عرض مشاركة واحدة
قديم 19/03/2009   #21
شب و شيخ الشباب achelious
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ achelious
achelious is offline
 
نورنا ب:
Oct 2006
المطرح:
الغدّ
مشاركات:
2,008

افتراضي


اشربْ

أتعرفُ النساءُ مقدارَ رغبةِ الرجالِ فيهنّ، ويتمنّعنَ تأجيجاً للشوق، أم يجهلن، حارماتٍ الطبيعة تناغماتٍ لا تُعوّض؟ أيدرينَ مقدارَ الفراغ الحرّاق الذي تشعر به الأحضان غير المُشْبَعَة، السواعدُ غير المُشْبَعَة، المسافات غير المعبورة؟ الطبيعة تبكي من فراغٍ كهذا. المدن تنهار قلوبُها. العالم يتقلّص.
أكرهُ يوم المرأة العالمي. كل امرأةٍ تشعر بنظرات الرجال عليها، لا بد أن تكره هذا اليوم. الشجرة أيضاً تكره يومها الرسمي. والطفل، والعامل، والأرض، والمقاومة. جميع الأيام المستفردة أيام محنّطة. مصمودة كمومياء. أعيادٌ هي في الحقيقة مآتم. المفروض مرفوض. المرأةُ عَصَبُ كلِّ لحظة، لا ذكرى يوم في السنة. ولا لزوم للإيضاح أن المقصود بالمرأة، دائماً ودون التباس، هو المُشتهاة. أمّا كيف تكون هكذا دائماً ودون التباس، فهذا شأنها وواجبها، وعلى الآخرين شرفُ الشهوةِ أو بؤس غيابها. هذا هو حكم المقادير، ولا عبرةَ بالاستثناءات. لا يُحْلَمُ بغير السحر. الفتنةُ واجب الحياة تجاه ضحاياها البشر. اسألِ الأولاد، الذين تخفق عيونهم للعَجَب أكثر ممّا تخفق قلوبهم. اسأل روّاد السينما، الذين يلعنون لحظة انتهاء الفيلم لأنّها تقطع عليهم تلك الرعشات. اسأل المنخطفين، كيف يستيقظون من انخطافاتهم كتَدَحْرُج المتسلّق من أعلى الجبل.
لا أحدَ يعود من لمسة السحر عودة الابن الشاطر، فكلُّ العائدين تنخلع روحهم.
مَن يَصنع لنا فراغاتنا هو نحن. ولكنْ كيف كنّا سننجو لولا فراغاتنا؟

لا أحتاجُ لتوقيعٍ .. فالصفحةُ بيضا
وتاريخُ اليوم ليس يعاد ..

اللحظةُ عندي توقيعٌ ..
إن جسمكِ كانَ ليَّ الصفحات

آخر تعديل achelious يوم 19/03/2009 في 18:11.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04151 seconds with 11 queries