[Alshami]

الفنون

لأسبانيا تراث فني غني، كما أنها أنجبت مجموعة من أبرع الرسامين والكتّاب في العالم. وقد ازدهرت الفنون الأسبانية خلال عصرها الذهبي في القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين عندما كانت البلاد تحتل مكانتها بين قوى العالم الرائدة. وبعد ذلك بدأت الآداب الأسبانية في التدهور، لكن ميلادًا جديدًا قد حدث في منتصف القرن العشرين الميلادي.

الأدب. أقدم كتابات أسبانية لاتزال موجودة هي ملحمة السِّيد و مسرحية الرجال الحكماء. ويعتقد المتخصصون أن كلا العملين يرجع تاريخهما إلى القرن الثاني عشر الميلادي، لكنهم لايعرفون من كتبهما. وتصف ملحمة السِّيد أعمال أحد أبطال أسبانيا القوميين، السيد.
أنتج الكتَّاب الأسبان جانبًا من أفضل ماعُرف من أدب خلال العصر الذهبي. فمثلاً كتب ميجل دي سرفانتس رواية دون كيشوت وهي من أعظم الأعمال الأدبية في العالم. وقدم الكاتب المسرحي بدْرُو كالْديرُون دو لا بارْكا تصويرًا دراميًا حيًا لأحلام وحقائق الحياة في مسرحيته الشهيرة الحياة حلم. وتشمل قائمة كتّاب أسبانيا البارزين في القرن العشرين المفكرين خوسيه أوْرتيجا جاسيه، وميجل ديه أونامُوْنو، وكاتب المسرحية أنطونيو بويرو باييخو، والروائي كميلو خوزيه سيلا، والشاعر خُوان رامُون خيمينيز وحاز الأخيران جائزة نوبل للأدب.

الرسم. تشمل أسماء الرسامين البارزين في أسبانيا خلال العصر الذهبي إلجريكو، وموريللو، وفيلازكيز جويا، والأخير أحد الرسامين الأفذاذ الأوائل. وقد اشتهر بالرسم خلال أواخر القرن الثامن عشر وأوائل التاسع عشر الميلاديين.
وظل بابْلو بيكاسو فنان أسبانيا الأكثر شهرة خلال القرن العشرين. وقد أبدع تماثيل، ورسومًا تصويرية، وتخطيطات وخزفيات رائعة بالإضافة إلى رسوماته الزيتية. ومن بين الرسامين الأسبان البارزين الآخرين سلفادور دالي، وخوان جريس، وجوان ميرو وأنطونيو تابيس.
العمارة. تعكس العمارة تأثير الشعوب المختلفة التي سيطرت على البلاد في الماضي. ولايزال بعض القنوات والجسور والمنشآت التي بناها قدماء الرومان مستخدمة في أسبانيا، كما أن أنقاض بعض الأبنية الرومانية الأخرى يمكن مشاهدتها في كل أنحاء أسبانيا. كذلك فإن المساجد التي أقامها المسلمون تقف شامخة في بعض المدن الجنوبية، برغم أن معظم هذه المباني حُولت فيما بعد إلى كنائس كاثوليكية. والكاتدرائية الضخمة في قرطبة كانت مسجدًا جامعًا خلال القرن الثاني الهجري، الثامن الميلادي. وهناك أكثر من 1000 قائم من الجرانيت واليَشْب والمرمر والعقيق تحمل أقواس هذا المبنى. كذلك شيد المسلمون قلاعًا محصنة تسمى الآن القصور. وأكثر هذه القلاع شهرة قصر الحمراء المشهور في غرناطة.
وفي أسبانيا حوالي 1400 قلعة وقصر. ويقع الإسكوريال، وهو مبنى متعدد الأغراض يحتوي على مقبرة وكنيسة ودير وقصر وخزانة كتب تضم مخطوطات عربية نادرة على بعد حوالي 48 كم شمال غربي مدريد. وقد أنشأه الملك فيليب الثاني، وهو أحد أكبر المباني في العالم. وتبلغ مساحة المبنى الجرانيتي الرمادي حوالي 37,000م²، وبه 300 غرفة، و 88 نافورة و86 مدرجًا. وتقبع مقابر العديد من الملوك الأسبان في الإسكوريال.

وعلى بعد حوالي 15كم يقع وادي الصريع، وهو مقبرة أخرى ودير أيضًا. وتقع حجرة الدفن داخل جبل. وقد دُفن هناك حوالي 46 ألف رجل كانوا قد ماتوا في الحرب الأهلية الأسبانية. كذلك دفن جثمان الدكتاتور فرانسيسكو فرانكو هناك. وتُعدّ الكاتدرائية القوطية في إشبيليا ثالثة أكبر كنيسة في أوروبا، ولايوجد أكبر منها إلا كنيسة القديس بطرس في روما والبازيليقا في لوردز بفرنسا. ويبلغ طول كاتدرائية إشبيليا 116م. وعرضها 76م وارتفاع برجها 120م.