[حاطب]

كاتب النص الأصلي : اللامنتمي

أنتم يا أيها الشَـعب مَتى تفيقونَ على حقيقتكم المُرعِبة

صدقوني لو كنتم تهمّون العالم لما ترددت "مؤسسة هيت الترفيهية" في إلغاء إصدارها السنوي

"موسوعة غينيس للأرقام القياسية " والتّفرّغ لرصد غرائبكم وَ ما أكثرها "

لن يكفيهم إصدار مُجلد واحد سَـنوياً أنا متأكد من ذلك

أنتم الشَـعب الوحيد الذي يمنع المرأة من قيادة سيارتها في وطنها وبين أهلها بأمان و إحترام
يتطلب الوصول - للبعض منا - إلى مقر عمله ساعة من الزمن لازدحام الطرق ، فكيف لو أنه سمح لهن بالقيادة!!
وَ الشَـعب الوحيد الذي تصاب كافّة مُدنه بالسكـتة القلبية خمس مرات في اليوم الواحد
لن يصاب الإقتصاد بالكساد لإغلاق المحلات لدقائق معدودات لأداء ما افترضه الله على المسلمبن لأداء الصلاة ، و التي بها طمأنينة النفس و الغذاء الروحي ، و البعد قليلا عن صخب الحياة
وَ الشَـعب الوحيد الذي يُجبر نسائه على تغطية وجوههن مركز التنفّس والحواس
لسنا الشعب الوحيد كما تزعم ، على أن المسألة خلافية بين المذاهب الإسلامية
وَ الشَـعب الوحيد الذي تنتشـر فيه عادة الزواج " العمياني "

فلا يرى الزوج زوجته إلاّ في ليلة " الفتح العظيم "
ليس صحيحا فلكليهما الحق برؤية الآخر قبل أن يتم القبول من الطرفين
وَ الشعب الوحيد الذي لا تتنقّل المرأة ذات الخمسين عاماً إلاّ بمحرم

وَ إن كان مراهق لم يتجاوز الثامنة عشـرة من عمره
هذا دين ندين الله به ، و ليست هرطقات بشر
وَ الشَـعب الوحيد الذي يحكم بالقصاص على رجل عمره ثمانية عشـر عاما

بـِ سَبب حادثة قتل ارتكبها وعمره عشرة أعوام
جانبت الحقيقة ، أو ائت بدليل
وَ الشـَعب الوحيد الذي يرفض أن تخلو المرأة مع ابن بلدها في سَـيارة واحدة

لكنه ُ يقبل أن تستقل تاكسي مع رجل "بنغالي"
سائقوا التاكسي مواطنون و بنغاليون و جنسيات أخرى
وَ الشَـعب الوحيد الذي رفض تخصيص مهنة بيع " اللانجري " حصريا للنساء

ثم سَمحَ للرجال الأجانب ببيع " الكيلوتات " لنسائه
إشكالية و خلل في أنظمة وزارة التجارة و وزارة العمل أتمنى أن يجدوا لها حلا سريعا
وَ الشَـعب الوحيد الذي يرفض إفتتاح صالات عامة للسـينما

بينما تُعرض كافة أنواع الأفلام في حُجرات البيوت
يعاني شبابنا من عهر القنوات الفضائية و التي - و للأسف - يملكها رجال أعمال مواطنون ، و تريد أن تزيد الطين بلة بصالات السينما ، و هل الأوقات رخيصة إلى هذه الدرجة ، و أوطاننا تحتاج إلى الشباب المنتجين
كل هذه العجائب لا ترونها و إن رأيتموها لا تُميّزون مِقدار الغرابة فيها

وذلك بـِ سَـبب رذيلة الإعتياد من خلال " التعصب في التكرار "

التي تُفقِد الإنسان القدرة على تمييز الفضيلة

يا شَعبَ العجائب

أفيقوا


.


.



ترددت كثيرا قبل أن أعلق على ما كتبته ، و ذلك لعدة أسباب أهمها قولك: وَ الشَـعب الوحيد الذي تصاب كافّة مُدنه بالسكـتة القلبية خمس مرات في اليوم الواحد ، ثم اعتمادك صيغة التعميم ، و تريد أن تختزل و تهمش شعب بأكمله و كأننا من شعوب غابات الأمازون المنسية.
قال رب العزة و الجلال ( و إذا قلتم فاعدلوا )

و قال تعالى (و لا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى)

و أسأل الله لنا و لك الهداية قبل أن تغرغر الروح