عرض مشاركة واحدة
قديم 19/09/2009   #13
شب و شيخ الشباب Nasserm
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ Nasserm
Nasserm is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
المطرح:
نقطة زرقاء باهتة
مشاركات:
998

افتراضي


9.


(سهران معاك الليلة ..مهموم وسارح بخيالي ...جربت سنين طويلة ..ما قدرن نشيلك من بالي...
سهران معاك الليلة ...
بنيت الفرحة بعيني وماني فرحان ...سهران معاك الليلة وماني سهران سهران معاك الليلة .......لا موني عليك صحابي ..وزاد كلام الناس..ضيعت معاك شبابي وشاب شعر هالراس ..حالف بعد السهرية نرجع لا باس )..
أغنية من المغرب ...مازلنا في مرمر ...والضباب ..كان يجب أن يخترعوا طريقة لإرفاق الصوت مع الكتب والروايات... كان يمكن لوصفي أن يكون أكثر حسية لو نجح ذلك ...
محمد شوق... بين كل هذا... جاءت صديقة قديمة.. .ممثلة شابة..سلمت عليّ وعانقتني... واقتربتْ كي تسلّم على محمد شوق.. كان سيتخذ وضعية السلام الإسلامي بوضع كفه على صدره.. دلالة على أنه متوضئ... ولكنه تدارك نفسه.. ومد يده بالمصافحة.. قلت لها أن تجلس.. ترددت قليلاً ولكنها نظرت إلى صديقي.. وجلست.. يبدو أنه قد أثار اهتمامها... لا بأس...

* * *

ماذا علي أن أفعل؟...يظنون أنني يهوديّ.. وأنا غير مهتم بكل ذلك.. كانوا يظنوني مسلماً متديناً... وكثيراً ما اعتقدوا أنني قد عُمّدتُ في دير قديم... كل هذا غير مهم... يجب التخلص من الثياب القديمة واستبدالها بالجديد باستمرار... هكذا تتغير الأحوال النفسية...

* * *

(لا يمكن التعبير عن العقيدة إلا في حالة التمكين.. والهيئة الشرعية من ظواهر العقيدة.. ولذلك فإن تبيانها في حالة عدم التمكين هو تعريض لها للأذى والإهانة..)
أصبح محمد شوق يتحدّث هكذا حين يسأله أتباعه عن تغيير هيئته..وصار يفلسف الأمر، وينظّر له.. جيّد.. إنه يلتقط المفتاح... الآن..
انتبهْ... علينا أن ننقلك إلى مربّع آخر في الرقعة، وعليك أن تطلق تصريحات جديدة.. وتظهر نشاطاً جديداً..
ـ كيف؟
ـ الفن..
ـ الفن؟!!..يعني الرقص والمساخر..؟!!
ـ لا ..أقصد الفن ...الفن الحقيقيّ.. وإن كنت أعتبر الرقص ليس من المساخر كما تقول.. ولكن ما عنيتُه أن تتحدّث عن الفن.. وتكتب في ذلك..وتبدي اهتماماً أوسع... يجب أن تنتبه إلى أنك الآن لستَ إرهابياً..أنت رجلٌ عادي.. وشخصٌ جذاب كما يفترض من يراك.. ألم ترَ كيف اندفعت تلك الفتاة باتجاهك؟..
ـ نعم رأيت ..قاتلها الله ..(يقولها بصوت خافت كي لا أسمع)
ـ ماذا !!
ـ لا .. لا شيء ...كنت أتذكر تلك الفتاة .. كانت جميلة حقاً ..
ـ حسناً ..الآن ستعقد لقاءات مع فنانين وممثلين إذاً..وستعرض عليهم دعمك المادي والمعنوي... أنت لست شخصاً عادياً... ثم إنك بحاجة إلى دكتوراه من أي مكان..
ـ إبراهيم... لماذا تفعل كل ذلك ؟.. لماذا تساعدني ..
ـ ألم تطلب مني مساعدتك؟
ـ لا ليس هذا هو السبب... لم تكن متحمساً عندما أخبرتك أول مرة..
ـ بصراحة أعجبتني اللعبة.. تحويل.. وتغيّر... ونتائج غير عادية.. كم مرة برأيك ممكن أن يحصل حدثٌ كهذا في حياة المرء ؟...
ـ معك حق ..
ـ حسناً ..قل لسائقك أن يوصلني الآن.. ونلتقي فيما بعد.

