28 أيار
قد يتسبب بعض الأشخاص أو بالظروف بردات فعل لدي ّ ولكن سلوكي الخاص يبقى نتيجة مواقفي وتطلعاتي الشخصية ، تلك التي تكونت هي ّ أيضا ً من خلال ما تسجل في وجداني من انطباعات وما مر ّ في حياتي من اختبارات . إن مواقفي فريدة تماما ً كبصمات اناملي ، لذا لن تتطابق نظرتي إلى الواقع مع نظرة شخص آخر .
أنني لن أختبر الشعور نفسه وأنا أشهد وإياك الحدث نفسه. فقد تشعر أنت ببعض الاستخفاف امام ما حدث بينما أنظر إلى الأمر نفسه بجدية بالغة . وقد يثير الشفقة في نفسك مما يولد فيك شعورا ً من الغضب . وقد ترى أنت في الفشل مجالا ً لتحدٍ جديد في حين أشعر أنا امام الفشل نفسه بكثير من الإحباط .
إن اللائم الذي يلقي بمسؤولية ما يقول وما يعمل على الآخرين هو شخص لن يكبر أبدا ً ، وسيستمر في غربة عن ذاته ، وفي منأى عن واقع الحياة . اللائمون يصرون على أن أحدا ً سواهم يسيّر الأمور ، لذا هم لا يواجهون ذواتهم أبدا ً فلا يفطنوا لحقيقة ما في عمق نفوسهم .
إذا ما تأملنا في هذه الحقائق عن كثب ، فلا بد وأنها ستؤثر في طريقة اتصالنا بالآخرين . فعوض أن اتوجه إليك بلغة المخاطب فأقول لك : أنت أغضبتني ، أكلمك بلغة المخاطِب فأقول : أنا غاضب .
لغة المخاطب تتنكر لما قلناه حول المسؤولية الشخصية بل أنها تحاول تولد لديك شيئا ً من الشعور بالذنب . فكأنك أنت ، لا أنا مسؤول عن سلوكي الذي لا يروق لي . فإذا كنت ممن ألفوا الدفاع عن أنفسهم في أي حال . دخلت معي في جدل عقيم هو أقرب إلى حوار الطرشان