عرض مشاركة واحدة
قديم 14/09/2009   #23
صبيّة و ست الصبايا boozy
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ boozy
boozy is offline
 
نورنا ب:
Mar 2008
المطرح:
العراق الحبيب
مشاركات:
1,410

افتراضي الشوفينية




الشوفينية


د. ميشيل حنا





الشوفينية هي التعصب المغالى فيه للمجموعة التي ينتمي إليها الفرد، سواء كانت مجموعة دينية أو عرقية أو وطنية. وتطلق الصفة في العادة على الأشخاص المغالين في حب أوطانهم والذين يتعاملون باستعلاء إزاء الأمم والشعوب الأخرى من أمثال موسوليني وهتلر وتشرشل وغيرهم.



اشتقت كلمة الشوفينية من اسم الجندي "نيكولاس شوفين" الذي حارب تحت إمرة الإمبراطور "نابليون بونابرت" وجرح سبع عشرة مرة في الحروب النابليونية، ومع ذلك استمر في خوض الحروب من أجل فرنسا التي كان متعصبا لها جدا. بدأ انتشار المصطلح بعد عرض مسرحية فرنسية عن حياة "شوفين" بعنوان La Cocarde Tricolore.



الشوفينية كقومية



يمكن أن نعتبر الشيفونية نتاجا طبيعيا للقومية. ترى القومية أن هناك مهمة للأمة تتمثل في نشر نور الأمة لباقي الأمم المجاورة الأقل شأنا، والذين سقطوا من التاريخ لأن أممهم ليس لها مهمة قومية! بالطبع يؤدي هذا الشعور بالفخر القومي إلى الاستعلاء والنظرة الدونية لباقي الشعوب وبالتالي الشوفينية أو التعصب للوطن. وغالبا ما تؤدي الشوفينية في نهاية المطاف إلى تبني المفاهيم العنصرية والتمييز العنصري.



الشوفينية الكارثية



تؤدي الشوفينية إلى زرع بذور الفرقة والخصام بين الشعوب لتأجج مشاعر التعصب، وكثيرا ما تؤدي الشوفينية إلى اندلاع الحروب بين الدول، والحروب الأهلية بين أبناء الدولة الواحدة إذا كانوا ينتمون إلى جماعات عرقية مختلفة. مثلا أدت سياسة "هتلر" المتعصبة للجنس الآري إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1939. وفي أيام الإمبراطورية العثمانية، أدت شوفينية المواطنين الأتراك إلى حثّ الشعوب الأخرى في الإمبراطورية على البحث بدورها عن جذورها القومية والتمسك بلغاتها وثقافاتها، ومن ثم بدء حركات الانفصال.



وهذه هي خواص الشوفينية



تظهر الشوفينية عادة في الأمم التي تسود فيها الحركات القومية، والتي ترى نفسها كأمة ذات رسالة خالدة وأهداف سامية لا تتوفر في الشعوب الأخرى. من النادر أن تظهر الشوفينية في الأمم المقهورة أو المحتلة أو التي تناضل من أجل الاستقلال.



من عادة الشوفينيين أنهم يتعمقون في دراسة تاريخ بلادهم وشعوبهم وبالتالي فإن تغنيهم بسيادة أمتهم أو رسالتها الخالدة أو كونها أمة مختارة من قبل الله وما إلى ذلك من الأفكار يكون قائما على الاستناد إلى مجموعة من التفسيرات والشواهد التاريخية أو الثقافية. كما أنهم يدرسون تاريخ وثقافة الأمم الأخرى التي يقللون من شأنها للبحث عن أسانيد تاريخية وثقافية تدعم توجهاتهم الشوفينية.



الشوفينية الجنسية



لا تقتصر الشوفينية على حب الأوطان والتعصب لها، بل هناك نوع من الشوفينية يتعصب فيه المرء لبني جنسه ضد بني الجنس الآخر، فالشوفينية الذكرية ترى أن الذكور جنس أرقى من الإناث، بينما ترى الشوفينية الأنثوية أن الإناث جنس أرقى من الذكور.



ظهر مصطلح الشوفينية الذكورية في الستينيات على يد الحركة النسوية (التي تحدثنا عنها من قبل في هذا المكان)، والتي استخدمته لمحاربة الرجال الذين يضطهدون النساء على أساس أنهن أقل مرتبة من الذكور، خاصة الآباء الذين يعتبرون البنات الصغار أطفالا من الدرجة الثانية، وأن إنجاب البنات يجلب العار، وهي الأفكار التي مازالت سائدة في الكثير من الأماكن الريفية.



أما مصطلح الشوفينية الأنثوية فقد أطلقه المعادون للنسوية والذين يرون أنها تحولت من حركة مناصرة لحقوق المرأة إلى نوع من الشوفينية ينتصر للمرأة على الرجل. ويرى الكثيرون أن الولايات المتحدة الأمريكية –وبسبب الحركة النسوية- قد تحولت إلى دولة شوفينية أنثوية، بسبب المزايا والحقوق الهائلة التي تحصل عليها المرأة هناك.



"فلنكن فوق كل شيء واعين ضد الشوفينية العمياء من أي نوع"..



ألبرت أينشتين




لستُ بجسدٍ تسكنه روح.
بل
ثلاثة أرواحٍ
و عقولٍ
و قلوب
جزئها المرئيُّ الصغيرُ
جسدْ.
http://evandarraji.blogspot.com/
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04516 seconds with 11 queries