عرض مشاركة واحدة
قديم 03/02/2009   #25
شب و شيخ الشباب achelious
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ achelious
achelious is offline
 
نورنا ب:
Oct 2006
المطرح:
الغدّ
مشاركات:
2,008

افتراضي دواؤك لديّ


أقدسها هذه السيجارة التي تذوي بين أصابعك, تخنقها أنفاسك, تسحب عمرها شفتاك, أحسدها لأنها تتوسد أصابعك .. تتحمل عصبيتك تحترق علي فمك .. تموت هي للتحيا أنت..
آه كن تمنيت ان اكون هذه اللفافة الصغيرة, و لكنك كعادتك سريع الملل تطفئ هذه السيجارة قبل أن تكمل مشوارها فتقتلني معها..
جعلتني أعيش الألم أياما طويلة, أطول مما تعودتها لأنني رأيتك متألما. كانت المرة الاولي التي أراك فيها غاضبا, ساخطا, متجنبا كل براق تعود أن يجذبك. و تألمت معك, و فرحت لنفسي ...
تألمت لأنني شعرت بلمسات حزن تمس عينيك العسليتين, و أنا لا أحبك حزينا.
أود أن أتحول الي أي شئ تحبه لأسعدك أتمني لو يحملني الله كل ما يشقيك فأنا تعودت الشقاء , تعودته مذ عرفتك.. مذ تمنيت أن أكون لفافة صغيرة تحترق علي شفتيك .
و فرحت, لأنك في غضبك لم ترقب الحسناوات, لم تلق كلمات الغزل هنا وهناك, فرحت لأني أحسستك لي وحدي لا يشاركني فيك سوي الألم, و هذا لا يزعجني فأنا و الألم صنوان..
دعني أزيح ستار الهم عن عينيك، دعني أحملك علي علي جناحي الحب وألمي إلي عالم بعيد لا يعرف المتاعب , و لا يعترف إلا بالفلوب التي تحب...
لكنني سأبقي عاجزة أمامك, ألمح مريضا دواؤه في قلبي و لا أجروء علي تقديمه له, فسيهزأ به, و لن يكترث.
سأبقي لأراقبك تشعل سيجارة بيضاء.. و تبثها آلامك.. و تملها بسرعة كعادتك.. فتخمد انفاسها في صحن صغير, جعل ليكون مثواها الأخير و تذهب انت.. و أبقى وحدي ألملم أعقاب سجائرك ..
رميتها أنت و أحببتها أنا .. أحببتها لأنها منك من شفتيك من أنفاسك.


الكاتبة
: زينات نصار
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03324 seconds with 11 queries