عرض مشاركة واحدة
قديم 28/11/2006   #8
شب و شيخ الشباب janus
شبه عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ janus
janus is offline
 
نورنا ب:
Apr 2005
مشاركات:
95

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : nen0us عرض المشاركة
من اول ما شفت "المتشائل" قلت الله يستر!
المهم..
عم بقرا هل كتاب واسلوبه غرييب كتير علي، مش عم اقدر اصل لقصد الكاتب.. بس فاهم انو بتمسخر وبنتقد
مش كلو عم بفهمو..
فطلب يعني لو فش اي غلبي ولي بحب يساعدني بس..
يريت بس لو تلخيص بسيط للامور الي بنتقدها في كتابه المتشائل.. او اذا في اي خلفية (background) تقدر تساعدني افهم المكتوب اسرع..
وزادكم الله خير.. مليش غيركوو هاااا

ان لاميل حبيبي اسلوبه الخاص فهو غير ملتزم بحبكة واضحةالمعالم ولا بغيرها من الاساليب الروائية التقليدية... لدرجة انه صنّف احدى رواياته الاخرى (سرايا بنت الغول) بخرافية (وليس رواية) وحسب رأيي الشخصي اعتبر نفسك تستمع الى خرافية من احدهم او ان اردت اعتبر الرواية "حديث ذو شجون"... فلا تحاول التفكير اكثر مما يجب بل انساب مع الرواية الى حيثما تأخذك...

رح اشرحلك شوي عن الخلفية التاريخية لهذا الكتاب... بعد النكبة وقيام دولة اسرائيل بقي ما مجموعه حوالي 160000 عربي فلسطيني في وطنهم تم منحهم (لاحقا) الجنسية الاسرائيلية وعاشوا في ظل حكم عسكري سيستمر حوالي 20 عاما... وهم ما يسمون اليوم بعرب الداخل او عرب 48. ان القيادة الفلسطينية قبل النكبة كانت قد تهجرت كما تهجر سكان معظم المدن الكبرى (معظم سكان حيفا، يافا الخ...) - عمليا في ذلك الوقت كانت هناك مدينة واحدة يمكن القول عنها انها عربية وهي الناصرة - وكان معظم من بقي هم من الفلاحين القرويين في الجليل والسكان البدو في النقب (وسينضم اليهم لاحقا سكان المثلث بعد الاتفاق على اجراء تعديل للحدود مع الاردن). ان معظم هؤلاء اعتاشوا من الزراعة ولكن سلسلة قوانين وقرارات
حكومية صادرت جزءا كبيرا من اراضيهم مانحة اياها للسكان اليهود فاضطر العديد الى العمل عمالا في المدن اليهودية (عمال بناء الخ...).
لقد أعلنت اسرائيل الحكم العسكري على العرب فقيدت حرياتهم المختلفة: فللتنقل كانوا بحاجة الى تصريح وللعمل في سلك التعليم او للتوظف كانوا بحاجة الى "شهادة شرف" من الشاباك (المخابرات الداخلية) واستغلت السلطة ذلك فقامت بمعاقبة من ابدى اراء سياسية لم تعجبها بل وتتدخل الحاكم العسكري في كل شيئ في حياة المواطنين العرب من صغائر الامور وحتى كبائرها وكان للشاباك دور كبير في حياتهم فكثر المخبرون مما جعل الكثيرين يخافون من ابداء اراء معارضة كما سادت "الوسائط" فكان الانسان بحاجة الى وساطة حتى في اتفه الامور وكان عليه ان يبدي ولاء مفرطة للدولة العبرية الخ... وبكلمات اخرى تعاملت الدولة مع العرب باسلوب العصا والجزرة.
حدث ل هذا في ظل غياب القيادة الفلسطينية التي كانت قبل النكبة اذ انها اصبحت تعيش اما في الضفة والقطاع واما في المنفى... وقد ملأ هذا الفراغ القيادي توجهان:
التوجه الاول: هم المشايخ والمخاتير والقيادات المحلية التي قررت التعاون مع الدولة وتحصيل الحقوق من خلال الولاء الخ.. ولم يكن هؤلاء ينتقدون ايا من ممارسات الدولة. تكون هؤلاء من وجهاء القرى والطوائف (الكبيري السن عادة ) اي كانوا قيادات محلية تقليدية.
التوجه الثاني: هو توجه المعارضة وكانوا بغالبيتهم من الشيوعيين او من حركات ذي توجهات قومية كحركة الارض او بعض القيادة المحلية التقليدية الوطنية. وكانوا قادتهم بغالبيتهم من ابناء الطبقة الوسطى المتعلمين
تعاملت السلطة مع هؤلاء بقسوة فمنعت حركة الارض ووضعت اعضاءها في الحبس المنزلي، اما اعضاء الحزب الشيوعي فتمت مطاردتهم وفصل العديد منهم من وظائفهم.... وكان لهم دور كبير في تشكيل وعي سياسي للجماهير العربية خاصة بواسطة صحفهم ومجلاتهم (الاتحاد، الغد، مشوار...) وظهر من صفوفهم العديد من الادباء والشعراء كاميل حبيبي، محمود درويش (قبل ان يغادر البلاد)، سميح القاسم، توفيق زياد الخ...

في البداية كانت الغلبة للتوجه الاول فكان الشيوعيون اقل تأثيرا وذلك بسبب سياسة الترهيب والترغيب الاسرائيلية ولكن قوتهم ازدادت مع الوقت واصبحت هي المؤثرة مع ازدياد الوعي السياسي وقد تجلى ذلك في يوم الارض (1976).

بعد هذه المقدمة الطويلة نعود الى المتشائل... اميل حبيبي كان من القيادة الشيوعية وكتاباته ملتزمة نوعا ما.. ان شخصية المتشائل هي مخبر يعمل لصالح الشاباك ورغم ذلك نرى ان له مشاعر وطنية لكنه لا يظهرها (فله عالمه الداخلي وعالمه الخارجي)... ان الرواية تسخر من السلطة الاسرائيلية وتفضح ممارساتها.. بالنسبة للتشاؤل فهو توجه ساد خلال تلك الفترة اذ ان العرب عاشوا في ظروف قاسية تحت حكم عسكري وصودرت اراضيهم الخ... لكن وضعهم كان افضل من اخوتهم اللاجئين مثلا... لذا فقد كانوا متشائلين...
لا يمكنني شرح الرواية كاملة ولكن لفهمها عليك ان تفهم الاوضاع التاريخية... وان لم تفهمها رغم ذلك فلا عليك قرأت مقالة لالياس خوري يخبرنا فيها ان اميل حبيبي قال له يوما انه من الصعب ان يفهم هذه الرواية من لم يكن من عرب الداخل وعاش تلك الظروف.. صحيح ان الرواية تحوي العديد من الامور التي عليك ان تعيشها لتفهمها.. لكنني أظن (والله اعلم اذ لم اخبر ذلك بنفسي) ان المواطن العربي الاعتيادي قد لاقى من القمع حتى يتماثل مع الاحداث في الرواية.

لا شئ يربطني بهذه الارض سوى الحذاء
لا شئ يربطني بهذه المروج سوى النسيم
الذي تنشقته "صدفة"
فيما مضى
ولكن من يلمس زهرة فيها يلمس قلبي
<><><محمد الماغوط><><>

"لقد اصبحت مـنــفــيــا، ولم اغادر بلـــــــــدي"
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03407 seconds with 11 queries