الموضوع: ديمة ونوس
عرض مشاركة واحدة
قديم 16/08/2009   #6
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي


عزله دوليه واخرى داخليه–ديمه ونوس


منذ فترة ويعبّر معارضون وناشطون سوريون عن استيائهم من التقارب الغربي مع دمشق. فالتجارب علّمتنا أن أي تقارب لا يزيد النظام إلا قوة ولا يزيد الوضع الداخلي إلا تعقيداً. عندما يتفق الغرب مع دمشق على الأوراق الخارجية كالحدود مع العراق والوضع في لبنان والعلاقة مع كل من حماس وإيران، تصبح الحريات العامة وحقوق الإنسان والإفراج عن معتقلي الرأي كلها أموراً ثانوية. هكذا علّمتنا التجارب، هكذا هي سياسة الغرب غير المبدئية التي تتجاهل حقوق الشعوب عندما يتعلق الأمر بمصالحها الخارجية والاستراتيجية.
في المقابل، لا يمكننا تجاهل التأثيرات السلبية التي يخلّفها العداء بين الغرب ودمشق أو بين واشنطن ودمشق. فعندما يطالب الرئيس الأميركي جورج بوش النظام السوري بالإفراج عن معتقلي الرأي ويسميهم بأسمائهم، لا يساهم هذا الأمر إلا بتعقيد وضع السجناء. هذا ما دفع الكاتب السوري المعتقل ميشيل كيلو للرد على كلام بوش وللتنديد بمطالبه الإصلاحية هو «الغارق في مستنقع العراق والمعطل الرئيسي لعملية السلام في المنطقة». عندما يتدخل الغرب في الشؤون الداخلية السورية، يزداد النظام السوري تعنّتاً وعناداً. هكذا علمتنا التجارب. فالنظام يعتقد بأن الاعتقالات هي شأن سوري كما أن الإفراج عن المعتقلين يخصّ سوريا وحدها.
بعد الحرب على العراق بأسابيع عدة، قام وزير الخارجية الأميركي كولن باول بزيارة إلى دمشق. الإعلام السوري صوّر الزيارة وقتها على أنها ودية لمناقشة الأوضاع على الساحتين العربية والدولية. بينما كان السيد باول يحمل قائمة طويلة من المطالب الأميركية المتعلقة بمراقبة الحدود السورية العراقية لضبط دخول الأسلحة والمجاهدين، وإغلاق مكاتب المقاومة الفلسطينية في دمشق، والانسحاب من لبنان، ومحاربة الإرهاب، والإفراج عن معتقلي الرأي للّحاق بقطار الديموقراطية التي تقوده الولايات المتحدة الأميركية. بعد أشهر من هذه الزيارة، نفّذت سوريا التزاماتها الخارجية كاملة، فسلّمت عدة إرهابيين لأميركا وذكّرت الإدارة الأميركية بتعاونها الأمني في أحداث الحادي عشر من أيلول، وقامت بضبط الحدود مع العراق، وبإغلاق المكاتب الفلسطينية ولو مؤقتاً، وبدأت بإعادة الانتشار في لبنان. مع تنفيذ الالتزامات هذه، أغلق ملف الإفراج عن المعتقلين وحقوق الإنسان.
ما يثير الحزن هو أن تتحول حقوق الشعوب وحرياتهم إلى مجرد ورقة ضغط لا تستخدم إلا للتلويح والتهديد، وأن لا تكون حقوق المواطن هاجساً حقيقياً يتملك دول الغرب الحضارية والمنفتحة والديموقراطية. والشعب يبقى في حالة انتظار. انتظار الضغوط الغربية التي ربما لن تفلح إلا بزيادة الوضع سوءاً. انتظار المبادرات المحلية النادرة. انتظار عزلة دمشق التي قد تدفع المسؤولين إلى احتضان الداخل وفك عزلة الشعب. أو انتظار فك عزلة دمشق التي قد تزيد المسؤولين شراسة وعناداً في ما يتعلق بالشؤون الداخلية.
ما يثير اليأس والبؤس هو إصرار النظام على تعميق الفجوة بينه وبين المعارضة السورية الوطنية، ما يدفع هذه الأخيرة إلى اشتهاء عزلة دمشق وتكثيف الضغوط عليها للإفراج عن أصدقائها الذين اعتقلوا لأسباب رثة. فالكاتب ميشيل كيلو المعارض المعتدل والموالي المعتدل الذي دافع عن سياسة النظام وتبنّى شعارات الشفافية والإصلاح والتغيير وأيّد مواقف النظام المبدئية من الاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي وكتب عن تحرير الجولان السوري، اعتُقل من دون تردد. فما هي إذاً حال المعارضين الأكثر قسوة ومبدئية من كيلو. وما هي الخطوط الحمراء إن لم تكن إسرائيل واحتلال الجولان وسياسة النظام الحكيمة!
لماذا لا يوفر النظام لأبنائه السوريين حياة اجتماعية وسياسية واقتصادية مقبولة. لماذا لا يمنح النظام لشعبه فرصة الدفاع المستميت عنه وعن سياسته. لماذا لا يترك النظام سياسة التطويع جانباً، ويهيّئ شعبه ليكون قاعدة صلبة وحضارية وواعية تدافع عنه بالمنطق ضد سياسة العزل الغربية وفي وجه الضغوط الواهية. لماذا لا يثق النظام بأبنائه ويعتمد على قدراتهم.
من جهة أخرى، ليس على الناشطين السوريين في مجال حقوق الإنسان أن يستاؤوا من التقارب الغربي مع دمشق. فالعزلة التي تعيشها سوريا والتي يفرضها الغرب، تساهم بكثافة بتعزيز علاقات دمشق مع إيران الحليف الوحيد المتوافر، أو مع حماس شريكها الوحيد في معاداة إسرائيل وتشريع المقاومة في وجه الاحتلال. ليس على المعارضة السورية أن تعرب عن استيائها من هذا التقارب، فالتجارب علّمتنا أن الشعب هو الخاسر الوحيد في سياسة العزل. الشعب الذي يقف بصمت منتظراً، هو البريء تماماً من اللعبة السياسية الوسخة، هو الخاسر الأكبر في سياسة العزل. الشعب الذي لم يكن طرفاً في العملية السياسية، هو الذي تـُرمى نتائج العزلة على كتفيه، هو الذي تتلاعب به السياسة كورقة ضغط لا تستخدم إلا للتلويح والتهديد.

انك " فقير إلى الآخر " كما هو فقير إليك " وأنك محتاج إلى الآخر ، كما هو محتاج إليك
الأب جورج

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 



- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03799 seconds with 11 queries