حين تفطن المتنبي إلى أن حلمه يحتضر بين يدي سيف الدولة بدأ يفكر في مصيره فوجد أنه لن يستطيع أن يستمر في حلب التي لم تعد تتسع لخصوماته. وكان أمراء الدولة الإسلامية ووزرائها جميعهم طامعين في مدح المتنبي ولكنه كان في شغل عنهم بطموحاته في كنف سيف الدولة فلما دب الشقاق انتظر المتنبي الدعوة التي لم تتأخر فجاءه رسول كافور الإخشيدي ورتب له رحيله إلى مصر ففارق المتنبي جميع أحلامه ومطامعه في حلب غير كاره ولا حاقد على سيف الدولة وإنما عاتبا عليه وبشدة.
|