الموضوع: عقدة النقص
عرض مشاركة واحدة
قديم 02/03/2008   #8
شب و شيخ الشباب Moonlights
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Moonlights
Moonlights is offline
 
نورنا ب:
Nov 2007
المطرح:
فوق جبل بعييييييد
مشاركات:
263

افتراضي


توصيف جيد لعقدة من العقد الكثيرة التي نعاني منها كأفراد ونتيجة لتفشي هذه العقد أصبحت مرضاً اجتماعياً عاماً .

كذلك الأمر بالنسبة للتوصيف الذي قدّم لبعض المجتمعات التي نهضت بشكل جزئي أو كلّي .

ولكن.

هذا توصيف لم يراعي الفروق الجوهرية بيننا كمجتمعات رعوية بطركية ما زالت تعيش ضمن المنهج الفكري الذي أدان "ابن رشد" وأمر بإحراق كتبه وانتصار تيار " الغزالي" مع كل ما يمثله. وبين تلك المجتمعات التي أحدثت قطيعة تاريخية بين الفكر الديني اللاهوتي البطركي وانتقلت إلى عصر الحداثة مثل " بريطانيا العظمى" و " اسكتلندا " فالفكر السائد هو فكر حداثي علماني لا فكر ديني مذهبي والمشكلة هناك لها طابع استعماري قومي في جذوره العميقة ولو كان الطافي على السطح غير ذلك .

ومن جهة أخرى عقدة النقص أو مركبات النقص الكثيرة التي تعاني منها مجتمعاتنا ليست هي السبب الذي يؤدي بنا كمجتمعات إلى النتيجة التي وصلت إليها, رغم كونها إحدى المسببات.

نحن مجتمعات لم تحقق القطيعة المعرفية مع الماضي, لم تقرأ تراثها قراءة علمية نقدية بل ما زالت تعيشه وتتطلع لاستعادته لأنها ترى فيه الحل لكل مشاكلها.

نصاب برهاب من قوى مجهولة لا نراها ولا قبل لنا بها نرضعها مع حليب أمهاتنا مع أول صفعة نتلقاها على وجوهنا مع أول كلمة حرام نسمعها ولا ندري لماذا حرام وليس خطأ ولماذا خطأ, مع أول عبارة "الله سيحرقك بالنار" دون أن نعي لماذا ومن هو هذا الحارق المُهلك .

مصابون بعقد ومركبات نقص لأننا يجب أن نطيع أولي الأمر فينا "وما أدراك ما أولي الأمر" رغم كل ما نراه ونعيشه من ظلمهم وتعسفهم وجور سلطانهم , فلا نستطيع أن نرى واقعنا المعاش إلا من خلال أنه بلاء رباني لا راد له ولا مندوح عنه إلا بإرادة الله , فنصاب بالفصام بين ما هو كائن وبين ما يجب أن يكون . " فكما تكونوا يوّلّى عليكم " .

نشاهد أول ما نشاهد كيف أن الأب " الراعي الحامي الآمر الناهي" وهو يمارس سلطته الإلهية بمنتها التعسف والجور على الأم التي نحب ونجل وعلينا نحن الأطفال دون أن نعي لماذا ومن أعطاه هذه السلطة الغاشمة, فتتكون لدينا شخصية قامعة للأضعف متقبلة للقمع من الأقوى, ولهذا يكون لدينا وعلى جميع الأصعدة أب قائد هادي ينر لنا الدرب نحبه رغم جوره.

مصابون بازدواجية عميقة في وعينا ومشاعرنا ونحن نرى زميلتنا واختنا تتفوق علينا دراسياً وفي العديد من المهارات الأخرى, ثم نصفها بأنها ناقصة عقل ودين.

مصابون بالعمى وضيق الأُفق فلا نستطيع أن نرى الآخر, لا نستطيع أن نسمعه أو نحاوره, بل نرفضه ونمارس عليه وصاية قمعية ونحكم عليه بناءً على رؤيتنا للعالم فيكون إما كافر أو ضال سوء السبيل وبحاجة إلى هداية وإرشاد سيّان أكان على الصعيد الديني أو الفكري.

فكرنا انتقائي وتطبيقنا اجتزائي ووعينا تقديسي فنعامل الفكر معاملة المقدس الديني كاجترار وتكرار ببغائي لا نقبل نقده أو إحلال الأصلح مكانه, لهذا كل أحزابنا تتحول إلى أديان جديدة وكل قادتها يتحولون إلى أنبياء ورسل منزّهون .
أغلبنا يحلل ويصل إلى حلول دون اساس معرفي, أو بأساس منقوص انتقائي موجّه, فينطبق علينا قول "كودامائير" العرب لا يقرؤون فإذا قرؤوا لا يفهمون وإذا فهموا لا يطبقون.



نعيش في دائرة مفرغة منذ الولادة ولا نخرج منها بالممات إلا إن كسرنا إحدى حلقاتها, وهنا تعددت الوصفات وتسمم الجسد بالدواء ربما لأن الجميع يعالج العرض ناسياً السبب .

We ask the Syrian government to stop banning Akhawia and all Syrian sites

القمر بيضوّي عالناس
والناس بيتقاتلوا .
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05544 seconds with 11 queries