مسافر فوق بحر من ضباب
للفنان الألماني كاسبار ديفيد فريدريش
معظم المشهد محجوب عن أنظارنا. والمسافر هنا مكشوف جزئيا فقط. إذ أننا لا نراه إلا من الخلف، وليس هناك ما يدلّ على حقيقة تعابيره سوى طريقته في الوقوف التي ربّما تكون المؤشّر الوحيد على مزاجه
يقول نقاد الفن إن الشخص الواقف أمامنا هو الفنان نفسه، لكن كلّ ما نراه هو رجل غارق في لقاء تأمّلي مع الطبيعة. والطبيعة هي الأخرى لا تكشف سوى عن جزء يسير منها هنا، ورحلة المسافر إلى هذا المكان توفّر له أفقا أوسع وأوضح مما هو متوفّر اسفل، ومع ذلك ليس هناك وضوح تام
إذ يتعذّر رؤية ما وراء الضباب وان كان بالإمكان محاولة التنبؤ بما يخفيه
ولد الفنان كاسبار فريدريش كاسبار فريدريش في دريسدن في العام 1798 ، وطوال حياته كان شخصا تقيا متأمّلا مع شئ من التشاؤم والسوداوية
توفيت أمه وهو في السابعة من عمره وبعد ستّ سنوات توفي شقيقه بينما كان يحاول إنقاذ كاسبار من الغرق
هذا الحادث ترك آثرا عميقا على شخصية هذا الفنان الكبير، فظل طوال حياته واقعا تحت هاجس الموت والطبيعة والخالق
وفي بقعة منعزلة من الطبيعة الجميلة وجد كاسبار بعض العزاء والإلهام