الموضوع: أسبوع وكاتب - 2
عرض مشاركة واحدة
قديم 04/07/2008   #213
شب و شيخ الشباب مختلف
مسجّل
-- اخ طازة --
 
الصورة الرمزية لـ مختلف
مختلف is offline
 
نورنا ب:
Sep 2006
مشاركات:
2

إرسال خطاب MSN إلى مختلف
افتراضي


تسلمو على الموضوع الحلو وللصدفة انا من كم يوم كاتب قراءة بسيطة في المشهد الأخير من "موسم الهجرة الى الشمال" و اتمنى انها تكون قد المقام وتعجبكم ، خصوصا انها اولى مشاركاتي بالخوية الجميلة

__________________________________________________ _____


بدا لي أن شخصية الراوي في القصة كانت شديدة الانبهار بحياة وحتى ممات مصطفى سعيد ، بان ذلك جليا في وقوعه في غرام حسنة بت محمود ،–ربما كان ذلك فقط تقليدا له على مستوى اللاوعي- "أحب حسنة بنت محمود أرملة مصطفى سعيد ،أنا مثله" رغم أنه "يعرف حسنة بت محمود منذ ان كانت طفلة" ولئن كان ود الريس قد أحبها هو الآخر فإن ما ينطبق عليه من أنه" لا تعجبه الحمارة إلا إذا رأى رجلا آخر راكبا عليها" لا يجري على شخصية الراوي . أيضا تمثل التأثر المفرط بمصطفى سعيد في تلك المجادلة الداخلية التي عايشها الراوي داخل غرفة مصطفى والتي كان انعكاسها الخارجي استنتاجه المغلف بغرور لم يكن مكونات شخصية ود حاج احمد* أن مصطفى سعيد "يريد أن يكتشف كأثر تاريخي له قيمته ، إنما أنا لا أملك متسعا من الوقت للمضي في هذه المهزلة." ...
لكن التجلي الثالث والابين كان في المشهد الأخير الذي قرر الراوي وضعه لنفسه والذي يُقرأ من خلفه انفجار مفاجئ لرغبة مكبوتة في التطرف عاشت ردحا من الزمن خلف الحياة المتزنة للراوي . ولم يتأت له ذلك سوى عبر محاكاة المشهد "الميلودرامي" الذي تخيله الراوي لنهاية مصطفى سعيد والذي لم ينجح حتى في إخفاء اعجابه الشديد به "اذا كان مصطفى سعيد قذ اختار النهاية ، فإنه يكون قد قام باعظم عمل ميلودرامي في رواية حياته " .
ما يرثى له أنه وبالأخير عاد الضعف البشري الكامن في شخصية ود حاج احمد والمتمثل في حب الحياة ، وهو ماكان مطلق الغياب في التكوين النفسي لمصطفى سعيد " انت لست انسانا ، أنت آلة صماء". فكان أن أعاد الراوي النظر في استسلامه لمشيئة النهر و قرر أن "سأحيا بالقوة والمكر" ،ولكن كبرياء النفس كان حاضرا هذه المرة إذ كان الحوار الداخلي مسوقا بمبررات من شاكلة "طول حياتي لم اختر ولم اقرر، انني اقرر الآن انني اختار الحياة" و "سأحيا لأن علي واجبات يجب أن أؤديها.." ساقها الراوي ليبرر قراره الجبان بالهرب من مصيره المحتم....
و هنا قد يكون باديا للعيان أن الراوي إذا ماتم انقاذه فانه سيعيش حياة مليئة بالذل العلني والصراع الداخلي بين النفس الملمة بواقع الخوف المتأصل في شخصيته ، والأنا المغرورة التي تحاول سوق المبررات من جديد وهو ما يغلب الظن لدي أن تكون نتيجته " الانتحار"!!....


* لم يرد في الرواية تحديد لاسم الراوي ولا والده ، فأثرنا الاشارة اليه بـ"ود حاج احمد" نسبة الى جده لتقليل استخدام ضمير الغائب أو لفظ "الراوي"
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.02783 seconds with 11 queries