر ليس فيه رؤيا؟ أي دليل نملكه؟ أي حدود نستطيع أن نرسمها؟
أدونيس : كل شعر هو بمعنى ما رؤيا، لكن هناك رؤيا متكاملة حول العلاقة بالوجود، وحول المصير. وهناك رؤيا خاصة ومحدودة في ما يتعلق بالحياة اليوميـة.. الخ. الفرق هنا فرق في الدرجة لا في النوع. الشعر كله نوع من الرؤيا. الكتابة كلها نوع من الرؤيا. لذلك من الصعب الجواب عن ذلك إلا حين يأخـذ المرء حـالة معينة ويدرسها ويرى إلى أي درجـة هي متكاملة، إلى أي درجـة تقدم شيئـا مختلفا، الخ.
لكني لا أستطيع أن أتصور شعرا يعطيك شيئا ويغنيك وله قيمة إلا إذا كان يقدم عن علاقتنا بالعالم والأشياء، نوعا من الرؤيا، أو رؤيا ما. أنا لا أقدر شعرا ليس له بعد ميتافيزيقي، لأن الحياة لا تقوم بالفعل إلا تراجيديا، وإذا لم يكن هناك من بعد ميتافيزيقي، فليس هناك تراجيديا. لذلك أحس بأن الشعر بدون بعد ميتافيزيقي ثانوي وزخرفي، لأنه لا يثير أية مشكلة كياني
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.02955 seconds with 11 queries