* * *

نور ترقص (باليه المياه)... وترقص من جديد.. ومن أجلي.. تخرج من الحوض، بقطراتها التي تنهمر من كل جسمها الذهبي، إلى كأس الفودكا مباشرة...ثم تعضّ قرص الليمون... وتقترب بشفتيها وبعينين مغمضتين.
* * *
ـ لن أخبر أخَوَيّ...سأخبركَ أنت.. لأنك أنتَ من أعاد لي نجيب...والآن لست بحاجته.. عمري يتجاوز الخمسين بخمس عدات... ولكنني استطعت أن آخذ نطاف الراهب معي... عدتُ بها من هناك.. وليبق هو مع إنجيله...
ـ إلى أين ؟
ـ في الوقت المناسب... إلى هناك.

* * *

ـ أنا من أرسلت لكَ تلك الرسالة ...
ـ أية رسالة؟
ـ الرسالة.. من صفحتين.. ألا تذكر ؟
ـ لا.. لا أذكر ..
ـ حين كتبتَ في جريدة الدومري عن المخلوقات الغريبة التي تخرج من قاع المدينة القديمة..
ـ آآآه ..نعم ..رسالة التهديد!!..
ـ نعم.. كنتَ وقتها تحاول البناء على إشاعةٍ ظهرتْ في الحارات.. أن حيوانات وفطور ورخويات غير عادية، تنمو بأحجام كبيرة تحت قاع المدينة القديمة... بسبب التلوّث.. ولكنك كتبت عن ذلك وضخّمته..وخصصتَ الحوادث في حاراتنا...
ـ وأنت أرسلت لي تهديدات بأنك ستعمل على القضاء عليّ وعلى الجريدة... لأنني أحاول تطفيش ما تبقى من شعبكم.. وإحلال جرذاننا من العرب كما قلت.... كيف تجرؤ على وصفنا بالجرذان...؟
ـ كنت أستفزّك كما تستفزنا ..
ـ لم أقم باستفزاز أحد ...
ـ بلى قمت... كنت أقرأ بين السطور.. كان ذلك واضحاً... ولكنك كتبتَ الريبورتاج بذهن شيطانيّ... هل أنت يهودي يا رجل ؟...
يريد إخاد أن يضحكني...بسؤاله هل أنت يهودي.. ولكنني لا أعرف تماماً من اليهودي الآن.. حين أعددت هذا التقرير، كنت أرغب بتحريك العلاقة بين الشارع الراكد والإعلام الخاص.. وهو ما حدث، حين اكتشفت أن هناك شهود عيان لقصة غير حقيقية، لم يمضِ على نشر خبرٍ عنها سوى أيام.. من جهة أخرى فكّرتُ بأن المكان الذي يشدّني دائماً يجب أن يفعل ذلك، مع آخرين أيضاً، ولكن هناك الكثير من الممنوعات، حسناً.. ولم لا نثيرها جميعاً ؟ تحدثت في ذلك التقرير عن الذين دفنوا النفايات الكيماوية في الأراضي السورية، وأفرغوا حمولات بواخرهم من النفايات في المياه الإقليمية، فعلوا ذلك بجرأة لأنهم أبناء أحد المسؤولين الكبار.الذي انشقّ فيما بعد، وأصبح من المعارضة!! تحدثت عن البيوت المهجورة في الحارات.. وعن درجة التلوث في المدينة القديمة التي بلغت ثلاثمائة بالمئة.
ـ موضوع قديم.. لمَ تفتحه معي الآن ؟
ـ أردت أن أستردك من شرودك.. فيمَ تفكر ؟
ـ نور ....
ـ نور ؟...من نور ...؟
ـ لا أعرف ..أفكّر أيضاً بمحمد شوق..
ـ من محمد شوق هذا أيضاً ؟
ـ وبراحيل وزينب...
ـ راحيل ؟...وزينب ؟...من هؤلاء ؟
نظرتُ في الظلّ الذي يلقيه جسده خلفه على الحائط الحجري.. وقلت كلامي الأخير ..
ـ أفكّر في إخاد..
ـ إخاد!!!
ما كل هذه الأسماء...؟.. هل تعرّفتَ على هؤلاء الناس دون علمي..؟
من إخاد هذا أيضاً ؟... وما هذا الاسم الغريب..إخاد ؟

* * *

يغيب محمد شوق عني ، يختفي ثلاثة أشهر، أسمع خلالها أخباره من الصحف والمحطات الاجنبية، النيويورك تايمز تجري معه مقابلة بعنوان (بوستموديرنيست تيروريست).. هذا التعبير من اختراعي!.. لابد أنه أعطاه لهم، إنه يتحدث عن الإخاء العالمي، والتعايش، والموسيقى، والرقص!!

* * *


ربما كان عدم الاتفاق أقصر مسافة بين فكرين. (جبران النبي)
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05448 seconds with 11 queries